23 ديسمبر، 2024 2:04 ص

بايدن و بوتين و ما حولَ اوكرانيا .!!

بايدن و بوتين و ما حولَ اوكرانيا .!!

ربما لم يطّلع البعض عن التفاصيل والجزئيات التي رافقت او اعتمدت عليها زيارة الرئيس بايدن الى اوكرانيا , ولأغراض التمويه والإعتبارات الأمنيّة , فقد اعلن البيت الأبيض جدول برامج ولقاءات الرئيس , بينما كان في طريقه لزيارة كييف .! حيث وصلَ الى بولندا ومن هناك امتطى القطار لمدة 10 ساعاتٍ ليصل الى الحدود الأوكرانية , ولعلّه من المفارقات أنّ الأمريكان ابلغوا موسكو مسبقا بزيارة رئيسهم , تحسّباً لصواريخ وغاراتٍ للمقاتلات الروسية , ومع او بمفارقةٍ اخرى , فأثناء تجوّل بايدن في أحد شوارع كييف وعلى عجلٍ < لأغراض الكاميرا والتصوير او الدعاية الإعلامية المكشوفة , مع ما صاحبها من اطلاق صفّارات الإنذار اثناء تجواله القصير. الزيارة الرئاسية استمرّت لبضع ساعاتٍ فقط , وتعهّد الرئيس الأمريكي خلالها بتزويد الأوكرانيين بِ 700دبابة و آلاف من ناقلات الجنود المدرعة , الف مدفع هاوتزر مع مليوني قذيفة و 50 راجمة صواريخ من نوع ” هيرماس ” فقط .! , ولا يمكن التحقق من دقة صحة هذه الأرقام , والتي ايضا لن تغيّر من مسار المعركة , كما انها عُرضة للقصف والتدمير الروسي حال او بعد وصولها للجيش الأوكراني , كما انها تتطلب اوقاتاً طوال لتتدرب عليها القوات الأوكرانية , ودونما اشارةٍ ايضاً لتوريد ادواتها الأحتياطية المتعددة .وجزئياتها .

الخطاب الذي القاه بايدن في العاصمة البولندية وارشو << ومن المفارقات في زمن الأتحاد السوفيتي السابق , فإنّ ” حلف وارشو ” المواجه لحلف الناتو كان يسمّى بأسم هذه العاصمة والتي غدت المدخل لحلف الناتو في التدخّل في الشأن الروسي ومحاولة محاصرته والتضييق عليه ما أمكن >> , خطاب الرئيس الأمريكي هذا وبوعوده بإنتصار اوكرانيا دونما احتلال روسيا .!! ” وفقاً لكلماته ومفرداته ” فإنّه كان اقرب بنسبةٍ ما الى بعض السفسطة التي لا يستوعبها الرأي العام لا في اوكرانيا ولا حتى داخل الولايات المتحدة .!

ما اعقب خطاب الرئاسة الأمريكية بوقتٍ قصير , هو خطاب الرئيس بوتين في الذكرى السنوية القريبة من هجوم الروس على اوكرانيا . هذا الخطاب يمكن قراءته من اكثر من زاوية ووفق قراءات المراقبين ورجال الإعلام . ويُرى أنّ الخطاب كان مدروساً بعنايةٍ ما ! حتى على مستوى الكلمات والعبارات , ويُستشَف أنّ الرئيس الروسي كان يبعث برسالةٍ غير مباشرة ونصف مُمَوّهة وبنصفٍ مكشوف بأنّ موسكو طويلة النفس وبصدد عملية استنزاف طويلة الأمد لقوى الناتو وللقُدرات العسكرية الأوكرانية , وهذا ما يؤثّر درامياً وتراجيدياً وبشكلٍ ستراتيجي على موقع وموقف بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة , والإحتمال الأكبر لسقوطه فيها مع التعزيزات المرتقبة ” للجمهوريين ” الذين بدأوا بالسيطرة على الكونغرس المناهض ” للديمقراطيين ” من اصحاب وصاحبات ” السيد جو بايدن , ولا نقول مَنْ لفَّ لفّهُ كوزيرخارجيته ” بلينكن ” ومرادفاته ومشتقاته حتى على مستوى بعض جنرالات البنتاغون .!