رغم انها جائت متأخرة لكن المرجعية الدينية في النجف الأشرف اليوم اعلنتها بصراحة ان الفساد المالي الذي دمر البلاد قد بَدءَ من داخل الكتل السياسية المشاركة في الحكم وهو ماكنا نقوله دائماً على مدى السنوات الماضية . معروف ان المليارات قد تم توزيعها بين الأحزاب الحاكمة التي شكلت كتل للدخول في الأنتخابات وقد بدى واضحاً ان اللجان الأقتصادية التي تعمل في كل حزب كان ولايزال هدفها الوحيد هو جمع الأموال ووضعها في تصرف الأحزاب التي تقوم بدورها بالعمل على انفاق جزء منها لشراء الذمم اثناء الأنتخابات بينما تستخدم الجزء الأكبر كأستثمارات وتمويل لمليشياتها التي يبدو انها ستبقى ثعبث بالبلاد وتضطهد العباد الى ان يأتي الله أمراً كان مفعولا !
كان على المرجعية الدينية والتي تم استغلالها استغلالاً غير نزية من بعض الأحزاب ان تضع النقاط على الحروف وتقف بالضد من تلك الأحزاب منذ البداية ومن تلك اللحظات التي كانت تخصص لرسم الموازنات الأنفجارية بينما يقابلها انتشار للفقر والعشوائيات ونقص واضح في الخدمات . وكان واضحاً للمرجعية الرشيدة ان البعض قد لبسها كعباءة لأستغلال طيبة الناس وولائها على ان المحرمات ستنهال عليهم أِن لم يختاروا قائمة بعينها او شخصيات دون غيرهم وبالنتيجة لا الشمعة قد أضائت للناس بصيص من أمل لهم ولا المسميات الطائفية اسعفتهم ليتنعموا بخيرات بلدهم وراحت خطط تلك الأحزاب على مدى السنوات الماضية تؤسس لعراق فوضوي غني بالثروات وشعب فقير تنخره البطالة والأمية والفاقة والعوز ونقص الخدمات .
اليوم المرجعية الدينية اعلنتها صراحة لتكشف للعراقيين على ان التحالف الوطني لم يكن يوماً وطنياً بك كان متصارعاً فيما بين احزابه وكتله على المغانم والمكاسب والمناصب ومن لم يكن لديه صحيفة ينشر فيها اخباره قبل اكثر من عشر سنوات يملك اليوم اكثر من قناة فضائية واذاعات ومطبوعات و و و واقلام يدفع لها لتزين صورة هذا الحزب او ذاك فضلاً عن تشكيل منظومات ومؤسسات بحجة العمل الوطني والمصالحة ولم نلمس عملاً وطنياً ولا مصالحة العشوائيات على حالها والطرق التي تنتهي اعمارها الأفتراضية لن نجد من يعيد تأهيلها وتخريب واضح للصناعة والزراعة وباقي مرافق الحياة . كل ذلك يحدث والتحالف الوطني هو الذي يحكم البلد ! جهات تستنزف اموال العراقيين وتحولها الى حسابات وعقارات خارجية او ابواق ترقص على دماء العراقيين .
توزيع هدايا يكتب عليها هدية رئيس الوزراء وهو اسلوب كان متبع في النظام السابق . ومبالغ تدفع لشيوخ بحجة اسناد الحكومة في مناطق الجنوب والوسط ولا اعتقد ان هذه المناطق تحتاج لهكذا دعاية هدفها الأساسي انتخابي بينما البطالة تضرب اطنابها .
اليوك كل الأحزاب التي كانت تدعي تنفيذها لتوجيهات المرجعية ستكون ممتعضة من خطبة الجمعة لأنها جاءت عليهم لتشخص واقع مر تسبب في نهب اكثر من 300 مليار دولار .
هذه الأحزاب التي تعتاش على دماء العراقيين تعمل دائماً على تجميد كل القوانين التي تخدم البلد وخاصة التي تؤدي الى الأستقرار فتضعها في الرفوف وتبدأ بمناقشاتها المزيفة قبل المواسم الأنتخابية .
كل الأحزاب والطكتل الشيعية والسنية لم تكن يوماً وطنية بل انها قتلت الروح الوطنية في المواطن العراقي في زمن وصل العالم الخارجي الى حالة من التقدم والرقي تسبق مائة عام الى الأمام .
من الأن سوف نلاحظ أوامر وقرارات اعلامية لفئات بعينها وسوف نسمع لأنتقادات من قبل مشاركين في العملية السياسية حول نقص الخدمات ومن تسبب بها من الآن والأنتخابات المحلية على الأبواب سوف تبدأ الحملة الأنتخابية للمزورين والسراق والسرسرية . الكثير من مسؤولي الزمن الرديء التابعين لأحزاب متهمين بتزوير وثائق والكثير ايضاً استغلوا مناصبهم للنهب والسلب والأبتزاز فأثروا ثراءاً فاحشاً بينما الشعب فاقد للماء والكهرباء والصحة والتعليم والأمن والأمان .
ماذا ستقولون هذه المرة ؟ وماذا سوف تستخدمون شعاراً مزيفاً بعد ان استخدمتم الشمعة وكانت غير مضيئة والساعة وكانت عقاربها تسير بالعكس لتعيدنا الى عصور ماقبل الصناعة ؟
هل سيقى الشعب نائماً هائماً يسير خلفكم وانتم تذبحون مستقبله بعد ان دمرتم الماضي والحاضر . الى الشعب العراقي الأصيل . اليوم مرجعيتكم اعلنتها ان من سرقكم هي احزابكم فلا تخطأوا مرة اخرى واتركوهم لله وليكن اختياركم هذه المرة على اساس وطني وليس ديني فالكثير استغلوا الدين ليبطشوا
بكم ولازالوا يبطشون . والله من وراء القصد .