23 ديسمبر، 2024 8:21 ص

باي ذنب … عُطِّلت

باي ذنب … عُطِّلت

قارورةٌ …تزهو النفوس بعطرها
ابتاعها نذل … ورغما اُهمِلَتْ
 
مذ وُلدَتْ وهي تدفع ثمن نزاعات لادخل لها بها وحروب ليست طرفا فيها وتقاليد لاانسانية في معظمها واديان ارادت ان تنصفها فلم تفلح تطبيقا.
فاذا وُلدت وُئِدتْ وقربانا للالهة نُحِرتْ وحلا للنزاع بين عشيرتين وُهِبتْ (فُصلتْ ) واذا تزوجتْ استُخدِمتْ واذا ترملت كلالة وُرّثتْ.
 مرت القرون والدهور والحال لم يختلف عن السابق الا قليلا ,
 فبعض الحروب الان تحدث باسم حريتها وما زالت هي تُباع  وتشترى كدعاية لامضاء عقد هنا اوبيع سلعة هناك .
 والتقاليد الان تحكم باسم شرفها, ومن زلة واحدة  ” وما اكثر زلاتهم ”  تتكاثرعليها السكاكين وبين ليلة وضحاها تجدها ذبيحة مرمية في الطرقات قد سفك دمها  المحرم .
 او تجدها سبية مرمية في دار لايحق لها الخروج لاقرب الناس لان زوجا ذو نفس مريضة منعها من الخروج وقد مكنه من ذلك فهم خاطئ لشرع الله .
 او تجدها موؤدة , لكن قبرها ليس حفرة في الارض… قبر له جدران لاتَحجب الاهانة وله نوافذ عديدة لكنها لاتُدخِل نور الحرية وله باب ولكن ايُ باب… كلما حاولت الخروج منه لترى النور اعيدت مره اخرى صاغرة راغمة .
نعم هكذا حال الكثير من نساءنا هذه الايام … وأد بمرأى ومسمع من الجميع … في عالم كثُر فيه المتشدقون بالحديث عن الحرية والعدالة وحقوق البشر والحَجَر وعجزوا عن ان يطبقوها على اقرب الناس اليهم وسَكنُ انفسهم ونصف مجتمعهم .
 هنا , في بلادنا , عُلِقت نساءٌ , لابحبل فيمتنَ والموت راحة ولكن بعَقد زواج كان شرطه المودة وقانونه الرحمة  فتجاهل كثير من الازواج قانون العدالة وراح يبحث عن مثنى وثلاث , تاركاً الاولى كقطعة اثاث , فلا هو وفّى بما اوجب الله لها من حقوق شرعية ولا هو مطلِق سراحها لتعيش الحياة مع من يحترم الحياة الزوجية … تركها معلقة .
 منهم من استخدم كافة الاشكال القانونية التي تسعفه وتعطيه الشرعية للتضييق عليها كأن يطلقها وقبل ايام من انتهاء العدة يرجعها ويتركها رهينة الدار ثم يطلقها… تعذيب نفسي … ضاربا بكل القوانين السماوية والانسانية التي حرمت فعل كهذا ,عرض الجدار.
نعم توجد قوانين حكومية قد تحكم للمراة بحقها لكن هذه القوانين لاتصمد امام مجتمع تحكم فيه التقاليد العشائرية , وان صمدت فانها تاخذ وقتا طويلا وجهدا كبيرا ومعانات نفسية ترهق المرأة وتدفعها احيانا للاستسلام والقبول بالاسوأ. 
ظلم اجتماعي يمارسه الكثير من الرجال , وضحاياه وقعنَ مابين مطرقة الزوج وسندان الاهل المقيَدين بتقاليد اجتماعية هي ابعد مايكون عن الانسانية فمقولة – ماعندنا بنات تُطلَّق – اصبحت قانونا يعلو حتى على قانون الله وهم بهذا جرّوا ابغض الحلال الى الحرمة التامة .
متوهم من يظن ان هذه ممارسات على نطاق ضيق ولا يقوم بها الا قليلوا الثقافة عديموا التحضر , او من يظن انها تقاليد عفى عنها الزمن … ابدا والله , انما هي ممارسات وتقاليد حية كحياة ماء الفرات تسري بيننا وتنتقل لاجيالنا بقداسةٍ واِعظام , لايستحي منها الناس وعلى اساسها تُقيَّم العوائل.