22 ديسمبر، 2024 11:32 م

براءة شيطانية.. من يزيد ابن معاوية

براءة شيطانية.. من يزيد ابن معاوية

﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ﴾
تمر الايام والشهور وينتهي العام بفصوله، لا ننتظر فيه سوى شهرين نعيشها بحرية، ونرى فيها تتجسد الإنسانية تذكرنا بقوانين سياسية، وضعت بالأسس الأخلاقية، وهما شهري الاول محرم أي “عاشور”، سمي بهذا الاسم نسبة الى اليوم العاشر من هذا الشهر، يصادف فيه استشهاد سيد شباب أهل الجنة، والثاني شهر صفر، فيه كلام وأحداث عظيمة ستأتي في وقتها.

يوم العاشر من محرم الحرام، قصة وسيناريو وبطولة الإمام الحسين {عليه السلام}، لوكيشن كربلاء الاباء، لا تضاهيها ملحمة ولا واقعة ولا…، قل وسم ما شئت فهي الحادثة الفريدة، من نوعها في الخلق من الأولين والآخرين، خالية من الرحمة والإنسانية، وخارجة عن القوانين البشرية، وبالرغم و كل ما جرى في النهاية، ساد انتصار الدم على السيف.

رجل يدعو إلى إصلاح دين جده رسول الإنسانية، وحرية المجتمع وحقوق الأيتام والمساكين، حيث قال: «إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر…» أمام عينيه قتلوا أولاده وإخوته ومن ثم أصحابه، واحدا تلو الآخر حتى رضيعة لم ينجو، ذبحوه من الوريد إلى الوريد..! فلم يكتفوا بكل ما صنعوا، حرقوا خيام نسائه واطفاله وضربوا صغاره بالسياط.

يرى كل ماحصل وهو يتألم على ما يحصل، على أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومهبط الوحي؛ لا يستطيع فعل شيء لان جسمه مليء بالسهام، مكسرالأضلاع بحوافر خيول الاعداء، ثم يأتي خنزير لعين، ويقوم بذبحه من القفا ويحز نحره الشريف وهو ظمآن ويسلبونه العمامة والرداء، روحي وارواح العالمين له الفدى يا لها من فاجعة عظيمة.

أهكذا يفعل بأهل بيت امر الله ان يرفع فيه اسمه؟ ومن ثم أوصى نبي الرحمة بابن بنته فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وقال: [حسين مني وانا من حسين]، كل ما ذكرناه من جرائم بل أكثر مما ذكر، فعله الطاغية يزيد ابن معاوية اللعنة عليه وعلى أتباعه، وهو يدعي الإسلام ويتخذه ذريعة لنزواته ورغباته الدنيوية، و لبقائه في الحكم حتما لا يتدين بدين، وتبرأ منه كل الديانات السماوية.

لم يتحمل هكذا ذنب ومعصية حتى ابليس نفسه، قال تعالى: ( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ )، فجاءت براءة شيطانية.. من يزيد ابن معاوية.