18 ديسمبر، 2024 8:56 م

بالعلم والمعرفة يتم الاصلاح

بالعلم والمعرفة يتم الاصلاح

العلم هو الوسيلة التي يرتفع من خلالها الإنسان ويصل إلى أعلى المراتب، فالعلم فهو سلاح في هذا الزمن والذي نحارب به الجهل، وبه نحقق أحلامنا ونتقدم إلى الأمام، فصاحب العلم يساهم في تقدم مجتمعه وتطوره.
العلم يبني بيوتاً لا عماد لها، والجهل يهدم بيوت العز والكرم، أي أن البيوت تبنى بالعلم وتهدم بالجهل، لأن المتعلم يهتم بجميع القيم والمبادئ التي تساعد على بناء البيت أما الجاهل فلا يعرف كيف يتصرف أو كيف يربي أولاده ويؤسس بيته.
إن الثقافة من أهم المسائل في كل أمة وحضارة، قد يصح ما يقال بأن العلم يدور على عجلة الاقتصاد والسياسة، والاصح بأن الثقافة هي التي توجه الاقتصاد والسياسة، إن الثقافه الصائبة وحدها القادرة على مواجهة وتصحيح مانراه من ثقافة ضحلة في عالم اليوم، لأن القوة والمال أو غير ذلك تعجز عن مواجهة الثقافات وتغيرها، أذ لايقارع الثقافة إلا الثقافة، فقد يهزم التاجر زميله التاجر، والسياسي نظيره، لكن الفكر والثقافة لايهزمان بالمال أو القوة السياسية أو العسكرية.
كل إناء يضيق بما جعل فيه، إلّا إناء العلم يتسع، لا تعارض بين الدين والعلم، لأن الدين في ذاته منتهى العلم المشتمل بالضرورة على جميع العلوم، لن تكون متديناً إلّا بالعلم فالله لا يعبد بالجهل.
مهما كان العلم مؤلماً، فلن يكون أشد إيلاماً من الجهل.
كل ماذكر وقيل من روايات فهو قليل بحق هذا العلم الذي لايضاهيه شئ، لانه أساس التقدم والتطور والابداع، العلم هو تطور المجتمعات وبناء قاعدة قوية لأي بلد، لأنه لاتقدم وتطور في اي بلد الا بالعلم والمعرفه.
يمثل التعليم حجر الزاوية في النهضة التنموية الشاملة لجميع البلدان ، فيما نشهد اليوم ترديا واضحا في المستوى التعليمي، لذا نرى ان الارتقاء بالواقع التعليمي والتربوي في البلاد مسؤولية تضامنية تقع على عاتق الجميع، دولة وحكومة ومؤسسات وكذلك المجتمع.
كل العالم يتطور ويعطي صورة جميله لواقعه في كل المجالات، الاقتصادية والصحية، والخدمية…، صورة تتجدد في كل عام، لكن ما نشاهده في العراق العكس بعينه رغم ارتفاع واردات النفط حيث اصبحت ميزانيته لهذا العام 2019، والتي بلغت قيمته الإجمالية 133.1 تريليون دينار (نحو 112 ملیار دولار)! أرقام تظاهي ميزانية دول اخرى، لكن لانجد تغير على الواقع، نرى الخدمات تتراجع الى الوراء ياترى اين الخلل؟
إن ما طرحته المرجعية الدينية العليا في خطبة صلاة الجمعة اليوم من تساؤلات حول مدى استمرار معاناة ابناء شعبنا ، ومتى تنتهي هذه المعاناة ، يمثل عمق ما يكابده هذا الشعب جراء نقص الخدمات وتعطل المشاريع الاقتصادية والتنموية وتعاظم آفة الفساد وعدم ايلاء شريحتي الشباب والكفاءات الاهتمام المطلوب ، واننا اذ نؤكد ونكرر تساؤل المرجعية الدينية ” متى تنتهي معاناة شعب يملك من الطاقات والثروات مايؤهله الى ان يكون من اغنى شعوب العالم ؟ فإننا نطالب الحكومة وبشكل عاجل بضرورة تنوير الشعب والرأي العام باجابات واضحة وشفافة ليكون الناس على بينة من امرهم فكفى رهاناً على صبر شعبنا وتحمله.
نحن بحاجة الى دراسة واقعية واعادة النظر بلبنية التحتية، والقضاء على البناء العشوائي، وتخطيط جديد يتلائم مع الواقع المتطور أسوة ببقية الدول المجاورة، يأخذ بنظر الاعتبار التكاثر السكاني، وتطوير كل الجوانب الصناعية والصحية والاسكان والبلديات، وكل الخدمات الاخرة، لانريد ارقام فوضويه! نحتاج الى واقع حقيقي، مغاير ملموس ومنظور، لا تنظير اعلامي فقط.