ما زلت مؤمنا بولاية علي.. عليه السلام، والثقافة الجعفرية الموغلة بالأسى، يدون تاريخه بدم الشهداء؛ لذا حين أهجو السلطة الشيعية الراهنة في العراق، فهذا لا يعني تبرئي من المذهب الجعفري، الذي سفحت في سبيله زهرة شبابي رهين المعتقلات، وأخوين شهيدين وعائلة مشتتة،…!
لذا وبعد كل ما أقول عن حكم الشيعة، وليس المذهب الجعفري، في عراق 9 نيسان 2003، أرجو أن يتفهمني ذوو العقل، ولا يسمحوا لقاصري الفهم، بالمزايدة على معاناتي، التي تتصل مستمرة مع ما سبقتها من معاناة، في ظل جور الطاغية المقبور صدام حسين؛ متسائلا: ماذا عدا مما بدا!؟
ما لحق بي من حيف وغمط لحقوقي، يعطيني الحق بالصراخ؛ فليس من الانسانية، ان تطعنني الحكومة بخنجر، ويمنعني الرأي العام من التألم والتظلم والشكوى، بملء الصوت.
شيعة السلطة يغارون من الشريف، يريدون الجميع ملوثين بالفساد مثلهم؛ لذلك حرموني مستحقاتي، التي “كلما جاءت أمة لعنت أختها” فكلما حل رئيسا للوزراء، آخذ سابقه على حجب حقوقي، نظير عملي مؤسسا ونائب رئيس المحكمة الجنائية العليا، مقرا بها.. يتعاطف مع مظلوميتي، لكنه يستفز من نزاهتي؛ يريدني ملوثا بالألاعيب التي جاءت بدهائه الى دفة الحكم، نقيض حكمة الامام.. عليه السلام: “لو لا التقوى لكنت أدهى العرب”! فهم متناقضون مع علي الذي يدعون أحقيتهم بولايته التي صودرت في السقيفة منذ ألف عام واربعمائة، ويعيدون إرتكابها ثانية، ما يعني أنهم لو كانوا في عهده.. عليه السلام، لوقفوا مع أضداده! لأنهم يفعلون فعلهم الآن.
يريدونني أظهر في الفضائيات، باكيا، كما فعل شرفاء حجبت مستحقاتهم ولفقت لهم تهما؛ نظير نزاهتهم؛ فبرؤوهم وعوضوهم عما لحق بهم من خسارة؛ بعد أن بكوا على شاشة التلفزيون، وهذا ما لن أفعله، حتى لو إضطررت للتسول في الترفكلايتات والعمل كراكا في المباني.
وأذكّر بسنان الشبيبي الذي لفقت له تهما؛ وإستصدرت بحقه مذكرة توقيف باطلة؛ إضطرته لمغادرة العراق.. لاجئا في الخارج؛ لأنه رفض الانصياع لفسادهم بالتواطئ… بعد أن أمضته الغربة، بكى على إحدى الفضائيات، فأصغوا له وأنصفوه الآن، على أن يعاد ويحال على التقاعد، في كتاب واحد، من قِبَل مستفيدين من عدم عودته، محافظا للبنك المركزي! وكذلك رمضت جيوب مظهر محمد صالح، وكانت تحت يده مليارات سائبة، لكنه إعتصم بنزاهته حتى هذه اللحظة، ولم يمتلك فلسا واحدا يدفعه لي عندما توكلت للدفاع عنه، من تهم لفقوها له؛ جراء نزاهته، ومكنني الله من إنقاذه؛ ظهر باكيا من شاشات التلفزيون؛ فأعادوه مستشارا ماليا للعبادي، يومها قلت له: “إذكرني عند سيدك” ولا أدري هل أنساه الشيطان، أم ذكرني ولم يجد إصغاءً…؟
أرأيتم أي دهاء حالت تقوى حيدرة عن إنتهاجه؛ فرجحت على الخلافة، كفة مَن لا رادع مِن تقوى يردعه… إشتغلت لله والوطن والمذهب، زاهدا بعروض مغرية تقدمت لي بها جهات عدة، كانت ستغنيني.. ولا من شاف ولا من درى، سوى الله، الذي خطبت مرضاته وفرطوا بها!
إنهم يحبون الفاسد.. أولئك الأدعياء الذين يستعرضون بالتشيع مواراةً لا أصالة فيها، بينما لي تاريخ شخصي وعائلي ومذهبي، مخضرم شرفا.. في عهدي الطاغية والـ… ديمقراطية (!؟) لن أنعطف عن مساره المستقيم، نزولا عند تلذذهم السادي بتعذيب الشرفاء ريثما يفسدون او ينهارون وجعا.