استبشر الشعب العراقي خيرا ، وزمر وطبل فرحا لسقوط اعتى حكومة ظالمة استباحت الحرمات وحكمت بالنار والحديد وساقت الشعب نحو مصلخ الذبح والتقتيل والتجويع متمثلة بحكومة البعث الصدامي .
فهلل الشعب واستهلوا فرحا بين شامتا ومتشفي ، وبين ناقما وحامد .
لما اصاب تلك الحكومة الظالمة متفائلا بأن القادم سوف يكون افضل ويتغير الوضع نحو الاحسن بسلوك مغاير من الحكومات القادمة عن حكومة البعث .
الا ان واقع الحال اثبت ان الحكومات التي اعقبت حكومة البعث قد اعطت صك البراءة وبيضت صفحة البعث من جميع جرائمه .
فقد اتهمت جميع الحكومات التي تلت حكومة البعث بشتى انواع التهم بالعمالة والخيانة والقتل والتجويع والسرقة والفساد .
و اجد ان كل هذه التهم صحيحة ولا يمكن نفي المثبت فيها ، الا ان المتسبب بالجناية الكبرى ودفع الحكومات للوقوع بالجرم هو الشعب وعلية يكون الشعب هو الجاني والحكومات هي المجني عليها .
فجميع الحكومات التي كانت قبل الحكومة الصدامية والتي تلتها وحكومة البعث حكومات بريئه لاذنب لها ولا اثم عليها .
ويمكن اثبات البراءه للحكومات جميعا وحتى من سوف تتشكل وتأتي مستقبلا ومن تليها ، اذا كان النهج كسابق الحكومات التي مضت سيكون حكم البراءه ايضا محكوم لها .
وان المتسبب الوحيد بثبوت الجرم و المجرم الرئيس في هذه القظية هو الشعب .
وادلة الاثبات داحظة لادلة النفي ، ومن لايمكن اثباته لايعني نفية .
ويمكن تقديم لائحة ادلة الاثبات التي تدين الشعب وتبرئه الحكومات ومنها .
الدليل الاول :-
جميع الحكومات التي تشكلت اتت بموافقة الشعب وهو من اتى بأحزابها وشخوصها ، فالشعب هو المسؤول عن خياراته ، فهذا دليل تجريم الشعب ان كانت الحكومة مجرمة .
الدليل الثاني :-
ان كان من تسيد باي حكومة فاسدا ، فكيف يولى من قبل الشعب !؟ وان لم يكن كذلك وبعدها افسد، فلماذا لم يتم محاسبته من قبل الشعب ؟ فهذا السكوت هو تستر بحد ذاته على الجرم من قبل الشعب .
الدليل الثالث :-
عدم التمييز بين الصالح والطالح من قبل الشعب لايعفيه من المسؤولية التي تقع على عاتقه ، فأن القانون لايحمي المغفلين .
الدليل الرابع :-
التأييد المطلق للحكومات التي تشكل حديثا والتطبيل لها وشعار علي وياك علي واضفاء صفة القداسة على الحكومة وشخوصها وبعد افساد سلوكها تكفر وتكون نقمة الشعب عليها ، هذا لايبرءه الشعب من جرمة .
الدليل الخامس :-
ان الشعب الذي اختار بمحض ارادته دولة بني امية الظالمه الفاتكه المهتكة للحرمات ، ومن ثم ودولة بني العباس المجرمة القاتلة المسفكة للدم الحرام . والذي جر على الشعب ويلات و ويلات هو نفس ذلك الجرم المرتكب قديما يرتكب اليوم والجاني هو الشعب نفسة .
الدليل السادس :-
الذي جعل الشعب ان يكون بموضع الاتهام والجاني على نفسة هو حالة النفاق التي يعيشها مع ذاته فليس له موقف واحد ومبدأ ثابت . فحالة التقلب التي يعيشها جعلت منه ان يكون الجاني بذبح نفسه والجاني على الحكومات .
الدليل السابع :-
ان اي ادعاء او اتهام يتبناه الشعب بحق الحكومات وان ارتقى الى مستوى الجرم الثابت فأن المحرض على الجرم يقع على عاتق الشعب كونه المتسبب بالجرم نتيجة الاهمال بعدم معرفة ما يتوجب عليه من حقوق و واجبات .
الدليل الثامن :-
التناحر والتباغض والاتهامات بين افراد الشعب في صنع وقداسة الزعامات اضعفت الهمم في تولي المسؤولية بالكشف عن جرائم الحكومات المرتكبة بأسم الشعب اثبت الجرم المشهود بحق الشعب .
الدليل التاسع :-
الجهل الذي تربع وهيمن على افراد الشعب جعل منهم سكينا بيد الحكومات يذبحون من يشاؤن دون حسيب او رقيب واقرار الشعب بهذا الجرم يجعل منه دليل اثبات بأن الشعب هو الجاني .
الدليل العاشر :-
الرياء فهو من اشد الافات التي تصيب الانسان بصوره خاصة والشعوب بصوره عامة حتى اصبح الرياء ثقافة شعب ، لان الرياء يدخل الميدان مرتدي لباس الدين والتقوى ، وهو بالاصل عملة ذات وجهين ، وجه نقش عليه اسم الله ، والاخر نقش عليه اسم الشيطان ، اصحاب العلم والدراية والتفكر والفطنة يرون وجه الشيطان فيحذرون منه ، وعامة الشعب يرون وجه الله فيؤيدون ويهلهلون مستبشرين فرحا ، فأن الرياء الذي اخذ يتجذر بواقع الشعب مكن الحكومات كافة من استغلال الناس لمصالح الحكومات بظلم واضطهاد الشعب وهذا ما يدمي القلب فأن الجاني ليست الحكومات بل الشعب نتيجة الرياء .
هذه الادلة وغيرها وان لم تذكر لضيق المقام ارى انها ادلة اثبات تدين الشعب وتبرءه الحكومات .
فأذا اراد الشعب ان يبرءه ساحته من الجرم عليه الاعتراف بجرمة والعمل على تغيير حالة ليكون ضحية مجنى عليه وليس جاني متلبس بالجرم المشهود.