يتعرض العراق اليوم، لهجمة شرسة، تجسد العنف الوحشي في انقضاض التكفيريين والإرهابيين عليه، الذين لا يمتون للدين والإسلام والشريعة بصلة، محاولين من خلالها دس سمومهم؛ وفكرهم المتطرف، بين أبناء الشعب العراقي.
هذا الزحف الإرهابي من كافة انحاء العالم العربي والغربي، بمختلف دياناته، وقومياته، وغاياته، نحو الأراضي العراقية، بات اشبه بمن يريد ان يدخل الجنة عنوة، عبر الادعاءات والاكاذيب، وتحريف الشريعة والتعاليم السماوية بما تشتهي أنفسهم.
المقدمة أعلاه، سمعتموها من الكثيرين، سياسيون، محللون، مثقفون، فنانون، اعلاميون …الخ من تصنيفات ودرجات الشعب العراقي، لذا وجب على كل العراقيين؛ وفي مقدمتهم ساسة الحكومة وقادتها، وأعضاء كتلها السياسية، ومجلس نوابها ولجانه البرلمانية، ان يتصدى كل منهم للخطر المحدق بالعراق من موقع عمله.
ازاء ما يتعرض له العراق من أزمات كبيرة، نلاحظ ان بعض الساسة المتصديين للخطر غير مؤهلين لذلك، وغير مدركين لحجم الكارثة التي تحل بالشعب العراقي، نتيجة عدم فهمهم وقلة وعيهم، وعدم شعورهم بالمسؤولية المناطة بهم، ويرجع السبب في ذلك الى كثرة مزاجيتهم في العمل السياسي، فأين ما وضعت جرة العسل في أحضان كتلة سياسية متنفذة، تجدهم قفزوا لتملقها، ثم يصبحوا من ابرز قادتها، ليلعقوا ما يزود من فضلات أولياء نعمتهم الجدد، وخير مثال ما نراه في كتلة الحكومة الحالية، والتي تضم بما يعادل 30% من قادة وأعضاء ونواب وساسة متقلبو المزاج.
نعيم عبعوب، امين العاصمة بغداد، شخصية (كارتونية)، لو ان فنانوا العراق والعالم المختصين بالفن الساخر، استثمروا شخصيته بمسلسل قد نراه في شهر رمضان المبارك القادم،بالشخصيات الكارتونية، والتي لن يتعبوا في تجسيد عبعوب لها، فهو مهيئ، عندها سنرى عمل فني يخلد الى حين غير معلوم من الدهر، اشبه بالمسلسل الكارتوني (العتاك) و(حبزبوز) اللذان عرضا على قناة الشرقية الفضائية، في شهر رمضان المبارك، العام الماضي وما سبقه، ليس استهدافاً شخصياً له، ولكن استثماراً لإمكانياته الاستثنائية بأطلاق التصريحات الساخرة، وإشاعة روح البهجة والسرور والضحك المميت، بين العراقيين، على ما يتفوه به من كلام غير مدروس، سيما وانه مهدد بالاعفاء من منصب الأمين.
كاظم الصيادي؛ شخصية انتهازية، لا ينتمي لأهالي محافظة واسط الاصلاء، لأن تربيته (شوارعية) وهم انزه من ان يكون هذا الشخص منهم، لا يحمل شهادة معترف بها او معروفة المصدر، كل ما يجيده هو التهريج باسم السياسة، ويتفنن باكتشاف واطلاق الكلام البذيء، بحكم ان له خبرة لا يستهان بها، في بيع الأقراص المدمجة الخادشة للحياء والأخلاق (الأقراص الإباحية)، على كل من يعارض ولي نعمته الجديد في الكتلة الحاكمة، ليس استهدافاً شخصياً له، لكن من خلال المتابعة؛ وجد انه لا يفقه شيئاً في السياسة، وقد تم ترويضه على الانقضاض بأسلوبه على كل من يعارض زعيمه.
الامر المحير، ان كل أولئك المزاجيون من المحسوبين على الساسة، لم يعرف مصدر (أدلجتهم)، أهو من الكتل التي كانوا ينتمون لها؟ أم من الكتل التي ترعاهم في هذا الوقت؟ ولو ان موضوع الادلجة مشكوك به، فهم لا يمتلكون ثقافة سياسية، او كاريزما إيصال الرؤية الصحيحة، وكل ما يتمتعون به؛ شوائب يندى لها جبين الحياء، وتأريخ مخجل، وانجازات وتصريحات أودت بحياة الاف العراقيين، بسبب سمومها، واثارتها للنزعة الطائفية.
لا يسعنا الى ان ننظر بعين التفاؤل، داعين الباري عز وجل، ان يخلصنا مما ابتلانا به من المحسوبين على الساسة، ويضعف سطوة واليهم، فلا عيب في ان يكون في ساستنا، من هو ممثل ساخر، وبائع أقراص، وصاحب شهادة مزورة …. الخ من السلبيات، ما دام زعيمهم (بالدف ناقر) فما شيمة اتباعه!