18 ديسمبر، 2024 9:33 م

بارانويا العنصرية

بارانويا العنصرية

**
ليس ووهان التي ابحث عنها في الضياع
ليس طهران التي ابحث عنها
ليس بغداد التي ابحث عنها
لا ولا ساحات روما
انما ابحث عني في عناوين الضياع
*
طاغيا كان الحضور
ان وُهان التي سنت لها كل النصال
وحدها ترخي الخصومات اللئيمة
لوميض الحاضر المصقول بالبعد القريب
ان ووهان التي تقفرّ في قلب الضجيج
نبضها ليس بعيدًا
فهو حولي
بين اشيائي وأثواب هوائي
ومحطات وداعي
نحن كنّا
قد تشابكنا على جسر العبور
قبل ان تأخذني بين يديها
وتبوس وجنتي
قبل ان تضغط في خبث على كلتا يديَ وتوشوش
لا تهون ما تراه ظاهريًا
ان تفسيري الوحيد
كلنا نخسر في هذا العماء
لا نقاء
اهو الطالع في رجم الغيوب
ام ترى سوء النوايا؟!
فالطوابير كُثار
أي طابورٍ ينوسُ الان في حمّى الحِصار؟؟
*
ان ووهان وحيدة
وانا الان وحيد في لظى هذا الجحيم
انني الان مراقب
انني الان معاقب
انني في منطق الحَجْرِ واخلاء الشوارع
ليس للتجوال معنى
ليس إلا…
لرجال الامنِ والصحةِ والموت الزؤام
*
هل لها عهدُ صِلاتٍ
بانقراض الماشية
ام بصوت لقطار من “ثقافات” الرماد
ام كهول لـــِ “هويات” الخراب
ام بفقهٍ لعروق من “حضارات” الزوال
ام لها قربى بدين او جحود
كي تندّي شعرها في ماء مسجد
او تبيتَ بين اعواد صليب
او تنام الليل في معبد بوذي
ام تزرر ثوبها الغامض ما بين شعوب دحرجتها الشائعات
هل لنا ان نغلق الأبواب كيلا نتعرض
لعقوبات الهلاك؟!
هل لنا ان ننقل الان المعارك
من يمين الموت في قتل “الجماعة”
ليسار الموت في ضبط “المناعة”؟؟!!
…..
…..
عصرنا النَتن وباءِ العنصرية
كلنا ينسجُ للكلِّ مكيدة
أيها القادمُ غطّ بدخانِ الانقراض
الحكوماتِ الزنيمة
*
طارق الحلفي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ووهان الصينية، مدينة الطلبة الأقدم من بكين
والتي يزيد عمرها عن 3500 سنة