تدخل منطقة الشرق الأوسط منعطفا خطيرا، باعتراف عالمي وتدافع إقليمي للسيطرة والنفوذ، تتقدمهم دول المتصارعة مع داعش، العراق أولا وسوريا ثانيا، واليمن ثالثا، تلك الدول الأكثر وضوحا على شاشة اللعب الدولي والإقليمي.
العراق يكافح من اجل الحرية، وينزف دما ومالا، كي لا يكون تحت وصاية احد كما يحصل في سوريا، التي أصبحت تحت الرعاية الروسية، لذا معركتنا كانت الأكثر تحديا ومراهنة، بسبب أمريكا وحلفائها الرافضين إنهاء داعش!
اليوم بعدما سحقت جرذان الدولة، بإقدام العراقيين، وبات الوطن على أبواب النصر العظيم، ندخل مرحلة مصيرية، مرحلة ما بعد داعش، تسجل من اخطر وأصعب واهم مرحلة يمر بها العراق، في ضل تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية مهمة، ترسم ملامح وطن لعشر سنوات قادمة.
أطلق التحالف الوطني مشروعه ورؤيته الشاملة، بورقة سياسية نضّجت على مدى تسعة أشهر متتالية، تحت مسمى (التسوية الوطنية)، واجهت جدلا واسع، لدى الطبقة السياسية والمجتمعية على حد سوى، بعضها جاهل والآخر بقصد. يمكن اختصارها بخمسة أصناف من المعترضين:-
أولها الرافض للمشروع دون سبب ،اقول له “ما هو المشروع البديل” والصنف الثاني هو ذاك المتحفظ على التسوية لأنه لم يكن طرفا فيها، الحل مع هذه الفئة هو بدعوته للتشاور ومناقشة التسوية الوطنية إن كانت المشكلة مشكلة تشاور فالباب “مفتوح للجميع ليأخذ دوره ويكون شريكا في التسوية”.
في حين كان الصنف الثالث من الموقف من التسوية هو رافض المشروع بحثا عن المزايدات السياسية وتعبئة الشارع للخروج بمحصلة انتخابية، نخاطب متبني هذا الموقف من التسوية بالقول ” لا وقت للمزايدات وهناك تاريخ سيكتب وأجيال ستشهد عن من هو وطني ويغلب مصلحة الوطن وبين من كان يبحث عن مكسب انتخابي هنا أو هناك” كلام موجه للمزايدين على التسوية لكسب الجزئيات.
الصنف الرابع من الموقف من التسوية كان ممن لديهم موقف ايجابي من التسوية ويستدركون عليها بتساؤلات عن ماهيتها ومع من وعلى ماذا وما هي الضمانات وهنا يكون الجواب ” التساؤلات مشروعه والتسوية لا يمكن لها إلا أن تكون واضحة وشفافة وتحت النور وبعض التساؤلات تجيب عليها ورقة التسوية وبالإمكان مراجعة الورقة والاتفاق على أجوبة للتساؤلات الأخرى”، في حين كان الصنف الخامس من التسوية هم متبنيها والمدافعين عنها من التحالف الوطني ويسيرون بها بخطى ثابتة ويطلعون شركاءهم في الوطن عليها.