طفلة صغيرة من أبناء جنوب العراق ،من سلالة جلبت للدنيا حروف المعرفة، بتول صغيرة من أبناء موطني ، من أهل بلدي الضائع بين ألم وشجى.
كتب الدكتور هاتف الركابي عن بتول مخاطباً رئيس الوزراء وهو يقول:” سيد عادل عبد المهدي .. ماتت بتول ..لقد ناشدتك قبل شهرين عن حالة المريضة بتول التي تحتاج الى عملية جراحية بمبلغ عشرة الاف دولار” ، هل يعقل هذا ؟ ،هل يباع المرء في بلد مثل العراق بأرخص من هذا الثمن ؟،بتول لم تكن مشروعا حضارياً كبيراً ،ولم تكن فيلماً سينمائياً يأخذ جهد القائمين ،ولم تحتاج الى مذكرة تعاون ووثيقة تفاهم دولي ،بل لم تأخذ منا أنبوباً نفطياً تحت أرقام مخفضة ،بتول كانت صغيرة تمثل مشروعاً أنسانياً.
دولة الرئيس :
يا أبن الناصرية وأهوارها ،يا أبن المدينة وحاضرها،يا أبن (المنتفك) وتاريخها ،غادرتنا بتول الصغيرة وفي أنفسنا أكثر من بتول وبتول، دولة الرئيس اين كان المتابعون عنك وسائل الأعلام ألم يقرأوا ان لبتول حكاية، أين صارت العناوين والأاسماء بين المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء والأمانة العامة لمجلس الوزراء ومكتب دولة الرئيس ووزارة الصحة ووزارة الثقافة ومستشارية المرأة ومديريات الاطفال الصغار من أبناء العراق .
ناشدوك انها تحتاج عملية جراحية بعشرة الاف دولار،عملية كان واجب الدولة ان تهيئها فهذه مواطنة من العراق لها حقوق اولها الصحة ولم تسمع ،فتبرع الخيرون والشرفاء،وجاؤوا بها الى مطار بغداد الذي رفض بالسماح لها بالطيران الا بوجود سرير طبي فأحضره أهل العراق ،وأعتذرت ادارة الطيران العراقية عن السماح بسفرها دون موافقات لانبوب الاوكسجين ،والذي كان من واجب الدولة ان تهيئه فجلبه ابناء العراق .
هل يعلم دولتكم طبيعة الحصول على موافقات رسمية للسرير الطبي وأنبوب الأوكسجين ونقل مريضة مواطنة من بغداد السلام الى البحث عن حياة؟.
دولة الرئيس غادرت بتول دون طائرة للسفر بل بجناح الرحمة الى حيث ربٍ رحيم .