22 ديسمبر، 2024 10:22 م

بالروح بالدم نفديك يا صدام!

بالروح بالدم نفديك يا صدام!

هذا الهتاف بات سمة يجاهر به الكثير من العراقيين وبمختلف الفئات العمرية دون خوف أو وجل، خلال تظاهراتهم خاصة في العاصمة بغداد وعدد من مدن الجنوب والفرات الأوسط ذات الغالبية “الشيعية” وحتى كركوك، احتجاجا على تردي الخدمات الأساسية والأوضاع الاقتصادية شبه المنهارة، ودور السلطة الحاكمة وآلية عملها في حياتهم اليومية، وكأنهم يطالبون بإعادة عقارب الساعة إلى زمن نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
ورب سائل يسأل: لم يردد العراقيون هذا الهتاف.. هل هو حنين إلى الحقبة الماضية وإن كانت لا تزل حية في نفوس معظم العراقيين، أم هو مطالب مشروعة بعودة العراق إلى وضعه الطبيعي بعد أن مزقته سياسات الأحزاب الدينية على مدى ستة عشر عاما والتي جعلت الفقر والجوع يستأسد عليه؟!.
لا شك أن من بين الذين يرددون هذه الهتافات لم يعاصروا حقبة ما قبل الاحتلال، لكنهم بالتأكيد سمعوا من أهليهم وذويهم عن مجدها وزهوها، الذي وفر كل شيء للدولة والمواطن رغم الحروب والحصار.
هذا يعني أن المواطن بات يعيش مرحلة المقارنة بين الحقبة الماضية والحقبة الحالية، وبالتالي هناك حالة من الوعي لدى المواطن العراقي الذي لا يجد ما يسد به حاجاته واسرته اليومية، وما يعيشه من مآسي أخرى، الذي سببته الأحزاب الدينية الفاشية التي تحكم العراق منذ ستة عشر عاما، وقد حصلت خلالها على أموال وميزانيات فلكية توازي ميزانيات دول عدة مجتمعة في المنطقة، لكنها سرقت تلك المليارات “عيني عينك”.
بينما في زمن الحصار الجائر الذي فرض على البلاد، لأكثر من ثلاثة عشر عاما، كانت هناك بطاقة تموينية يحصل بموجبها العراقي على ما يحتاجه من سلع تموينية أساسية والتي كانت تصل إلى نحو سبعة عشر نوعا وبسعر رمزي، وكانت تلك السلع تكفي الأسرة وبعضهم كان يبيع الفائض منها.
والمؤسف أن المواطن العراقي يتظاهر موسميا، بينما يعيش حالة مأساوية، إذ تجاوز عدد ممن هم يعيشون تحت خط الفقر ال 40% وبعضهم يبحث في القمامة ليحصل على لقمة يسد بها جوع عياله، ناهيك عن الوضع الصحي المتردي، وفشل التعليم، وتفشي المخدرات، واتساع نطاق الجريمة، وغيرها من المصائب التي حلت على هذا الشعب.
على العراقيين إذا ما أرادوا أن يستعيدوا دولتهم من الأحزاب الدينية الفاشية، التي لم ترع مصالح الشعب ولم تعنيها مطلقا، عليهم أن يتكاتفوا ويتآزروا ويقفوا صفا واحدا، وبخطى واضحة بوجه الظلم والاستبداد للمطالبة بقلعهم وكنسهم من جذورهم، لا للمطالبة موسميا بالخدمات وسواها من الأساسيات، وإلا سيغرقون أكثر في بحر ظلمات هذه السلطة.