22 ديسمبر، 2024 11:37 م

الاسرة تلك النواة التي يستقر عليها المجتمع بكل ثقله فكلما كانت اكثر رصانة كان المجتمع اكثر ثبات ،لانها تنتج الاجيال التي تبنيه،فالتركيز عليها بكل نواحيها امر مهم للغاية واهم مايمكن التكلم عنه هي بذرة الاسرة التي تنتظر السقاية الصحيحة لتنمو بشكلها التام.فلو حاولنا التعرف على المشاكل التي قد تواجه الاسرة مع الابناء وتطرقنا لها بشكل تدريجي، سيكون لزاما علينا ان نحدد ونتعرف اولا على نمط شخصياتهم لكي نستطيع ان نتعامل معها بشكل صحيح ،لان مجتمعاتنا غالبا مايكون تفكيرها يرتكز على الظاهر والدليل اننا نعاني كثيرا او نتسائل لماذا لايكون لابني او ابنتي هذه الامكانيات العقلية التي اراها عند اقرانه او لماذا لاتكون لديه موهبة معينة و لا اشعر انه بعمره الحقيقي ،وكأنه اصغر من عمره بسنوات عدة بسبب تصرفاته . لو نلاحظ اول الامر اننا نولد بعقول متشابهة ثم تسلسل السنين بشكل متشابه ايضا ،المؤثرات الوراثية لهادورها في درجة الاستيعاب والفطنة ،لكن تسلسل العمر العقلي ارى انه يعتمد على البيئة التي ينشأ بها الطفل .بمعنى اننا نحن الاهل نحدد التقدم العمري للعقل ،هناك طرق نجهل انها تحبس وتوقف المرحلة العمرية للطفل ولاننا لانتركه يعيشها بكل تفاصيلها فهي تبقى في اعماق عقله الباطن لتظهر فيما بعد بطرق مختلفة .القسوة والشدة ومنع الطفل عن ابسط حقوقه في ممارسة حياته بشكل حر اعتقادا منا اننا نحميه او نحافظ عليه ، تجعله يكبت رغبته بهذه الحياة فيؤجلها فقط لانها لايمكن ان تحذف من نظامه العقلي .فنشعر ان الطفل لايكبر عقلا وانما فقط تتقدم به السنين نسمح لجسمه ان ينمو بشكل صحيح ونهيئ له مايحتاج من كسوة وتغذية بكل فترة عمرية لكن لانفكر بتقدم عقله ولا نتعامل معه على انه يمر بمرحلة جديدة تحتاج عناية معينة مثل جسده كي تظهر بشكلها اللائق بالحياة.فنجد هناك المراهقة المتأخرة عند البعض اوشابة تطلب من ابويها ان يهتموا بها اهتمامهم بالاطفال ولا تتقبل كونها بعمر يفرض عليها ان تستقل وتتخذ قرارات مستقبلية مهمة وحدها لكنها بالحقيقة لم تصل لهذا العمر العقلي وان كان عمرها الفعلي عشرين عاما ،كل ماينقصهم بمرحلة عمرية معينة يؤخرهم سنين عقلية ويظهر بطريقة تجعل شخصياتهم فيها شيء من الركاكة او الضعف لانهم يشعرون ان سنينهم لم تكتمل ولم تأخذ حقها.فلنترك ماعانيناه نحن في طفولتنا فأبائنا اغلبهم كانوا اميين ولنتعلم اشياء جديدة فعالمنا اليوم اوسع واكثر وضوح، نستطيع ان نجد بحوث مفصلة وفيديوات رائعة لاكبر الخبراء والاطباء وشرح طرق التعامل لكل مرحلة عمرية من اجل اطفالنا لنصحح طرق التربية بالانفتاح اكثر معهم والتقرب منهم وكسر حواجز العمر ومصاحبتهم لنكون واحة الامان لهم لا الخوف.