18 ديسمبر، 2024 8:43 م

الانتصارات الاخيرة التي حققها الحشد الشعبي في سوح الجهاد وعلى فلول شراذم العصر “الدواعش” لهي مفخرة نفتخر بها، وستبقى كذلك تكتب على صفحات التاريخ الحديث بحروف من نور، كشاهد عيان على ما جرى. فقد اراد، هؤلاء الشراذم تدنيس ارضنا الطاهرة، والاعتداء على مقدساتنا، وان يعيثوا فسادا في الارض، وقد فعلوا ما ارادوا في الموصل تحديداً، حيث فجروا المساجد والكنائس، والمعالم الاثرية والحضارية، واكبر جريمة ارتكبها هذا التنظيم الارهابي هو تفجير مرقد النبي يونس “عليه السلام” وهذه بحد ذاتها جريمة لا تغتفر ترتكبها الدواعش مع سبق الاصرار.
ان من يراقب الاحداث الاخيرة عن كثب، وتحديدا المعارك الجارية، والملاحم التي يسطرها ابطال الحشد الشعبي في الموصل، هي شاهد لا يحتاج دليل، ففي كل يوم تسقط بنيرانهم عشرات الدواعش مضرجين بدماء الهزيمة والخزي والعار، وهذا العار مقرون ليس فيهم فحسب بل مقرون كذلك بالجهات التي تمولهم بالتمويل العسكري واللوجستي، والدعم الاعلامي والمعنوي،  وبالدعايات الكاذبة المخادعة والتي تريد بقاء هذه الزمرة الارهابية فترة اطول، لكن، وبحسب المراقبين والمحللين السياسيين، ومن ذوي الخبرات العسكرية أن الايام القليلة الباقية هي نهاية الدواعش في ارض العراق، لتنطوي بذلك صفحة سوداء في التاريخ الحديث ابطالها زمرة تؤمن بالعنف كمبادئ، وفي القتل والتدمير شعارا، وبالقضاء على الانسان عقيدة ومنهجاً.
نعم، بحشدنا انتصرنا وحققنا ما نصبو اليه من ملاحم في الدفاع عن الارض والعرض والدين والعقيدة، وهزمنا الدواعش شر هزيمة. وكل هذا تحقق بجهود ابطال الحشد الشعبي الذين وقفوا كالطود الشامخ، والجبل الاشم، ورفضوا التراجع او النكوص، فسقط منهم من سقط في ارض المعركة، وقام منهم من قام يخوض المعارك تلو المعارك، لا يكل ولا يمل حتى ضربت بشجاعة افراد الحشد الشعبي الامثال. وفي فلسفة جميع الحروب، سابقا ولاحقا، قديما وحديثا، أن في جميع الحروب هناك خاسر، وهناك منتصر، وأن في الحروب تسقط تضحيات في الرجال والمعدات، وقد سقط من ابطال رجالنا رجال اعزاء علينا، هم باقون في ضمائرنا وفي قلوبنا، وأن هذا التضحيات، وهذه النفوس، وهذه الدماء لن تضيع سدى، ولن تجف، ولن تنشف انهارها، ولن يطويها النسيان، فهي منار، ولا يمكن للنفوس المدلهمة الا أن تنير بذلك المنار.