23 ديسمبر، 2024 2:56 م

وهذه حبيبة قد تمنعت على حبيبها فاتعبته، وفي يوم ما وساعة ما، وجد الحبيب طريقه اليها فكانوا منفردين، وحاول ان يمد يده اليها وهو يلاعبها، فابتعدت عنه وصرخت به: ( شنهي بحجة الشقه وغل ايدك)، وكذلك الشيعة سيخسرون مراكزهم ومكانتهم في وزارة الدفاع والداخلية بحجة الفساد، هذا اذا ما علمنا ان تسعين في المئة من ضباط الشيعة في الوزارتين مفسدين، وهم من توارث مصطلح الفضائي من جيش صدام السابق.

لقد انتشرت قضية الفضائيين في تسعينيات القرن المنصرم بشكل ملحوظ، وبدأ صدام يروج لها باستدعاء المواليد الكبيرة الى خدمة الاحتياط ، ممن يمتلكون محالا تجارية ومصالح، ليتسنى للضباط مساومتهم، حتى ان شهري الاحتياط سعرت بمئتي الف دينار، تتسلم كتاب السوق، وتعطيه لضابط كبير مع مبلغ مئتي الف دينار، لتتسلم بعد شهرين كتاب التسريح، لم يكن العبادي جديدا على قضية الفضائيين في الجيش او في امانة بغداد، حيث استغل البعض مقاولات التنظيف فراح يسجل الاسماء الوهمية، لكن الامر يتعدى حدود قضية الفضائيين، انه حالة اقصاء واضحة لطائفة معينة، والعلاج واضح، الاحالة على التقاعد، ولو كان العبادي صادقا في القضاء على الفساد لنصب محاكم لهذا الغرض، ولكن لايتعدى الامر سوى الاطاحة بالبعض لصالح بعض آخر، وستشهد الايام المقبلة تغييرات كثيرة تساعد على تهميش الطرف الذي يدعي انه يمسك بزمام المبادرة والحكومة.

انها لعبة كبيرة ستشمل الوزارات المختلفة وستخرج هذه الطائفة منكسة رأسها وملطخة بعار الفساد والرشوة وخيانة الوطن، في حين ان العبادي لايعلم كم عدد البيشمركة ولا يعلم عدتهم ويقوم بصرف مرتباتهم بالجملة، لايملك اسما واحدا من اسماء حرس الاقليم، ان مقاومة داعش بهذا الشكل العنيف وما اثبته البعض من مواجهة شرسة لها، ادى الى ان تبحث اميركا في كومة النفايات عن نقص تلصقه بالطائفة المقاومة وقد نجحت، وغلت يدها بشكل سريع واستخرجت ماتريد.

وزير المالية من جهته، رقص للامر وزمجر وهلل وقام بقطع مرتبات الجنود الجرحى بحجة انهم فضائيون، حتى المجاز مرضيا صار فضائيا في العراق، بنية يجب ان تتمزق لتعيد اميركا في عهد العبادي بناءها من جديد، ولاتفتأ اميركا تهلل لاتفاقها المتين مع العبادي، حتى انها استبشرت انه سيعطي الجنود الاميركان

القادمين الى العراق حصانة، بما يعني ان اميركا ستعود الى العراق، وهي تعلم ان المليشيات الشيعية ستقف بوجهها في كل الاحوال، وان الاقليم السني واقليم كردستان سيكونان حجر الزاوية في المعادلة، خطة واضحة وقديمة حيث سيتركز وجود القوات الاميركية في المنطقة الغربية وكردستان، ليشكل الجنوب اقليما مناوئا مع بغداد، ولذا استعجلت اميركا الامر بحجة الشقة.

كل الشرائع والنواميس والافكار تدعو الى علاج حالة الفساد للمجتمعات بطرق علمية، اما ان تعالج بهذا الشكل المريع باحالة آلاف الضباط ومئات الرتب الكبيرة، وآلاف المراتب، اما بشطب اسمائهم او احالتهم الى التقاعد فهذا امر اعد له بليل مظلم، وسينسف ماقام به الشيعة قبل احد عشر عاما بمحاولة موازنة القوات الامنية والجيش لانهم كانوا في زمن صدام مهمشين في هذه الاجهزة، هذه الموازنة التي طمح اليها اهل الجنوب ستذهب في خبر كان وسيعود الجيش الى سابق عهده ليكون مهيأ لعمليات الانقلابات والانتفضات، هذا هو محور القضية التي دخلها العبادي مرغما، وهو لايعلم ربما بمايراد منه مستقبلا، وسوف يكمل الطريق، لكن الامر سينكشف عاجلا ام آجلا، وسيعلم الجنوب ان اميركا ستغل ايدها بحجة الشقه.