17 نوفمبر، 2024 5:26 م
Search
Close this search box.

(براءة الأسلام ) من المسؤول

(براءة الأسلام ) من المسؤول

(براءة الاسلام ) الفلم السيء الذي أساء لشخص الر سول الكريم محمد صلى الله عليه واله وتوالت عليه ردود الأفعال التي اخذت  مديات واشكال عدة فيما كان العنف طاغي على بعضها كما حصل في مقتل السفير الامريكي في ليبيا واقتحام السفارات الامريكية بأكثر من بلد . انا هنا لست بمعرض التصدي لتقييم ما حصل من ردود الافعال تلك او التعرض اليها في النقد والتحليل بقدر ما احاول ان اخوض في ماهية الاسباب والمسببات التي مهدت لتكرار ظاهرة التجاوز المتعمد على مقدسات المسلمين وبالخصوص شخص الرسول الكريم سيد الكائنات النبي محمد صلى الله عليه واله . لا نأتي بجديد اذا ما قلنا ان الدين الاسلامي الحنيف هو اكثر الاديان السماوية احتواءا بمفردات المشاعر الانسانية وتهذيبا للعلاقات المجتمعية على مستوى الفرد والجماعة ابتداءآ من الاسرة وانتهاءآ بالشعوب والامم فالآحاديث الشريفة والايات الكريمة توصي بحسن الجوار وبر الوالدين والعطف على الصغير واحترام الكبير ومساعدة الفقير والعدل والمساواة واعطاء كل ذي حق حقه والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بل لم تترك الرسالة السمحاء لخاتم الانبياء شاردة ولا واردة ولا صغيرة او كبيرة ذا صلة بالعلاقات الانسانية الا واطرتها باطار الحب والتسامح والمودة ويمكن اختصار ذلك في الاية الكريمة التي جاء فيها ((وجعلناكم شعوبآ وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم)) وقال عز وجل ((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان)) فيما جاء في الحديث الشريف للرسول الاكرم صلى الله عليه واله ((خير الناس من نفع الناس)) وهو الذي اوصانا عليه الصلاة والسلام بالنظافة وطلب العلم بقوله (( تنظفوا فأن الاسلام نظيف  وطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. )) فأين نحن من هذا الارث الملكوتي العظيم وهل استطعنا ان نوصل ولو الشئ اليسير منه للاخر هناك في الغرب وامريكا وباقي ارجاء المعمورة. نظرة بسيطة وتشخيص سريع لمايتم تسويقه عبر ثقافة الموت والجهل والظلام لأولئك الزنادة التكفيرين الذين يجولون في انحاء العالم بثيابهم القصيرة ولحاياهم (المشرشبة) على صدورهم يتبجحون بقطع رأس البشر وهم يصيحون الله اكبر وخلفهم يافتة كتب عليها لااله الا الله محمد رسول الله . هؤلاء البهائم المفخخة الذين يتسابقون على تفجير انفسهم ليقتلوا الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ عسى ولعل ينالو وجبة طعام مع الرسول كما يقول فقهائهم القابعين في محاجر الفتوى الظلامية هناك في نجد والحجاز .. تلك الفتاوي التي انجبت عقارب تلذغ جسد الدين الحنيف وتشوه صورته حيثما تسللت وانتشرت في كل بقاع العالم .. نعم انهم من استمدو ثقافة جهلهم من كتب الزيف الأموي الذي جعل من صورة الرسول الأكرم شخصا ذا نزوة وشهوة ورجلا كما يصوروه في رتابة عقولهم التي مهدت لأعداء الأسلام الأرضية التي ينطلقون منها في التعبير عن عقدهم وحقدهم على الأسلام الحنيف ونبيه الكريم الذي ارسل رحمة للعالمين .. من هنا فأن المتهم الأول في جريمة الأساءة للأسلام وشخص الرسول محمد عليه الصلاة والسلام هم هؤلاء ارباب الجهل والتكفير والزيف ولظلام الذين يحرمون كل حلال احله الله ويحلون كل حرام حرمه . وهذا لا يعني تبرئة الأنجاس المتطاولين على الدين الحنيف ولكن ينبغي علينا الرد بأسلوب حضاري معاصر انطلاقا من مكافحة الأرضة التكفيرية وسرطان الجهل المتأتي من فتاوي الظلام وزيف الحديث ونفاق الذات .  من هنا يمكننا تحديد المسؤولية عن هكذا اعما مغرضة تقف ورائها جهات حاقدة تستمد مادة اعمالها من تلك الثقافة الضبابية ومن يقف ورائها وهو المسؤول الأول عن ذلك .

أحدث المقالات