الهوية الثقافية والاجتماعية هي عبارة عن مجموعة من الصورالأساسية الثابتة في ذاكرة الانسان؛ و تُعبرعن ثقافة معينة لمجموعة ما من البشر اولفرد واحد ، وتهتم هذه الهوية بالتناسق بينها وبين العقل من خلال نبذ التطرف الطائفي والعرقي في جميع أشكاله ، وتعبر هذه الهوية كذلك عن الأفكار والتصورات والقيم والرموز والتعبيرات لمجموعة ما والتي تكوّن أمة ذات هوية وحضارة تختلف من مكان لأخر حول العالم ، ومن ثَم فإن الهوية المشتركة تكون هي المنبع الرئيسي الذي يُعبّر عن الخصوصية التاريخية لأي أمة.وتاريخ أي أمة هو السجل الثابت لذكريات هذه الأمة وماضيها ، ولا يمكن أن تشعر أي أمة بوجودها إلا عن طريق التاريخ الذي يوضح مسالكها ويعبر عنها ، ويميز التاريخ الجماعات البشرية عن بعضها البعض ، وطمس التاريخ هو الطريق الأول لإخفاء هوية الأمة وتشويه ملامحها ، ومن هنا وبتحرك ذاتي وبشعور من باب المسؤولية التاريخية شرعت بكتاب هذه المواضيع التي طبعت في ذاكرتي ومن خلال البعض من الاعزاء لنقل صور حقيقية لجزء يسير من تاريخ مدينتي العظيمة بغداد دجلة الخير والعطاء ولبعض الشخوص الذين عاصرتهم والحوادث التي أثرت فيأنفسنا وتتسابق الذاكرة بين حين وآخر لاعادة تصويرها من جديد على هامش الحياة اليومية، من المواقف التاريخية التي سجلت لمنطقة باب الشيخ والتي اتصفبها هو التمرد على الحاكم العثماني وكان فيها من الاشقياء المعروفين آنذاك بشجاعتهم وتحديهم للسلطة العدد الوافر منهم وكانت مقهى ملا حمادي في منطقة المربعة مكان لتجمعهم فيها وتم الاستعانة بهم للذهاب الى باب الطلسم من اجل فتحها لغرض دخول قوات حلب لفتح بغداد وتخليصها من وضعها المأساوي في ظل الحكومة العثمانية وتم أسر الوالي وارساله الى اسطنبول مغفوراً . كما ان أبناءها كانوا مواظبين في أيام الصيف بالذهاب الى نهردجلة الذي لم يكن بعيداً عن المنطقة إلأ ببعض المئات من الأمتار لغرض السباحة وتعليم ابنائه اصول التعليم للسباحة الصحيحة وذلك بربط الاولاد بحبل مربوط عليه كرب النخيل يوضع على ظهور المتعلمين من اجل مساعدتهم في السباحة ولا ينزل الغيرمتعلم إلأ مع اشراف معلم يعلمه اصول هذه الممارسة خوفاً من الغرق لان مجرىا لماء كان شديداً في بعض ايام السنة وقد شجعت هذه الطريقة الجاليات الموجود من النساء للنزول الى النهر والمشاركة في مزاولة هذه الرياضة الممتعة وقد تخرج من العراق سباحين مشهورين مثل السباح العالمي قاهر المانش علاء الدين النواب افضل سباح عراقي في التاريخ «سمكة دجلة» كان يطلق عليه بعد أن استطاع في 27 أغسطس 1959 عبور بحرالمانش ليفوز كأول سباح هاوٍ بمسابقة ضمت محترفي السباحة في حينها و هو من اشهرالسباحين البغداديين، والذي لم يظهر مثيل له في بغداد قبله وبعده حتى يومنا هذا حيث تتابع هذه الرياضة بحكم عشقها لها وبحكم معرفتهم السابقة بسمكة دجلة الذهبية علاء الدين النواب، وكانوا يغادر المكان الذي يسبحون فيه حال حضوره احترام لكفاءته في السباحة، ولانه بعمر يزيد على عمر كثيرا منهم . وهو من عائلة النواب المشهورة صاحبة الثراء والغنى الكثير و الاملاك في الكرخ والرصافة والكاظمية وكربلاء والنجف اصحاب الشريعة (بكسر الشين) المعروفة بالكرخ بمحلة الجعيفر، والبيتالكبير المطل على نهر دجلة، حيث يأتي أبناء بغداد للسباحة في شريعة النواب لذلك انطلقت البستة البغدادية المشهورة((نوري السعيد القندره وصالح جبر قيطانه)) :ولم تكن النوادي مشهور في ذلك الزمان انما كانت الزورخانات وهي مكانات تعلم المصارعة ورفع الاثقال والملاكمة ورفع القوى والحركات البهلوانية والذي اشتهر منهم البهلوان صادق صندوق والذي توفي في أواخر السبعين من القرن الماضي .تولى فيصل الثاني ابن الملك غازي الحكم تحت الوصاية وهو لم يبلغ الثالثة من عمره، وكان نوري السعيد هو الذي يدير الدولة، واندلع في هذه الأثناء انقلاب رشيد عالي الكيلاني يعني عام 1941، واستمرت حالة من عدم الاستقرار تخيم على الأوضاع السياسية في العراق تخللتها ثورة القبائل الكردية عامي 1945 و1946 ثم معاهدة التعاون العسكري المشترك بين العراق والأردن عام 1947، وانتفاضة أكتوبر/ تشرينالأول 1952 التي طالبت بانتخابات مباشرة والحد من صلاحيات الملك و أججت انتخابات عام 1954 ما كان موجودا من توترات داخل النخبة السياسية الحاكمة. فالحرية النسبية التي جرت في أجوائها تلك الانتخابات كانت، إلى حد بعيد، نتيجة للكراهية التي كان يكنها الوصي على العرش عبد الآلة، إزاء نوري السعيد، بسبب سيطرة الأخير، عن طريقحزبه (حزب الاتحاد الدستوري)، على البرلمان (51). وكان الوصي عبد الآله على قناعة بأنه لا يستطيع زيادة عدد الأعضاء المستقلين داخل البرلمان الجديد، وبالتالي إبعاد سيطرة أعضاء الحزب الدستوري، إلا عندما يستغل فرصة وجود نوري السعيد خارج الحكومة، وتواجده في الخارج. لكن نتيجة تلك الانتخابات لم تكن فقط نتيجة للمشاحنة الشخصية بين عبد الإله ونوري السعيد، وإنما كانت، أيضا، نتيجة خلافاتهما السياسية، بشأن هل يقيم العراق وحدة مع سوريا. ورغم أن نوري السعيد كان قد حذر، من مكان تواجده في لندن، عبد الإله، بأن حزبه الدستوري يجب أن يضمن بين أثنين وسبعين وثمانين مقعد داخل البرلمان، إذا أريد ضمان استقرار سياسي جدي في البلاد، إلا أن الوصي على العرش تجاهل تلك النصيحة. وفي عام 1958 وقع العراق والأردن على اتحاد فدرالي فيما بينهما وخلال العهد الملكي حصلت مجموعة من الانتخابات الصورية التي كانت النصيب الاكبارهو لكبار رجالات العشائر و الاقطاعيين وأصحاب المال والقريبين من الدولة وان فيها مخل للحرية للمواطن من انتخاب من يراه مناسباً أو يرغب ويثق به للوصول الىمجلس النواب ومجلس الأعيان ليمثل ..وينقل لي اخي الاكبر الاستاذ عبد الوهاب يارة مدرسة اللغة الكوردية في اعدادية الكفاح سابقاً ،ان وسائل الاعلام للانتخابات منقبل المرشحين كانت محصورة في عجلات ( سيارات ) بيكب وعليها مكبرات الصوت تجوب الشوارع ويجلس شخص ينادي انتخبوا فلان الفلاني .. فهو ممثلكم الحقيقي ..وحسبما ينقل من ان مكتب المرشح عواد علي النجم وهو المرشح عن منطقة باب الشيخ كان يقع في بداية الصدرية من جانب شارع الكفاح في الفرع المؤدي الى سوق الصدرية وكان يشاهد العجلة وهي تمر وعليها مكبرة الصوت ويصرخ من داخل السيارة المرحوم السيد ستار مامه حسين انتخبوا مرشحكم الاستاذ عواد علي النجم و كان الاطفال يركضون خلفها وبكل براءة وهكذا لبقيت المرشحين وطبعاً لم تكن وسائل الإعلام متيسرة في ذلك الزمان كما هي الحال اليوم حتى أن العديد من الصحف كانت تمتع عن نشر صورللمرشحين خوفاً من الملاحقة للتحقيق او السجن . يتبع