23 ديسمبر، 2024 10:49 ص

بارزاني فض شراكته مع العرب وعليه ان يتحمل ما صنعته يداه

بارزاني فض شراكته مع العرب وعليه ان يتحمل ما صنعته يداه

اقدام رئيس الاقليم مسعود بارزاني على الاستيلاء على حقول النفط في كركوك يمثل فض شراكة ورفض صارخ للتعايش السلمي مع باقي العراقيين واعلان حالة من العداء المتطرف المستفز للطرف الاخر ، اذ ان بارزاني صنع المبررات الكافية لسعي العرب العراقيين على استعادة الحقوق المغتصبة من جهة الكرد .
ان ما صنعه بارزاني لا يمثل تقريرا لمصير للكرد انما هو تمرد ومؤامرة مبيتة تحتاج الى الوقوف عندها واستعادة شريط المواقف الكردية السابقة التي كلها تصب في مصب مخطط حيك بعقلية يهودية صرفة .
ان بارزاني كان يعتقد انه وصل الى غاية منتهى امنياته بالحصول على ما يريد ، لكنه في حقيقة الامر هو تصرف في غاية الغباء ، لان الحصول عنوة على بعض المكاسب لا يأتي على حساب الاستقرار في البلاد ، فعلى بارزاني ان يعرف ان حالة العداء التي يكنها للعرب دفعتهم الى الرغبة باستعادة كل ما اغتصبه ، واذا كان العرب في السابق رضخوا لبعض المبررات والخصوصية القومية الكردية ، الا ان المرحلة الحالية اكدت عروبية الموطن الذي يقطنه الكرد ، لاسيما بعد التحركات المشبوهة وردود الفعل الاخيرة .
واذا كان بارزاني يراهن على بعض المهادنين من العرب (الاقوياء) المالكين للوجود في العملية السياسية فهو لا يلام على هذا ، لكن اللوم كل اللوم على هؤلاء العرب الذين سكتوا عن تصرفات بارزاني اما خوفا على بعض المصالح داخل اقليم كردستان او خوفا على تصدع علاقة شخصية مع بارزاني نفسه .
فلو كان هؤلاء شركاء مع بارزاني فان الشراكة لا تكون على حساب مصلحة الوطن والمواطن ، وفي هذه الحالة فانهم محاسبين امام الله والتاريخ عن كل مواقفهم هذه .
ان بارزاني للاسف الشديد فتح بابا عليه وعلى اقليم كردستان لن يغلق ابدا الا باستعادة الحقوق ، حيث اعاد الاقليم الى عصور الاضطرابات والخوف والمستقبل المجهول ، لاسيما في ظل الاضطرابات التي اكتنفت المنطقة ككل ، فاذا كان التشجيع التركي مبررا له بكل تصرفاته ، فعليه ان لا ينسى الغضب الايراني الذي يمثل غضبا روسيا ، ليعلم بارزاني ان العراقيين سوف يلتفتون اليه بقوة بعد ان ينتهوا من تنظيم داعش الذي ساهم هو بادخاله شمالي العراق وتسليم الموصل له .