كم كنا واهمينً حين تصورنا بأن خروج قوات الأحتلال الأمريكي في ديسمبر – كانون الاول 2011 ، كان نصراً للعراق وهزيمةً نكراء لمشروع الاحتلال التقسيميّ للمنطقة ، لكننا لم نعيَّ تماماً إنها غادرتنا وتركت خلفها بذور الفرقة والتخندق وسياسيين فاشليين مهمتهم العناية بما زرعت ، يمدونها بماءً آسن لإثارة النعرات الطائفية، وسماداً عضوياً مختلف الأشكال والعناوين ؛ الأصطفاف والتخندق ، والفساد الأداري والمالي، فضلاً عن ولاءٍ عابرٍ للحدود والقارات، فبذورِها التي زرعتها فينا أينعت وأتت أُكُلها ، ونحن اليوم نحصد تلك الثمار المُرّة ، فما آراهُ اليوم على مواقع التواصل الأجتماعي من شماتةً وفرحٌ كبيرينِ على تجويع أكارم الفلوجة وتحميلهم وزر البقاء ،وجُرم ثُلة ضالة لاتمثل إلا نفسهاً، لعَمري إنه النصر بعينهِ للأحتلال الأمريكي والغريم التقليدي لها إيران.
فالنصر الحقيقي ليس إحتلال الأرض ، وسلب خيراتها ،وتهديم كل مؤسساتها العسكرية والاقتصادية والتعليمية ، بل الإنتصار الحقيقي لأعداء العراق هو ؛ أن يكره أبن البلد الواحد أخاه من الجنوب او الشمال. إنَّ صنع شرخ طائفي أثني وقومي بين مكونات البلد الواحد ، وتغذيتة وإدامت الحياة له ، هو السبيل الوحيد للقضاء نهائياً على بلد بحجم العراق وجعلهُ بَيّدقٌ صغير بأيدي أعداءه ومُبغضيه ، كيف لايكون كذلك والسياسيون التي أتت بهم أمريكا يعتاشون بعمقٍ مُبتذل على الفرقةِ والمذهبيةِ التي هي أساس بقائهم مُتنعمين بخيرات العراق وضياع هيبته ووزنه الحقيقي في المنطقة والعالم.إن كان لنا حظ وأمل في عودة العراق سالماً مُعافى ، هو في التلاحم والأخوة الحق ، وَجَّبَ علينا أن نُحب بعضنا بعضا ، أن نقف معاً في السراءِ والضّراء ،في الحرب والسلم ، في السّرِ والعلن ، وأن لانسمح أبداً إلا لأبن العراق أن يقرر مصيره وتوجيه سياسته على الصعيديين الخارجي والداخلي ؛ بِؤدّ مُسببات التنافر والخلاف تنتهي بمصالحةٍ وطنية ٍ تفضي الى لَمّ شمل العراقيين وإعادتهم سيرتهم الأولى ماقبل 2003، وخاريجياً بأن نُفعل آواصر وروابط الدّين الواحد ، والجْيّرة العربية المحمودةَ لنسترجع عرشنا الغائب في المنطقة ، وكياننا العراقي العربي المستمد قوته من تنوعه وأختلافه .فوحدتنا قوة وكمال ، وفرقتنا ضعف وأمتهان ،فقطع الطريق على ألفاسدين وأعداء العراق يبدأ من حيث تقاربنا ومحبتنا للآخر..الفلوجة تقتل جوعا