23 ديسمبر، 2024 5:48 ص

بذور الاستعمار انتج ثمار اسمها الاستهتار

بذور الاستعمار انتج ثمار اسمها الاستهتار

لا يمكن ابدا فصل المادة عن المعنوي وتبقى العلاقة بينهما تاثير ومؤثر وتبقى القيادة للروح وان فصلت عن المادة فان المادة لا قيمة لها ولا يعرف نتائجها لربما سلبية ولربما ايجابية اي باختصار ضربة حظ، وحتى نتجنب ضربة الحظ نجعل الروح مستقيمة حتى تكون نتاجاتها مستقيمة .

العمارات الطرق السفن الطائرات السيارات الاقمار الصناعية الزراعة المكائن الالكترون التكنلوجيا كلها من صنع الانسان ، وهذه النتاجات جاءت من فكرة غير ملموسة، والفكرة تتاثر باجواء قد تكون دخيلة او فطرية ، والدخيلة هنا يقصد بها التربية الصالحة والتربية الطالحة ، ومهما يبلغ الانسان من علمية ونتاجات فالاصل التربية فان تمكنت الاجهزة المتسلطة على الانسان وبشقيها الحسن والقبيح السيطرة على روح الانسان فانها تستطيع ان توجه نتاجاته وفق طبيعة سيطرتها على عقل الانسان .

السيطرة على عقل الانسان هو جوهر وقوة الاستخبارات الامريكية التي لا تتوانى من تخصيص ثلاثة ارباع ميزانية امريكا للـ CIA وهذه المنظومة الارهابية رقم واحد في العالم وبلا منافس فانها تعمل على تحطيم قيم الانسان وجعله اداة طيعة في يدها وبعد تنفيذ مؤامراتها يتم التخلص منه خوفا من ان ينزلق نحو الصلاح ويفضحهم لذا دائما تعمل الادارة الامريكية على نشر الزنا من جهة ومن جهة تاسيس دور رعاية للقطاء وتربيتهم وفق مفاهيم الـ CIA .

المشكلة في العقول التي تنقاد لهذه الدولة ومن على شاكلتها من الدول الاوربية التي تعمل جاهدة على اخضاع دول العالم الثالث كما يسمونهم بكل شيء للاستحواذ على خيرات وعقول اي بلد يستعمرونه ، وصاحبة الخبرة في هذا المجال هي بريطانيا التي استعمرت دول الشرق الاوسط وصدرت ثقافتها الاستعمارية الى فرنسا وايطاليا وامريكا وهي التي تدعي الثقافة والتحرر .

تمسك هذه الدول بزمام الامور وتتلاعب بمقدرات الشعوب وتستغفل المغفلين والهبل الذين يرون الغرب قمة في الحضارة بينما واقع الحال هم قمة في الدناءة من حيث قيمة الانسان فالحضارة لا نعني بها التطور العمراني وحتى هذا التطور العمراني هو ذر الرماد في العيون فكم من موقف نبيل اقدم عليه طغاة الارض لاهداف قبيحة تثبت سلطانهم .

عندما تعود لمراجعة تاريخ الاستعمار الغربي والعربي تجد ان النتائج المتمخضة عن هذين الاستعمارين مختلفة فالاستعمار العربي او الاسلامي المتمثل في الاندلس جعل منها محط انظار العالم في الرقي والثقافة بينما الاستعمار الغربي نتج عنه الفقر والتخلق والمجاعة فعلى سبيل المثال عندما استعمرت بريطانيا الهند قتلت خلال عشرين سنة ( 1870 – 1890 ( 21) مليون هندي بسبب المجاعة وبرروا ذلك بسبب الزيادة السكانية بينما لو نتابع الزيادة السكانية في بريطانيا خلال ( 1870_1900) بلغت 58% بينما الزيادة في الهند بلغت 18% ولكن التفكير الخبيث بالتسلط على الهند وخلق طبقة برجوازية عميلة تسيطر على السوق الهندي جعلها تصدر للهند الاقمشة والمنسوجات وتستحوذ على زراعة الحبوب في الهند فيتم تصديرها لبريطانيا ليزيد المجاعة في الهند ويجعل سوقها فائضة بالاقمشة البريطانية والتي بدورها عطلت 18% من الايدي العاملة في قطاع الاقمشة من الهنود .

واما الاستعمار الفرنسي للجزائر فلا يقل خبثا عنهم فقد استطاعوا الاستحواذ على خيرات الجزائر بعد استعمارها لها بسبب مختلق وهو ان الجزائر طالبت فرنسا بتسديد ديونها المستحقة للجزائر فطلب سفيرهم في الجزائر رشوة حتى يستحصل لهم ديونهم فطردوه والنتيجة الاستعمار الفرنسي للجزائر ، وحتى جبهة الانقاذ التي جعلوا قياداتها من عملائهم حتى يشوهوا صورة الاسلام باعمالهم الاجرامية وافكارهم الخبيثة مثلا لمعالجة كثرة البطالة في الجزائر اقترحت الجبهة فصل النساء من الوظائف لتتوفر فرص للرجال ، واوقعوا الجزائر في دوامة الديون الخارجية من البنك الدولي ( الارهاب المالي) حتى جعلها تحت وطاة المستعمر الفرنسي وجعل الجزائر التي يتكلم اكثر من 65% اللغة العربية الفصحى بقيادة المجاهد عبد القادر حولوها الى بؤرة من الجهل والامية والمتعلم يتحدث الفرنسية وهم القلة، وكذلك نفس الامر حدث في الجزائر بخصوص القمح بعدما كانت بلد مصدر اصبح مستورد، وفي نفس الوقت حجرت على القيادات الثورية والعلمية لمنعها من قيادة جبهة الانقاذ منهم الابراهيمي وابن باديس والعُقبي حتى يبقى الجزائر في جهل مطبق .

والحكايات كثيرة وهنا اسال من تغنى بالغرب كيف يراهم اليوم بفضل السيدة كورونا ؟ ان الدول النامية مصطلح ابتكره الغرب بعد الاستحواذ على خيراتها ولا يوجد غني وفقير بل يوجد سارق ومسروق .

الحديث يطول وله بقية