حين اردت تجديد شهادة الجنسية في دائرة الجنسية في بغداد لسبب ما تم ارسالي الى دائرة اخرى في المنصور من اجل استكمال الأوراق وكلنا نعرف الاجراءات البيروقراطية المعرقلة والتي اعتبرها بيئة مناسبة لتشجيع الفساد فتشديد الاجراءات الامنية في الحصول على الاوراق الثبوتيه يعني ان الموظفين المرتشين سيتسغلون هذه الاجراءات الروتينية للحصول على مقابل مادي مقابل تسهيل الأمور على المراجع.
انني اتحدث عن عام 2004 يعني المفخخات تنفجر في كل مكان والدولة البيروقراطية لاتمل من اجراؤاتها الروتينية ولم تعدلها او تخفف عنها وربما ليست قادرة على ذلك لان هذا يحتاج لخبرات لاتملكها ولذلك تركت كل شئ على حاله وتركت الفاسدين يسرحون ويمرحون.
استقبلني عند مدخل الباب موظفا يجلس وراء طاولة طلب مني هوية الاحوال المدينة وكأن السماء اهدته بما اراد وتمنى وكأن شفا غليله في الانتقام ممن كان السبب في ضياعه ماان القى نظرة على الهوية حتى صرخ هذه قديمة انت من اولئك الذين لم يجددوا هوايتهم قالها بلهجة التشفي اذهب وجددها وارجع من جديد وانت تريد شهادة الجنسية ترجع خطوة كبيرة للوراء وهذه ترتبط هذه وكأن هناك مدرسة للساديين تخرج منها هؤلاء الموظفين. في الخارج تعلمت ان اهم شئ في السي في حين تبحث عن عمل جديد هو خبرتك في التعامل مع الناس وتنفيذ مطالبهم ولكن الموظف يفرغ غضبه من مديره الذي يصرخ عليه ويحقره في المواطن البسيط, حين تعرقل تشعر باهميتك ودورك توسلات الناس ترفع من رصيدك وقيمتك, هل تتعامل مع الناس بنفس القدر من الاهتمام هل تعامل الرجل مثل المرأة وهل تعامل المرأة الشابة مثلما تعامل المرأة العجوز وهل تعامل المرأة الجميلة مثلما تعامل المرأة القبيحة ايها الاوغاد يامن تجلسون وراء طاولاتكم العفنة وتظنون انفسكم الهه كم خبرتكم انا وكم عرف اسرار نفوسكم المريضة وكم رأيت دواخلكم وقد عشعش فيها الحقد والبغضاء والكره للناس ولكل الناس ان رأيت فيكم صالحا شككت على الفور في قواي الحسية.
خرجت من المبنى, كان هناك طابور طويل يلتف ويتعرج وكأنه افعى الاناكوندا, فكرت كم من الوقت ممكن ان امضي في مثل هذا الطابور, يوما ما سأقف هنا انتظر,
بعد الحصول على بطاقة هوية الاحوال المدنية الجديدة بعد لأي عدت الى مركز بغداد ,و في بناية من اربعة طوابق بلامصعد بدأت اتنقل من غرفة الى اخرى ولكن دائما اعود الى غرفة الضابط المقدم, كان الرجل صارما , بيدو عليه الاهتمام بعمله وبدأ وكأني شارفت على الأنتهاء من الاوراق لكن وقت الدوام انتهى فتطلب حضوري في يوم اخر. وحين عدت اليه لم يكن هناك, كان هناك ضابط شاب بمرتبة ملازم اول, بدا طيبا ولكنه وفجأة اخذ يختلق عقبات وعراقيل واعذار وهو يبحث في السجلات الكبيرة وادعى بان اسمي غير موجود وانه سيقدم لي حلا لهذا الموضوع وانه سينهي معاناتي. ماهو الحل ؟ اخرج الان واشتري بطاقتين رصيد عراقنا من المحل المجاور واحدة لي واخرى لمديري. هكذا انتهى الموضوع بعشرين دولارا فقط بدل من مشاوير سيارات الاجرة والصعدة والنزلة حسب توصيفه. عادة مايرسل المراجع للقسم الاخير الذي يصدر شهادة الجنسية لكن الضابط ترك غرفته ورافقني للقسم بل وكتب شهادة الجنسية بخط يده ووقعها وختمها وسجلها في قيد الصادرات وسلمها لي.