18 ديسمبر، 2024 10:12 م

بايدن لن يصبح منقذا للنظام الايراني

بايدن لن يصبح منقذا للنظام الايراني

من سوء حظ وطالع القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إنهم وفي خضم الحديث الدائر بشأن العودة المزمعة للولايات المتحدة الامريکية الى الاتفاق النووي، فإن الاحداث والتطورات السلبية تنزل مدرارا على رٶوسهم وهم لايتخلصون من واحدة حتى تنزل أخرى أشد وقعا منها عليهم، وإن إلقاء نظرة على الاحداث والتطورات التي تزامنت مع الانتخابات الرئاسية الامريکية الاخيرة من حيث فضح الاحداث التي تثبت بصورة أو أخرى علاقة هذا النظام بالارهاب ولاسيما بعد کشف عملية إغتيال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الارهابي ومحاکمة الدبلوماسي الارهابي أسدي في بلجيکا، وهما حدثين أثبتا مصداقية المقاومة الايرانية بشأن تأکيدها على کون هذا النظام بٶرة الارهاب ومرکزه العالمي، وکذلك قيام النظام الايراني بعمليات مخابراتية مشبوهة من أجل إختطاف معارضيه وإستمرار الممارسات القمعية التعسفية ضد الشعب الايراني، يعطي إنطباعا بأن الرئيس بايدن سيتريث في تعامله مع هذا النظام ولن يسمح بأن يکن لهم ذلك الفضاء الرحب الذي کان متوفرا في عهد الرئيس الاسبق أوباما.
قادة النظام الايراني يجدون إن هناك صعوبات ومعوقات عديدة تعترض طريقهم فيما يخص مشروعهم النووي، ولاسيما بعد تزعزع سياسة الاسترضاء والمساومة بشدة ولايوجد هناك مايمکن أن يسمح بعودتها خصوصا بعد أن برزت الکثير من السلبيات غير العادية للنظام والتي فضحتها داخليا وإقليميا ودوليا بل وإن مايجري في العراق ولبنان واليمن، يعطي صورة واضحة عن السياسة الخطيرة التي يمارسها هذا النظام والتي تشعل النار في المنطقة وتجعلها کبرکان قد ينفجر بأية لحظة وبشکل خاص بعد قيامه بإرسال صواريخه لجماعة الحوثي في اليمن ولعملائه في لبنان والعراق في إنتهاك صريح ووقح للإتفاق النووي، يعطي بايدن المزيد من القناعة بشأن ضرورة التصدي لهذا النظام وتضييق الخناق عليه بما يجعله ينطوي على نفسژ ويکف شره وعدوانه عن المنطقة والعالم.
مجئ بايدن لن يکون بمثابة قارب النجاة للنظام الايراني والتخلص من قائمة الجرائم والمجازر والانتهاکات الفظيعة التي قام بها في مجال حقوق الانسان، ولاسيما وإن هذا السجل لم يعد سريا بل إنه صار في متناول الايدي، وحتى إنه وبموجب دراسة استقصائية اجراها معهد بيو للأبحاث شملت 14 اقتصادا متقدما هذا الصيف فإن الکثير من الناس ينظرون للنظام الايراني بشکل سلبي بسبب سياستها المزعزعة للاستقرار في عدد من دول المنطقة. وقد تم نشر نتائجها هذا الشهر، أعرب حوالي70% أو سبعة من كل عشرة عن وجهات نظر سلبية تجاه النظام الايراني في حين أن اثنين من كل عشرة فقط لديهم وجهة نظر إيجابية. وفي جميع البلدان الأربعة عشر التي شملها الاستطلاع ، كان للأغلبية انطباعات سلبية عن النظام الايراني، وعلى سبيل المثال فإن الولايات المتحدة التي شملها الاستطلاع، فقد أظهر بأن % 82 من الجمهوريين وأولئك الذين يميلون إلى الحزب الجمهوري ينظرون إلى إيران بشكل سلبي ، مقارنة بـ 70% بين الديموقراطيين أو7 من كل عشرة من الديمقراطيين وهي نسب عالية جدا. ولذلك فإنه لن نبالغ أبدا إذا ماأکدنا بأن بايدن لن يصبح منقذا للنظام الايراني من محنته.