20 ديسمبر، 2024 11:24 ص

باقر الزبيدي: الحكومة مكرسة لأمي العزيزة!

باقر الزبيدي: الحكومة مكرسة لأمي العزيزة!

في أيام حكم نابليون بونابرت لفرنسا، كتب على كل مؤسسة يفتتحها، عبارة (المؤسسة مكرسة لأمي العزيزة)، وبحروف كبيرة بارزة، مشيراً الى أن الأم الفرنسية، في خضم الصراعات الدموية آنذك، كانت تبذل قصارى جهدها، وترتب ممتلكات دولتها بعناية فائقة، وفي زاوية ضيقة، وفسيحة في الوقت نفسه، وبشكل لافت للنظر، لذا تستحق منا كل التقدير، فما يفعله الرجالن وراءه أمهات شاهقات، فكلما إزددت معرفة بهن، إزددت عشقاً لحكايات المجد، والتحدي، والشموخ، والبقاء!
ليس عبثاً ما يقال، أن في الحياة سعادة أكيدة، وهي العيش من أجل الأخرين، فلا يقف الحاكم متفرجاً على بلده، وهو يقتطع خلسة وفجأة، بليلة وضحاها ومدينة تلو الأخرى، وفي خضم الإغتصاب، تحدث فاجعة سبايكر، والأمهات لم يستوعبن بعد ما جرى للعراق، صباح العاشر من حزيران، فهل وضع القائد الضرورة نصب عينيه، ماذا سيقول للوالدات الثكالى،عن أكثر من 1700 جندي متدرب في قاعدة سبايكر، في صلاح الدين وإختفائهم تماماً؟!
ثوب حداد حزين، يتمرغ بالحسرة، والألم، والغضب، كيف يعقل لهذه الحكومة الفاشلة الفاسدة، أن تسلم أرضها وجندها للأعداء، ولم يكلف الحاكم المستبد آنذاك نفسه، بإستقبال أم واحدة منهن، وكأنه يقول: ليست هناك سعادة مؤكدة، سوى أنك ترتب أمورك لولاية ثالثة، من سنوات الدم الحرام، والسحت والفساد، على حساب الثكالى والإيتام، أما السيد باقر جبر الزبيدي، فقد طأطأ رأسه باكياً على الأم العراقية، التي طالبت الحكومة، بالكشف عن مصير ولدها المفقود!
ما يهم حكومة الفشل، أن يقدم لها الولاء والمال، لا أن تهيأ أسباب النصر، ضد مخططات أرادت، وتريد النيل من وحدتنا، فإستبدادها أضاع ثروات العراق، على يد أزلامها اللصوص، فورثنا الفساد والإرهاب، وكل جبهة لديها جيش من الفاسدين والإرهابيين، أما الشرفاء كباقر الزبيدي، فكانوا يواسون الأمهات، اللواتي أعطين فلذات أكبادهن، لساحات الشرف، وما لبثت أن دفعت بإبنها من جديد، لتلبية فتوى الجهاد الكفائي، وهن يقلن: الحكومة ليست مكرسة لنا، بل لنفسها!
لم يستطع الحاج الزبيدي، أن يكمل مشاهدة المنظر، المتوشح بالغضب والحزن، بأن رمت بحجابها على سليم الجبوري، في لقاء بعوائل مجزرة سبايكر، في 25/8/2014 فتناول مناديل أمامه، ليغض بصره عنها وعن ألمها، ليئن بألمه الذي يعتصره، وليوجه سؤاله: أين أنتِ أيتها الحكومة، من عذابات الأمهات؟ هل نابليون أفضل منا ليكتب عنهن، على كل منجز ينجزه الرجال في فرنسا؟ ألا تستحق أمهات الجنوب بعض الإهتمام، بعد صراعات القمع والظلم أيام المقبور؟
سؤال يوجهه الزبيدي لحكومة الفشل إحقاقاً للحق، ورغم ذلك يتعرض لحملات التسقيط السياسي، على مستوى إدارته لوزارة النقل، ألأنه إستطاع السير قدماً بتطوير 18 مديرية عامة، تعادل كل منها وزارة؟ مع 8 شركات كالخطوط الجوية، والمؤانئ، والسكك الحديدية، وغيرها ممن تحتاج الى عمل مضنٍ، عليه ألا يستحق الزبيدي الإشادة؟ ألأنه أغلق باب الفساد بوجه السراق؟ هل لأنه طالب بأن يكون عمل الحكومة، مكرساً لأمهاتنا الحرائر، وأبنائنا البواسل، فإعلنت الهجمة ضده؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات