تكتب سير وتواريخ الشعوب والامم عادة المواقف الفذة والبطولية الشجاعة لقادتها الذين يتصفون باوصاف ومعان خاصة تميزهم عن بقيه ابناء جلدتهم فنجد بان هنالك شعوب ومجتمعات تمتاز وتتباهى وتتقدم عن غيرها بقادة شجعان مميزين في كل شيء وبطبيعة الحال وبما ان الدول تتأسس على ركائز اجتماعية عمادها البشر فان من هؤلاء البشر ينبري قائد عظيم تحيط به جموع المؤمنين يتصف باوصاف يكون فيها قدوة ورمز وان كل ما للتاريخ من حركة إنما هو فى جوهره توثيق لحركات قادة المجتمع البشري .
وفي العراق وعلى امتداد تاريخه الحافل بالعطاء المقاوم والدم الطاهر الزكي في مقارعة الانظمة الديكاتورية والاحتلال فقد شهدت ازمنته انبثاق وبروز قادة اسلاميين شجعان وعلماء ثوريين افذاذ شهد لهم القريب والبعيد وسجلت لهم مواقف العز والشموخ في المقاومة ومقارعه الظلم والاستبداد ومن جملة هؤلاء القادة العلماء القادة الذين تألق نجمهم وسطع عاليا في سماء الجهاد والتضحية هو سماحة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ( قده) ذلك الطود الشامخ الذي كان ولا يزال له الفضل الكبير في خلاص الشعب العراقي من براثن التسلط البعثي الدموي .
ان تميز الشهيد الحكيم وشخصيته الثوريه عن بقيه القادة والمراجع لم تاتي من فراغ على العكس بل كان لذلك جملة من المقومات الشخصية والميدانية والعقلية والروحيه اضافة الى بصيرة الدين والهدف والعقيدة والثورية التي كان يتميز بها سماحته فالشهيد الحكيم اصبح قائدا ميدانيا ثوريا ومرجعا روحيا ودينيا بحكم عطاءه وبذله الغالي والرخيص من اجل تحرر الفرد والشعب من الحكم العبودي التسلطي .
لعب الشهيد الحكيم دورا عظيم ومهم ومفصلي في مسيرة وتاريخ العراق المعاصر فحمل هموم شعبه رغم ما عاناه من ويلات وحرب نفسية وجسديه وعائلية وتهجير وملاحقه من قبل سلطة البعث الكافر فنقل للعالم ماساة شعبه ومظلوميته وبين للمجتمع العربي والدولي جرائم نظام البعث العفلقي ضد ابناء الشعب العراقي في حين كان العراق عبارة عن سجن كبير من جنوبه لشماله وتحت رحمه الجلادين .
فتكمن اهميه ودور شخصية شهيد المحراب بانه قائد وعالم ثوري اسلامي في وقت عز فيها الجهاد والقادة وفي مرحلة مفصليه وحساسه من تاريخ الشعب العراقي فالحكيم اعطى روح الثورة لابناء العراق المقاومين على مدى عقود من الزمن وجعل جذوتها مشتعله ولن تنطفىء مما انعكس ايجابا على واقع المقاومة ضد اعتى نظام فاشي عرفته الانسانية وهو نظام البعث الصدامي الكافر .
الشهيد الحكيم رغم المضايقات الدولية التي تعرض لها في وقتها ورغم وجود دعم لامحدود لنظام صدام المجرم من قبل امريكا والغرب ودول الخليج لكنه استطاع اثبتت شخصيته الثوريه وحجمه المقاوم في الساحة العراقية وذلك يعود لانه كان مع الله وفي طريق الحق الالهي وطريق سيد الشهداء الامام الحسين ( ع) .
ان ما اسسه الشهيد الحكيم من ركائز مقاومة وجهاديه هي التي جعلت للمقاومة الاسلامية في العراق وجود على الارض وبكل قوة لانه كان جوهر الثورة ومنيرها ورمزها الروحي والذي تغنى به المجاهدين والابطال وهم في ساحات مقاومة البعث الكافر طيلة عقود من الزمن .
دول الاستكبار العالمي وايتام البعث الكافر لم يروق لهم ان يروا الشهيد الحكيم قائد اسلامي في العراق يقود الشعب نحو الرفعه والتحرر والعطاء والجهاد فعمدوا على وضع خططهم الشيطانية الخبيثه لاستهدافه والقضاء على مشروعه الاسلامي الثوري في العراق والذي رسمه بتضحيات كبيره وعظيمه لا تقدر بثمن وفعلا حصل له ما ارادوا لان بطبيعة الحال القادة المجاهدون يستشهدون على ايدي شرار الخلق لتكون له درجات اعلى واكبر عند ربهم العظيم .
( وينه الحاربك وينه … صدام النذل وينه ) عبارة قوية ومعبره اطلقها الشهيد الحكيم هزت كيان البعث الكافر واذنابه العملاء قبل ان ينهي حياته الشريفة المباركة مجاهدا ومدافعا عن وطنه ودينه .
أن الأحرار والقادة والعلماء المجاهدين المدافعين عن وطنهم يأتون دائما فى الوقت المناسب والعصيب ويحتفظ لهم التاريخ بالكثير من العبر والمواعظ ولكن رحيلهم يعز على الخيرين والشرفاء والمقاومين كذك شهيدنا الحكيم سيبقى صفحة عز وفخر تعز على الابطال والمجاهدين وعطاء دمائم ومنار للمقاومة الاسلامية البطلة فهو لم يموت لان القادة العظام اصحاب المبادىء لا يموتون فهم مشروع مقاوم بطولي وثوري قائم ما بقيت الليالي والايام .
رسالة واحدة محذوفة في هذه المحادثة. راجع الرسالة أو احذفها نهائيًا.