23 ديسمبر، 2024 10:28 ص

بديل صدام أمريكياً.. ليست المعارضة العراقية

بديل صدام أمريكياً.. ليست المعارضة العراقية

ـ كانت مشكلة (البديل) لنظام صدام حسين مطروحة منذ منتصف الثمانينات على وجه التحديد.. منذ أن بدأ العراق يلوح بتدمير إسرائيل والسعي لامتلاك مفاعل نووي.. بالرغم من استمرار المواجهة مع إيران وتكاليفها الباهظة.. وإصرار إيران على استمرار الحرب.

ـ لم تتمكن الإدارة الأمريكية من تهيئة (البديل) أو (الحاكم) الذي سيتولى أمر العراق بعد إسقاط نظامه السياسي بشهادة قيادات أمريكية حاكمة آنذاك.. ومنهم المسؤول عن الملف العراقي في عهد الرئيس الأمريكي ريغان وهو (ديفيد ماك) الذي أشار بصراحة انه لا توجد معارضة عراقية في الخارج يمكن أن تكون بديلاً لصدام حسين.. ونصح بعدم التعامل معها وعدم التعويل عليها في حكم العراق.

ـ اقتصرت المحاولات الأولى للأمريكان في إيجاد (البديل في العراق) على قيادات من داخل السلطة.. وعملت على تقديم بعض الشخصيات من داخل الحزب الحاكم آنذاك.. وهو حزب البعث ليكون البديل المنتظر.

ـ فمدت خيوطاً من العلاقة مع بعض القادة العسكريين ممن هربوا الى بريطانيا والولايات المتحدة.. كي يكون بمقدورها أن يأتي اليوم الذي توطد علاقاتها مع هذا المسؤول أو القيادي العسكري.. ليكون الرجل المنتظر لها في المستقبل القريب.

ـ لكن الولايات المتحدة.. وباعتراف قادتها لم تتمكن من أن تصل الى ما تود الوصول إليه في أن تجد من يكون الرجل.. الذي بمقدوره أن يكون له قبولاً في الداخل العراقي.

ـ حتى عندما هرب حسين كامل صهر صدام حسين الى الأردن العام 1995 حاولت الولايات المتحدة مد صلات وطيدة معه لكنها لم تثق بقدراته.

ـ بعدها لاقى حسين كامل حتفه على يد رأس النظام آنذاك ليكون (عبرة) لكل من يحاول يخرج عن سلوكيات النظام السياسي.. أو يحاول أن يلعب بذيله لغايات معروفة الأهداف والتمنيات.

ـ في بداية العام 2001 وما بعدها وجدت الولايات المتحدة إن أفضل من يحل عقدتها مع صدام حسين أن تأتي بشخصية من داخل طاقم السلطة.. ومن مقربيها على وجه التحديد.

ـ تمنت أو رغبت بأن يكون قصي صدام حسين (البديل الأفضل والمقبول عراقياً وعربياً وحتى أمريكياً) لأسباب معروفة داخل العراق.

ـ ف (قصي) وفق حسابات الولايات المتحدة.. الشخصية الأكثر اتزاناً واعتدالاَ.. ويتحكم بقيادات قوات عسكرية وأمنية عالية المستوى.. ووجه عراقي مقبول داخلياً وشخصية لامعة.

ـ حظيت شخصية قصي باهتمام الأمريكيين.. ولم تعارضه حتى دول المنطقة خاصة دول الخليج.. وهو أي (قصي) لم يكن يعرف بتفاصيل ما يجري في هذا الموضوع.

ـ صدام أحبط كل خطط من هذا النوع.. حتى لو تم اختيار ابنه (قصي) الذي لو قبلً بتوليه منصب رئاسة العراق.. لكان قد خفف الأمريكان من إصرار قيادات مهمة داخل الكونغرس على إسقاط النظام في العراق.

ـ حاولت كوندليزا رايس مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي بوش الابن إقناع الرئيس بوش آنذاك بالسير بهذا الاتجاه.. وجرت مداولات في غاية السرية بين قيادات أمريكية رفيعة المستوى وقيادات من دولة عربية لها صلات وطيدة بالولايات المتحدة.. وترتبط مع كوندليزا رايس بروابط وصلات مصرفية في البنوك الأميركية.

ـ صدام حسين صم أذنيه عن كل محاولات لقبول فكرة من هذا النوع.. بل ورفض قبيل بدء الحرب 2003 بأيام أي حوار مع الولايات المتحدة ليكون ابنه (قصي) على رأس القيادة في العراق.

ـ أكد صدام إن الأمريكان لن ينالوا العراق إلا بتدميره كاملاً.. وبالتالي كانت الحرب الخيار الأخير للولايات المتحدة في العراق.

ـ ربما كانت السعودية كانت ترى في نائب الرئيس عزة الدوري (البديل الأفضل) عربياً ودولياً.. وكانت السعودية تربطها مع عزت الدوري علاقات وطيدة.. وطرحت اسمه بين تسريبات وسائل الإعلام منذ منتصف الثمانينيات على أن يكون (البديل) للقيادة في العراق.

ـ كانت السعودية تعتقد إن عزة الدوري اقل طموحات من صدام.. وأكثر قدرة على التوافق معه مستقبلاً انطلاقاً من العلاقات الوثيقة التي تربطه بشخصيات سعودية معروفة منها وزير التربية السعودي في عهد الملك فهد (عبد العزيز الخويطر).. ومن بعده (علي التويجري).. لكن أمل السعودية في أن يكون عزت الدوري (البديل) الأفضل لها في العراق لم يتحقق.

ـ فمدت صلات مع بعض ضباط الجيش العراقي الهاربين في الخارج.. ومنهم سعدون الدليمي وزير الدفاع الاسبق وكالة.. ووفرت له الإقامة والحماية في أراضيها لفترة بعد خروجه من بريطانيا نهاية العام 2002 وحتى العام 2003.. ويبدو أن الولايات المتحدة هي من شجعت السعودية على التوافق معها في خيار من هذا النوع.. لكنها لم تصل معه الى نتيجة.

ـ ليفرض واقع الحرب وسقوط نظام صدام بتلك السرعة.. فأقيمت إدارة مدنية أمريكية بقيادة بول بريمر الذي اعترف بأنه لم يعرف عن العراق شيئاً.. وتشكيل مجلس الحكم المؤقت الذي لم يقوم على معايير واضحة.. ولم يشارك فيه شخصيات عراقية من الداخل.. وهكذا عمت العراق الفوضى العراق وما زالت.. وستستمر.

ـ وبالرغم من ان الامريكان منحوا الاكراد فيدرالية شبه مستقلة.. في الدستور العراقي.. فهم أصروا ان يكون رئيس العراق كرديا وليس من عرب السنة.. فالأكراد حلفاء للأمريكان منذ 1990.. ولا يأتمن الامريكان على العرب السنة من جهة وليفقد العراق شخصيته العربية ثانياً.

ـ فالمعارضة العراقية الخارجية.. والقوى السنية التي التحقت وشاركت بالحكم لم تكن قوى سياسية فاعلة بمجتمعها.. الذين يعارضون الاحتلال الامريكي.. فهم (خونة).. في نظر مجتمعهم الداخلي.

ـ المعارضة العراقية في الخارجية.. التي تسلمت سدة الحكم.. كانت في الوقت نفسه تنظر لعراقيي الداخل بانهم بعثيون.. وهم اعداء لهم.. وطردهم من مناصبهن.. بل طردهم من العراق وتصفية اخرين!!