الحياة والذكريات … نعود بافكارنا لزماننا ونفتش بين ثناياها ضحكات السعادة وتأخذنا الأحاسيس إلى أحلامنا، ونرى الثواني تمضي من أمامنا، ولا تزال نفس المشاعر فينا،ودفاترنا لا زالت مملوءة برسوم طفولتنا ومقاعدنا لا زالت تحوي دفء حكايتنا.وأناس يذهبون كصُوَر عديدة تَمُر فِي مُخَيَّلَتِنَا لاشخاص كَثُر نتعرف عَلَى البَعْض مِّنْهُم ،وَالْبَعْض الْآَخَر يمرون كَصُورِ مشوشة لَا تظهر مَعَالِمُهَا نختنق عندما نشعر بالشوق ولا نستطيع رؤية من نشتاق اليهم ،طبعاً لا تَخلو حياتٌنا من تنوُّعِ الأشخاصِ فيها ، ويتركون في المكان ذاكرة مشتعلة بالصوروالمشاهد والمعاني الجميلة والخصال النبيلة، والصفات الأصيلة ويبقون هكذا يزرعون في النفس عشب الاشتياقات،ولكن ما احلى تلك الايام عندما كنا في ذلك الزمان وفي ذلك المنزل الجميل الذي حوانا ،كم منزل في الأرض يألفـه الفتـى… وحنيـنـه أبـدا لأول منـزل،ولن تبرح هذه المشاعر نفوسنا حتى توارى في الثرى. ورهبة الغياب المريع،يشاغبوننا بابتساماتهم الزاهية، والتي مرت على شفاه لم تنفرج إلا عن الكلام المشبع بمفردات أشبه بالنقش على سرر الحياة حالة من الحنين تأخذنا من وقت لآخر للزمن الذي كنا فيه أطفالا، نجري هنا وهناك، لا نلقي بالا لأي شئ، زمن كان أكثر ما يشغلنا هواللعب، الصباح بالنسبة لنا هو بداية اليوم للمدرسة حيث نلتقي أصدقائنا في الطريق في المدرسة ،تزخر حروفهم، أعمالهم بنيات مختلفة، ساميات مزملات بنون الحب، وقلم الكلام العذب، وما جاش في الخاطر من مغزى ومعنى، كانوا هم فيه الغصن الرطيب، والكفالخضيب، والحلم الخصيب، او يذهبون نحن الموت المحقق لكل انسان دون غضب ولاعتب ليلاقوا رب السموات والأرض . إن فهم التاريخ وإيلاء الاهتمام لها أمر حاسم بالنسبة الذين يتعاملون مع المجتمعات التي عانت من الظروف المختلفة على أمل استيعاب الدروس التي قدمها التاريخ.ويمكن لقلة من الناس فقط تذكر كل يوم من حياتهم بتفاصيل هائلة، وبالنسبة لمعظمنا فإن الذاكرة تشبه مشاهد وقصاصات متقطعة وغير واضحة أو باهتة أحيانا عن أجزاء من حياتنا وماضينا، كما تتلاشى كثير من اللحظات الأخرى مع مرور الوقت،أشخاص فقدناهم ، وأشخاص نسونا ، وأشخاص تغير طبعهم ، وأشـخاص ظلوڪ-;-ما هم ، وأشخاص غابوا عنا رغم عنا وعنهم .. لكن بالنسبة لأصدقائنا المصابين بفرط الاستذكار فإن ذاكرتهم عبارة عن شريط يحفظ كل المشاهد بلا استثناء، ويعرضها أمام أعينهم كأنهم يعيشون المشهد من جديد ،على كل حال ان هناك اشْخَاص عِنْدَمَا يَمُربِهِم “شريط الذكريات نَقِف كثيراً عِنْدَهُم وَنستحضر صُوَرَهَم وَنتامَلَهَاهُم أَشْخَاص وضعهم الْقَدْر فِي طريقنا لَا نَعْرِف لِمَاذا وَكَيْف؟ لَكِن جَلمَا نَعْرِفُه انهم مازالوا يَسْكُنُوْن ذكرياتنا وَقلوبنا تتذكرهم وتقع صورهم امام اعيننا وكلماتهم تسرق سمعنا رَغْم غيابهم وابتعادهم عن عيوننا وَكَأَنَّنَارَأَيْنَاهُم مُنْذ لَحَظَات غريبة هي الذكريات وتبكينا اجملها .. وتضحكنا اقساها”،لابأس من أن يكون ماضينا أفضل من حاضرنا، و لكن الشقاء الكامل أن يكون حاضرنا أفضل من غدنا، يا لهاويتنا كم هي واسعة،الماضي بشكل عام لا يهم الناس كثيرا بقدر مايهمهم ماضيهم الخاص بكل ما يحمل من تفاصيل.حديثي في هذا الجزء هم أناس عرفناهم فيها من اللذة الكثير واختلفت بصماتهم وهم في الحشى يسكنون رغم قساوة التشتت والفراق المكاني والزمني …الجنون هو عدم القدرة على السيطرة على العقل أو هو مجموعة من السلوك الشاذة التي تميز أنماط من الأعمال يقوم بها هؤلاء الأشخاص بدون وعي وادراك و رغما عن ارادتهم والذي يؤدي إلى انتهاك المعايير الاجتماعية وقد يصبح هؤلاء اشخاص يشكلون خطراً على أنفسهم أو الآخرين ، في لحظة معينة وقد تستمرعدم القدرة على السيطرة على العقل فترة ما. وعدم القدرة على السيطرة على العقل هو المفهوم الوحيد للجنون،محمود المخبل كان شاباً ولا نعرف كيف اصيب بنوع من اللوث العقلي فكان يسير بهدوءمنكفئ على نفسه متأبطاً همومه لوحده ولكن شيطنة البعض لم تروق لهم إلأ التحرش واثارته لينقلب الى ذئب كاسر ليرمي هؤلاء بكل ما يقع في يديه من الأرض ، فيصيب انسان مار دون ان يكون له علاقة بالامر او لا يصيب ويهرب من يهرب أمامه دون التفكير بالعواقب ( المهم انهم يزهون بكلمات.. هي هي محمود المخبل لابس عبات امه وتسليمه لطمه )، او حمودي الشادي اسطورة الخمر ،النموذج العجيب في الحياة الذي اتخذ زاوية من تكية المحلة وعمل لنفسه غرفة من الاخشاب والكارتون وهو في حالة سكر دائم لايعرف معنى لمجريات الليل او النهار.. ولا شغل ولا عمل له إلا العطايا من بعض أولاد المحلة استعطافاً..وأولها قيمة ربع العرق. وملابسه رثة وجسمه لا يعرف الماء حتى في الشهر لمرة واحدة،،،حدث وان حصل على إرث من بعد وفاة والده. ويقال ان المبلغ كان لا بأس به وكان في استطاعته أن يبني لنفسه حياة جديدة ، ولكن اشترى دراجة هوائية وركب عليها من ادوات الزينة الكثير ،هورن، بوق،اوراق ملونة تدور مع سيرالعجلات، جرس، وماشات ملونة وهو يسيرفاتحاً صدره كطاووس يتمخطر ويدور برأسه شمالاً ويميناً ويغني الاغاني الهزيلة …وفي احدى الايام وكان في نشعة الخمر وإذا بعجلة تصدم فيه ويسقط على الارض و يظل طوال حياته المتبقية خليل الفراش حتى وافاه الاجل،،،،والجنون فنون … يتبع.78