17 نوفمبر، 2024 2:51 م
Search
Close this search box.

بالحب والولاء للعراقِ وشعبه.. نَحيا ونرتقي

بالحب والولاء للعراقِ وشعبه.. نَحيا ونرتقي

لا شكَّ أنَّ حُبَّ الوطنِ والولاءَ له مِنَ الأمور الفطرية التي جُبِلَ الانسانُ عليها، بل إنَّها فطرةٌ جُبِلت عليها جميعُ المخلوقات فالطيور تحنُّ الى أعشاشها وأوكارها، والإبلُ تحنُّ الى أوطانها، لكنَّ الانسانَ يتميَّز على جميعِ المخلوقات بأنَّ حنينَهُ الى وطنه أشدُّ، وشوقَهُ اليه اكثر، وولاءه له أعمق.

بل إنَّ القضيةَ أكبرُ وأوسعُ وأعمقُ مِنْ ذلك حيث جعلَ اللهُ حُبَّ الوطن قرينًا للنفس، وأنَّ مفارقته أمرٌ شاقٌ عليها، ولذلك جعله أحد الاختبارين العظيمين الذين اختبر بهما بني اسرائيل بقوله تعالى:

{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا}، (النساء: 66)،

بل قرنه في موضعٍ آخرَ بالدِّين، والدين أغلى من النفس، ومقدَّمٌ عليها؛ قال تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ﴾،(الممتحنة: 8)،

قضيَّة حُبِّ الدِّيار ومحبَّة الأوطان تتجلى أيضا في مخاطِبة النبيُّ – صلى الله عليه وآله وسلم – مكةَ المُكرَّمة، يُخاطِبُها بحُزنٍ وشَوقٍ فيقولُ: «ما أطيَبُكِ مِن بلدٍ، وما أحبُّكِ إلَيَّ، ولولا أن قومَكِ أخرَجُونِي مِنكِ ما سكَنتُ غيرَكِ»،

ولمَّا نزلت رسالاتُ السماء عمَّقت هذا الجانب الفطري، ووضعت له النُظم السليمة التي تُغذي الانسانَ بكل معاني الانتماء الصادق للوطن والولاء الخالص له، لدرجة أنَّها جعلت حُبَّ الأوطان من الايمان، وبالحُبِّ والولاء تُعمَّر البلدان، فكانت خدمةُ الأوطان وبناؤها فرضًا مقدسَّا، والتضحيةُ في سبيلها شرفا كبيرًا ينال به الانسانُ مقامَ الشهادة السامي.

والحبُّ للوطن لا يقتصر على المشاعر والأحاسيس، بل يتجلَّى في القولِ والعملِ والسلوكِ، بحيث يكون  الحبُّ والولاءُ مُحرِكًا ودافعًا للإنسان للقيام بكل عمل يخدم ويبني به وطنه، وبذلك يكون حُبُّ الوطنِ والولاء له من أبرز العوامل وأهمها في معركة بناء ورقي الأوطان، وهناء وسعادة الانسان، ومن هنا نفهم السرَّ الالهي في أنْ يجعل حُبَّ الوطنِ والولاء له غريزة فطرية وفرض الهي مقدس،

ومِنْ أجل تعميق وتركيز ذلك الحب والولاء وترجمته الى سلوكٍ وعملٍ يهدف الى بناء ورقي عراقنا الحبيب وسعادة شعبه العزيز لابدَّ من اعلان وترجمة الحب والولاء لعراق الحضارات وأرض الانبياء وشعب الأوصياء:

«السلامُ على شبابِ العِراق

لنحكي لنقول لنهتف لنكتب لننقش لنرسم جميعًا

أنا عراقي …….. أحب العراق وشعب العراق

أنا عراقي …….. أحب أرض الأنبياء وشعب الأوصياء

أنا عراقي …….. أوالي العراق … أوالي العراق … أوالي العراق».

بالحُبِّ والولاء للعراق.. نتوحد ونقوى  ونعيش بهناء وسلام ونرتقي.

أحدث المقالات