خاطب القرأن الكريم في مواطن عدة حول الشهيد ومنزلته، و وصفهم بأعلى المراتب والمقامات، وجعل لهم منزلة في الدنيا والآخرة يغبطها عليهم الآخرون ، لما قدموه و أبدوه من تضحيات في سبيل الله ورفع اسمه جل شأنه.
مسيرة الشهداء حافلة بالإنجازات والعطاءات ومكلله بالنجاحات ، و عندما نتطلع إلى التاريخ وإلى الماضي قليلا لوجدنا ما به رفعة وسمو للتاريخ و للاسلام عامة .
السكوت على الباطل ليس من شيم الرجال، ولا من صناع المجد والفخر، الثأر والثورة صفة متلازمة لدى قادة الأمة، ” هيهات منا الذلة ” كانت صرخة المظلوم ضد الظالم ، كانت ليس شعار بل منهج ورؤى وأفكار أنارت الطريق على مر العصور والأزمان.
للمظلوم صرخة بوجة الظالم ، وينقل لنا الماضي الكثير من القصص الواقعية ، فتلك صرخة الإمام الحسين عليه السلام ، كانت رسالة موجة في وجه أعتى رؤوس الطغيان والظلام ، فإستمرت تلك الرسالة إلى يومنا هذا ، تارة نجدها بالسيف و والمواجهة وأخرى بالفكر والقلم والصبر والصمود .
شاهدت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع مقتضب من خطاب إلى طاغية العراق صدام حسين ، كان الخطاب منتصف الثمانينيات، ويبين إلى قادته مدى الخطر المحدق به وبعرشة، وكان نص ما يقول “هل يظن باقر الحكيم أنه قادر على امتلاك الشيعة لو نزل معي في انتخابات “!.
باقر الحكيم، ذاك الإسم اللامع في أفق السماء، نجم ساطع ، علم زاخر ، بيرق عالي ، طبق ما قاله جده الإمام الحسين “إن الدعي قد ركز بين إثنتين اما السلة او الذلة وهيهات منا الذلة”، نعم هو كذلك لانه منبع الوفاء ومعين لا ينضب.
باقر الحكيم: حصل على ما يريد حيث كان يتنبأ بما يحصل إليه وما يؤول له أمره، “يود المرء لو يتفجر ليحضنكم جميعاً”، كان يخاطب الجماهير الولائية التي كانت تعرف قدره وتعرف مكانته ، كان يوجة كلامه تاره لمحبيه وأخرى إلى مولاه وقائده امير المؤمنين علي عليه السلام .
حباه الله واصطفاه في أطهر بقعة من أرض العراق، حيث المرقد الطاهر لأمير المؤمنين، وفي يوم مبارك وهلال شهر مبارك ، في الأول من رجب ذكرى الفاجعة وبداية المصيبة لتهيج آلام السنين الغابرة .