18 ديسمبر، 2024 9:02 م

بداياتهم ..الكاتبة والروائية ذكرى لعيبي

بداياتهم ..الكاتبة والروائية ذكرى لعيبي

تعتبر الاديبة الكاتبة ذكرى لعيبي مصداقا للمثل العراقي القائل : ( منين ما ملتي غرفتي ) فهي روائية ذا سرد يسلبك حواسك ولايتيح لك الا متابعتها بشغف ماخوذ بما سطره قلمها باحساس متوثب وشاعره تسيل قوافيها حلاوة وقاصة شهدت لها سوح القص العراقي والعربي وكاتبة ومضة ولا اروع كما هي تجيد الشعر الشعبي بقدرة شاعر متمكن .. تقيم في المانيا وتتردد على الامارات لكن حنينها الدائم للعراق .. للناس .. للوطن .. لطيبة اهلها .. للعمارة .. للبصرة التي شهدت ملاعب الطفولة والصبا وبواكير الشباب لذا تاتي اعمالها الادبية مضمخة دائما بعطر الشوق والحنين للديار مع انه مشبوب بخيط مرارة الغربة ..
تقول الكاتبة ذكرى لعيبي عن بداياتها ..
الطريق.. ليس ما يُمشى، بل ما يُكتشف.
وأنا بدأت ومشيت في هذا الطريق عندما اكتشفتُ رغبتي في الكتابة، رغبة ملـّحة، كان ذلك في المرحلة المتوسطة، أي المرحلة الدراسية بعد الإبتدائية ، كنت أحب درس ( التعبير أو الأنشاء ) أكتب بلا ملل، بخيال واسع، وكان لمدرّسة اللغة العربية آنذاك ( ست أميرة) الدور الكبير في توجيهي.
ذات يوم أشارت عليّ أحدى صديقاتي أن أنشر ما أكتب في المجلات أو الصحف العراقية القائمة آنذاك، لكني وبحكم وضعنا الأجتماعي، ونظام المجتمع القَبَلي، ” كوني ابنة شيخ” كنت أخشى النشر! ظنًا منّي إنه أمر مرفوض، أو لا تتقبّله عائلتي.
لكن هذا لم يحدّ من متابعتي للقراءة والكتابة، اقرأ كل مايقع بيدي، وأكتب كل ما يخطر في بالي، وكنتُ أخفي ما أكتبه من ( ذكريات ، يوميات ، مواقف ، عناوين لقصص، خواطر) وأجمعها في دفاتر أنيقة، وأحرص على أن أزينها بالورود.
وبما أنني مؤمنة بأن الوهم لايوازي الحلم.. كان لابد من التغلب عليه، ففي المرحلة الثانوية تمردّتُ على خوفي وكسرته لتحقيق أول تجربة بالنشر، فنشرت بداية خاطرة في (جريدة الراصد) كان ذلك في عام ١٩٨٢ إن لم تخونني الذاكرة.
وكنت فرحة جداً وكأني طبعت كتاب!
فأخذت الجريدة وأطلعت والدي عليها – رحمه الله – ابتسم، اعتبرت ابتسامته رضاه عما فعلت، فانطلقت بجناحّي حلم الكتابة والنشر، واكتشفت طريقي عن كثب.
وهكذا بدأت أكتب وأنشر في عدد من المجلات الأدبية آنذاك مثل ( الطليعة الأدبية ) و( أقلام ) ، لا أقول كانت تنزل لي نصوص كاملة ، بل مقاطع من نصوصي لكني كنت فرحة بها ، ثم نشرت في ( اليقظة الكويتية ) وجريدة الجمهورية وغيرها، تلتها (الصدى الإماراتية) والرافد، حتى بدأت التفكير بصقل موهبتي بشكل جاد لأصل مرحلة تؤهلني على طباعة نتاجي الأدبي، فطبعتُ أول مجموعة قصصية ” الضيف” بعد مغادرتي العراق.
حقيقة لم أرسم أي فصل لمشواري الأدبي تلك الفترة، واختزلت جميع الفصول في فصلٍ واحد، ألا وهو ربيع البدايات، وما زلت أعيش به، وأقصد هنا – ربيع بدايات الكتابة-.