17 نوفمبر، 2024 6:45 م
Search
Close this search box.

بدعة مشبوهة

من الواضح بأنه ليس هناك من نظام سياسي في العالم متلون و حرباوي و إنتهازي و وصولي کالنظام الايراني الذي يسلك کافة السبل من أجل تحقيق أهدافه و نيل مراده، وان ماضيه طوال أکثر من ثلاثة عقود ونصف تشهد على هذه الحقيقة و تؤکدها في أکثر من مناسبة و مجال.
هذا النظام الذي لايدخر أي جهد او مسعى و بأية طريقة او وسيلة کانت إلا و قام بإستغلاله خصوصا عندما يدرك بأن ذلك الامر يخدم بقاءه و استمرار حکمه الاستبدادي القمعي، وان تأريخ هذا النظام الحافل بخصوص قمع و إذلال الشعب الايراني و قواه الوطنية التحررية، وقد کان و طوال العقود الثلاثة و النصف المنصرمة يدس السم بالعسل من أجل خداع الشعب و القوى الوطنية الايرانية المناضلة من أجل الحرية و الديمقراطية، وللأسف البالغ فقد إنطلت لعبة النظام هذه على العديد من القوى و الاطراف السياسية الايرانية لتقودها في نهاية المطاف الى مصير الانزواء و التلاشي بعد أن قام النظام بالقضاء عليها بمختلف وسائله و اساليبه الميکافيلية، لکن منظمة مجاهدي خلق التي سبق لها وان خاضت تجربة نضالية مريرة ضد نظام الشاه و ساهمت في القسط الاوفر من إسقاطه، لم تنطلي عليها لعبة النظام الديني المتطرف وانما وقفت ضده و کانت متسلحة بالوعي الکامل لمخطط النظام وهو يحاول فرض بدعة ولاية الفقيه على الشعب الايراني و قواه الوطنية التحررية و على رأسها منظمة مجاهدي خلق.
بدعة نظام ولاية الفقيه المشبوهة من الاساس و المرفوضة ليست فقط من جانب السنة فقط وانما حتى من جانب الشيعة أنفسهم، عارضتها و وقفت ضدها منظمة مجاهدي خلق منذ الايام الاولى، تبين و ثبت و کما أکدت منظمة مجاهدي خلق في بياناتها و أدبياتها المختلفة، انها مخطط مشبوه يساهم و بشکل واضح في زعزعة السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، ولاسيما فيما يتعلق بمسألة مايسمى بتصدير الثورة و هو في الاساس تصدير الارهاب و الازمات و المشاکل للشعوب و الدول الاخرى، وأن المنظمة التي حذرت طوال العقود الثلاثة الماضية من مغبة إقامة هذا النظام لقواعد و مرتکزات نفوذ له في المنطقة، مصرة على أن ذلك سيمهد لتدخل هذا النظام و بشکل سافر في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، ولأن منظمة مجاهدي خلق أساسا منظمة تحررية تؤمن بحرية الشعوب و التعايش فيما بينها، فإنها رفضت و بشکل قاطع تدخل هذا النظام في شؤونها الداخلية تحت أي ذريعة کانت.
اليوم، ونحن نشهد الاوضاع القلقة و المضطربة في کل من العراق و لبنان و سوريا و اليمن حيث إن السبب و العامل المباشر الذي يربط فيما بينها هو تدخل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذه البلدان و إقامة قواعد و مرتکزات له عبر تنظيمات و مؤسسات و أفراد و صيغ أخرى مع إنه يزعم کذبا و بهتانا من إنه ينوي مساعدة شعوب هذه الدول، لکنه زرع و يزرع الشر و الفوضى و العدوان في هذه البلدان و يجعل منها أشبه ماتکون بمناطق دمار، ولاشك من إن بدعة ولاية الفقيه التي دمرت و أرهقت إيران من مختلف الجوانب، لايوجد هناك من مناص من التصدي لها و مواجهتها خصوصا وإن کل أسباب لجمها وصولا الى الاجهاز عليها قائمة خصوصا في الداخل الايراني.

أحدث المقالات