المثل الشائع : ” الله شافوه بالعقل لو بالعين” , ينطبق على ما يدور في المنطقة منذ 1979 وسيستمر لعقود قادمات , فالذي جرى دمر القدرات وأضعف العرب والدين , وأشاع الإنقسامات والتناحرات والصراعات والحروب العبثية التي إستنزفت قدرات المنطقة , وإستدعت الطامعين بها للتوطن العسكري فيها , والعمل على تحويلها إلى محميات وقواعد عسكرية.
ولا تزال اللعبة قائمة وتعطي نتائج مثمرة , وما يدور في وسائل الإعلام تضليل لتغرير المغفلين والمنومين بالإدعاءات الطائفية والمذهبية والتبعية , والخنوع للرموز المستدرجة لتنفيذ البرامج والخطط المطلوبة , التي تغنم منها أموال المساكين المحطوبين في مسيرات الوعيد والقتل بالدين.
واليوم تجدنا أمام زوبعة إعلامية تتحدث عن أن القوى الفلانية ستضرب القوة الإقليمية الفلانية , ولن يصدق ذلك ذو عقل إلا إذا وقع فعلا , فهذه المازلات الإعلامية تكررت مرارا , وعقبها تنطلق طبخة جاهزة على العرب والمسلمين أن يتجرعوها , ويدفعوا ثمنها دماءً وخرابا وصراعا فتاكا مع بعضهم , والقوى المستفيدة تتفرج وتؤجج . وتجني ثمار التفاعلات الخسرانية المروعة؟
والمواطن يزداد فقرا وقهرا وفقدانا لأبسط حقوقه الإنسانية , التي يتمتع بها الناس في مجتمعات الدنيا الأخرى.
والدولة المدعية بمعاداة القوى الأخرى تؤمّن مصالحها على حساب مصالح جيرانها الذين إصطادتهم بطعم الدين , الذي مذهبته على قياس أهدافها وتطلعاتها , وهي تقود المغفلين وتستخدمهم لغاياتها , وتواصل التنكيل بهم وشحنهم ضد مواطنيهم وبلدانهم , وتوهمهم بأن ذلك هو الدين.
وتلك حقيقة ما يجري في المنطقة , وما دام يؤمّن المصالح العالمية والإقليمية فسيتواصل , والخاسر جميع العرب والمسلمين , وذلك عز الطلب , والهدف المبين!!
فإلى متى يبقى الحَمَل العربي على التل وبالذئاب يستعين؟!!
د-صادق السامرائي