امس والتقلبات الغير المنطقية -عبر رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، خلال لقاءه ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة لهما عن تقدير بغداد لهما لحفظ أمن واستقرار العراق وشدد على أنه لا يمكن الاستغناء عن جهودهما في البلاد و بعد زيارة مفاجئة لطهران، صرح الحلبوسي، من قلب العاصمة الإيرانية مستنكرا العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران وقال في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني إن العراق حريص على التنسيق الكامل بين طهران وبغداد وأكد على أن الكثير من المشتركات الدينية والجغرافية تجمع العراق وايران، وأنها من شأنها المساعدة في توثيق العلاقات وتطويرها وعن دور القوات الإيرانية والحرس الثوري، اضاف إنه “لولا دعم وحماية الجمهورية الإسلامية لما تمكن العراق من تحقيق هذا النصر على الإرهاب، متناسيا جهود التحالف الدولي وغاراته الجوية، وكذا جهود الجيش العراقي والحشد الشعبي الذين شاركوا في تأكيد النصر على داعش في المقابل قال رئيس البرلمان الإیراني علي لاريجاني إن العراق يتمتع بمكانة خاصة في المنطقة، مؤكدا الاتجاه لتعزيز التعاون الاقتصادي والعلاقات البرلمانية معه
Inline image
المالكي جاء بذيل الدبابات الامريكية وهو المسؤول الوحيد الذي وضع اكيلا من الزهور على قتلى الجنود الامريكان في العراق.
شاهدنا رئيس الوزراء العراقي السابق يضع إكليلاً من الزهور على نصب الجنود الأمريكيين الذين لقوا حتفهم في العراق، وهو سلوك شائن ومستهجن، ينطوى على اهانة عميقة لمشاعر غالبية العراقيين ومواقفهم من الإحتلال الأمريكي لبلدهم وللأسباب التالية:
1. اقرار الأمريكيين بأن تواجدهم في العراق هو احتلال فهل من المعقول أن يكرم رئيس وزراء بلد تحت الاحتلال قتلى جيش المحتلين؟
2. توصيف الرئيس الأمريكي الحالي أوباما لغزو العراق بأنه “خطأ” ومعارضته للحرب قبل وبعد انتخابه رئيساً لأمريكا، وبالتالي فالمسؤولية عن قتلى الأمريكيين تقع بالدرجة الأولى على حكومتهم التي أصدرت الأوامر لهم.
3. كانت الذريعة الأصلية لاحتلال العراق تدمير أسلحة الدمار الشامل وليس “تحرير” شعبه من نير الحكم البعثي الطاغوتي.
4. استعمال أمريكا للعراق ساحة لقتال الإرهابيين السلفيين الوهابيين، إثر دعوة الرئيس الأمريكي السابق بوش لهم للمنازلة في العراق، مما تسبب في مقتل مئات الآلاف من العراقيين ضحايا للإرهاب السلفي، فهل اعتذر الأمريكيون للعراقيين عن ذلك؟
5. التدخل السافر لقوات الاحتلال في الشأن العراقي الداخلي مما أسفر عن نشوء نظام سياسي مخلخل وعاجز يكرس المحاصصة الطائفية والعرقية، والسعي الحثيث للإحتلال الأمريكي لتقسيم العراق و تخريب اقتصاده واهدار واختلاس موارده المالية.
6. من المعروف إن من ضمن قتلى الأمريكيين مجرمي حرب اقترفوا أفظع الجرائم من قتل للإبرياء على سبيل اللهو واغتصاب للأعراض واعتداء على الحرمات وتدمير للممتلكات فهل يستحق هؤلاء تكريم رئيس وزراء العراق؟
لقد منحت حكومة بغداد قدامى المحاربين العسكريين في احتلال العراق وسام شرف لكن لم يتم تسليمه (Getty)
نشرت وكالة تاسك اند بيربس الأمريكية وثيقة حكومية صادرة من وزارة الدفاع العراقية بتاريخ حزيران/يونيو 2011 أثناء حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، تثمن فيها جهود المحاربين من الجيش الأمريكي لمشاركتهم في الخدمة العسكرية أثناء احتلال الأراضي العراقية، مع وعود الحكومة العراقية بمنح ميدالية الشرف تقديرًا لخدماتهم، لكنها لم تمنحها إلى الآن، بحسب الوكالة، فيما أطلق مجموعة من الأطباء البيطريين حملة لتعويض الجنود الذين خدموا في العراق أثناء احتلاله بميداليات وسام شرف.
قام مجموعة من الأطباء البيطريين من الجيش الأمريكي بجمع الأموال لدفع ثمن ميدالية منحتها الحكومة العراقية، لكن لم يتم تسليمها لهم. حيث أعلن وزير الدفاع العراقي في حزيران/يونيو 2011 أن القوات الأمريكية التي قاتلت في البلاد ستحصل على وسام الشرف تقديرًا لخدماتها.
وبعد ثماني سنوات، لم يتلق ملايين المحاربين القدامى المؤهلين أيًا من تلك الميداليات، ويعود السبب ببساطة إلى أن الحكومة العراقية فشلت حتى الآن في توفير الميداليات لوزارة الدفاع للموافقة عليها وتوزيعها.
وفي 11 آب/أغسطس، أطلق إد ماهوني، وهو محارب قديم في حرب العراق خدم في الفلوجة وقاعدة عين الأسد، بين عامي 2008 و2009، حملة تدعى “كيك ستارتر”، تهدف إلى جمع الأموال لتقديم طلب صغير من الجوائز، على أمل أن يفكر البنتاغون الموافقة على الجائزة إذا كان أعضاء الخدمة والأطباء البيطريون على استعداد لدفع ثمنها.
أعلن وزير الدفاع العراقي في حزيران/يونيو 2011 أن القوات الأمريكية التي قاتلت في البلاد ستحصل على وسام الشرف تقديرًا لخدماتها
وعلى الرغم من أن الميدالية لا يزال غير موافق عليها لارتدائها من قبل البنتاغون، فالمتطلبات هي: “يجب أن يكون الشخص قد خدم لمدة 30 يومًا متتالية، أو لمدة 60 يومًا متتالية داخل حدود العراق الإقليمية، أو داخل مجالها الجوي خلال الفترة من 19 آذار/مارس 2003 إلى 31 أيلول/ديسمبر 2011.
بالنسبة إلى ماهوني، هذا أقل ظلم تعرّض له ويجب تعويضه. يقول “لقد منحت حكومة العراق قدامى المحاربين العسكريين ميدالية، مستدركًا “لكن لم يتم متابعتها عند التسليم، فلماذا لا ترى ما إذا كان بإمكانه جمع الأموال لدفع قيمتها؟”.
ولكي تكون الحملة ناجحة، تحتاج الحملة إلى جمع 62.500 دولارًا قبل أن تنتهي صلاحيتها في 11 تشرين الأول/أكتوبر، من أجل دفع 2500 ميدالية – تم إنشاؤها من قبل البائعين المعتمدين من قبل وزارة الدفاع ومعهد هيرالدري، وفقًا لما قاله ماهوني.
ووفقًا لبيان وزارة الدفاع، يوجد حوالي 1.2 مليون من قدامى المحاربين في حرب العراق متأهلين للحصول على الجائزة.
يؤكد ماهوني “إما أن نزيد الاهتمام وفي هذه الحالة سنحل أمرين: سوف يساهم في إثارة الوعي العام حتى لو لم ينجح الشيء، وإذا نجح فأن ذلك عظيم، لذا فإن الأموال التي نحاول جمعها ستدفع لمن يساندها، وستدفع للأجهزة التي ستُستخدم.. وستسمح بإنتاج 10000 ميدالية في الأسبوع”.
وستكون الخطوة التالية هي العودة إلى وزارة الدفاع والقول: أنظروا نحن نعرف أنكم تريدون أن يزود العراق بالميداليات، ولكن هذا لم يحدث.
إد ماهوني: لقد منحت حكومة العراق قدامى المحاربين العسكريين ميدالية، لكن لم يتم متابعتها عند التسليم، فلماذا لا ترى ما إذا كان بإمكانه جمع الأموال لدفع قيمتها؟
ومع ذلك، حتى لو قامت الحملة بجمع الأموال اللازمة لتلك الدفعة الأولية، فستكون عملية بيع صعبة للبنتاغون، ويعود السبب في ذلك إلى حد كبير إلى أن هذه ليست الطريقة التي تتعامل بها وزارة الدفاع مع الجوائز.
وقالت جيسيكا ماكسويل، المتحدثة باسم البنتاغون، “تقليديًا، عندما تصرح حكومة أجنبية بالميدالية، تقدم تلك الحكومة الميدالية للأعضاء المؤهلين لأن الميدالية هي ذات زخرفة أجنبية، وليست زخرفة وزارة الدفاع، وإلى هذا الوقت لم تتلق وزارة الدفاع أي ميداليات التزام من حكومة العراق، للموافقة عليها أو توزيعها”.
وأضافت “ستضع الإدارة خططًا وإجراءات للموافقة على الميداليات وتوزيعها على 1.2 مليون عضو مؤهل عند استلام الميداليات من حكومة العراق”.
أما بالنسبة لحملة كيك ستارتر، أضاف ماكسويل أن “جهود السيد ماهوني التمويلية مستقلة تمامًا عن وزارة الدفاع، وتجدر الإشارة إلى أن “الشريط المعلق للميدالية التي يروج لها السيد ماهوني يختلف تمامًا عن ذلك الشريط الذي وافقت عليه حكومة العراق”.
ولا يعد ماهوني المخضرم الوحيد الذي أبدى اهتمامه برؤية الميدالية تمنح لأولئك الذين خدموا في العراق.
من جهته قرر جوردون كالديكوت، أحد المسؤولين في مجموعة Iraq Commitment Medal، إنشاء مجموعة “فيسبوك” في عام 2014، واستمر في الضغط من أجل الحصول على الجائزة منذ ذلك الحين.
وقال كالديكوت “يبدو أن المشكلة الرئيسية في هذا المنعطف هي مشكلة الترخيص، وزارة الدفاع الأمريكية لن تأذن بذلك حتى يقوم العراقيون بتزويدها، والعراقيون لا يستطيعون ذلك، لذلك نحن الآن في مأزق”.
المتحدثة باسم البنتاغون: ستضع الإدارة خططًا وإجراءات للموافقة على الميداليات وتوزيعها على 1.2 مليون عضو مؤهل عند استلام الميداليات من حكومة العراق
وتابع “من المثير للاهتمام أن أعتقد إن على القوات الأمريكية شراء ميدالياتها على أي حال، لذلك من الجيد معالجة المشكلة”.