23 ديسمبر، 2024 4:34 ص

باب الشيخ الحافلة بالتاريخ ج 17 الافراح والمناسبات القسم الطهور( الختان )

باب الشيخ الحافلة بالتاريخ ج 17 الافراح والمناسبات القسم الطهور( الختان )

من المناسبات الاخرى التي تشترك باب الشيخ بها بالتشابه مع كل مناطق العراق والتي هي اسلامية الوجوب و هي عملية خَتن قُلفَة الذَّكَر أي إزالته، ويجب ختان الذكور، ويستحبّ إيقاعه في اليوم السابع، «وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): طهّروا أولادكم يوم السابع; فإنّه أطيب وأطهر وأسرع لنبات اللحم، وإنّ الأرض تنجس من بول الأغلف أربعين صباحاً »ويجوز التأخير عنه، وإن تأخّر إلى ما بعد البلوغ يجب عليه أن يختن نفسه; حتّى أنّ الكافر إذا أسلم غير مختون يجب عليه الختان وإن طعن في السنّ ولا يجب على الوليّ أن يختن الصبيّ إلى زمان بلوغه، فإن بلغ بلا ختان يجب على نفسه وإن كان الأحوط أن يختنه والعادة منتشرة بين كثير من الأجناس والشعوب ومنهم الفراعنة واليهود

وبعض الطوائف المسيحية والعرب قبل الإسلام. وفي العهد القديم أمر إبراهيم عليه السلام بالختان وختن أبنائه و أوصاهم به وعلى ذلك سار المسلمون الآن حيث أن الإسلام وصاهم به وكذلك” الكتاب المقدس إلى الختان: “يُخْتَنُ خِتَانًا وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا.* وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي»وقد أسقطته البعض من الكنائس في العهد الجديد أي أغلب الكنائس لا تلزم أتباعها بها ولا تمنعهم، والختان الشرعي: هو قطع القلفة الساترة لحشفة الذكر فقط، أما من يسلخ الجلد الذي يحيط بالذكر أو يسلخ الذكر كله كما في بعض البلدان المتوحشة ويزعمون جهلا منهم أن هذا هو الختان المشروع فما هو إلا تشريع من الشيطان؛ زينه للجهال وتعذيب للمختون ومخالفة للسنة المحمدية والشريعة الإسلامية التي جاءت باليسر والسهولة والمحافظة على النفس.ولهذا فقد عمل ابناء منطقة باب الشيخ على الالتزام بهذا الأمر وتطبيق الشريعة للفوائد الجمة التي يكسبها الشباب عند تطبيق هذه الممارسة .ولها تقام مراسيم خاصة وعادة ما تكون هناك زفة تجوب المناطق القريبة من الدار مشياً على الاقدام او في الحارة ويتم اجرائها قبل يوم الطهور،وحفلة “ختان” الأولاد أو ما يُطلق عليه باللهجة العراقية “الطهور” هو من العادات والتقاليد المهمة التي توارثها العراقيون بشكل عام وبالمناسبة عندما قرر والدي رحمه الله ان ان يقوم بهذه الشعيرة ونحن كنا ثلاثة اولاد قام بتبني المراسيم زوج عمتي المرحوم هاشم جاسم ذلك الانسان الكريم وصاحب النخوة والشهامة رحمة الله علية بعد أخذ الموافقات الاصولية من مركز شرطة باب الشيخ القديم وقد لازمته في تلك الليلة الى أخذ الموافقة وكان المركز خالياً من النزلاء إلأ نزيل واحد هو مجيد قنبلة وهو من السراق المعروفون في ذلك الزمان وكان مشدود بالكلبچة على شباك الموقف وقد أعد ابو سلام ثلاثة ليالي لازالت عالقة في ذاكرتنا وشملت المراسيم خروج الزفة تتقدمها الفرقة الموسيقية وهي تعزف أغانى ذلك الزمان ( شيش كباب ،والافندي ،اشتقنا ياحلو والله اشتقنا …الخ،) وتحركت الزفة من بيت خالي المرحوم حسن عزيز وهو والد البروفسور كامل حسن البصير في القرب من موكب ميرعلي والمجاور لحمام الأمير في الكولات مشياً باتجاه شارع الهادي وثم ساحة النهضة .. ساحة سينما الفردوس ( ساحة الملك غازي ) سابقاً واستدارت الزفة نحو شارع الملك غازي ( شارع الكفاح ) باتجاه الباب الشرقي ومر من امام حلويات الحاج جواد الشكرجي وكانت تتساقط علينا أنواع من الملابسات والجكليت والحامض حلو من جميع الأطراف من الاقرباء والاصدقاء وحتى الغرباء على رؤوس المشاركين في الزفة مع الهلاهل والزغاريد تتعالى من النساء بعد ان عرفوا والدي وهكذا استمرت الزفة من امام مركز الشرطة القديم المجاور لبيت عمي الحاج احمد الاحمدي( امدوگ ) وثم منطقة باب الشيخ وشارع الكيلاني وعكد الشيخ رفيع الذي ازدحم بالمحتفلين من أبناء الطرف ثم الى البيت وكانت تتقدم الزفة مجموعة العاب المصنوعة من الاقمشة البيضاء واعلام بيضاء وتحرك من قبل الحامل ونحن كنا انا واخي الكبير في مقدمة الزفة بعد ان وضعوا أمامنا قطعة بيضاء مطرزة بشكل فني دقيق بالبولك والشغل السوري المعروف في ذلك الزمان وعملت بجهود مشتركة من قبل اخواتي الكبيرات يرحمهم الله وكان اخي الاصغر محمولاً من قبل زوج عمتي لانه كان اصغر عمراً منا ولم يكن يبلع الستة أشهر في هذه الزفة والحفلة الطربية كانت في الليلة التي سبقت يوم الختان «ولعل شكل المطهرجي بلباسه الجميل والحقيبة المزودة بالعدة كانت جميلة جداً >

العوائل في باب الشيخ كانوا حريصون على اتباعها وممارستها فضلاً عن إعطائها اهتماماً استثنائياً سواء من خلال طقوس الاحتفالات أو عبر الاستعدادات التي تسبق هذه المناسبة التاريخية لجنس الذكور!، و جرت عمليات الختان لنا في الصباح الباكر، من اليوم التالي، وكلعادة حيث كان الأولاد يرتدون “الدشاديش” الملونة الزاهية منها ذات اللون الأبيض، أو الوردي، أو الأصفر، أو الفستقي أو السمائي وغيرها، وقبل يوم الختان كانت تقام مراسم الحلاقة لأبطال “الطهور” مع وضع الحناء على أجزاء من الكف أو الأصابع. .

لعل شكل المطهرجي ” الازعرتي ” مازال عالقاً في ذهنية الكثير منا خاصة وأنه كان يمثل حالة الخوف والرعب عند الأطفال لارتباطه بالدم والدموع و بالموسى والمقص ، بحيث كانت حقيبته الكبيرة الجلدية “البنية أو القهوائية أو السوداء تمثل نذير شؤم وفزع لدى الأولاد الذين لم يخوضوا هذه التجربة بعد وخصوصا وأن “المطهرجي” كان يحظى باهتمام الحضور باعتباره “البطل” الذي سيقوم بالعملية أو المهمة التاريخية وسط حشد من الجماهير التي كانت تحضر باكراً للمشاركة في هذه المراسم وطبعاً تحضر القابلة التي ولدته لتشارك الحفل في ان تضع الحناء في يده !ويدعو الوالد اولاد الجيران والاصدقاء الى الزيان هؤلاء الاولاد والاطفال على حسابه الخاص ويحضر الحلاق ومعه العدة اللازمة للحلاقة وكثيراً ما يكون هو نفسه الختان ، ويجلس الولد المحتفى به وسط الدار فيتم حلاقته اولاً وتقوم الفرق الموسيقية بعزف انواع من الموسيقى المفرح ويبدأ بحلاقة الاولاد وتعد انية عادة ما كانت من الصفر او الفافون يجمع فيها الهدايا من المبلغ وتكون من حصة الحلاق ثم تعد مائدة الطعام للمشاركين في ذلك اليوم . ويحضر الازعرتي في اليوم الثاني صباحا ويرتدي الملابس الخاصة به وتكون على الأغلب عملية وراثية من الاب او الجد اولا يكون وراثي، ويخلع الولد لباسة الداخلي ويوضع تحت مخدة ترفع عن الارض، ثم تفتح فخذيه يمين ويسار ويمسك بشكل محكم من احد الافراد وبعد ان يتم الاجراء ويزداد صوت الموسيقى للتغطية على صراخ الولد و يترك الولد في الفراش والهلاهل تتوالى من النساء المشاركات بعد أن يحضر له البشتمال ليعطى به وهو قماش أحمر خفيف والمس ويتميز بالبرودة ويراقب حتى يقلل من الحركة واذا اراد ان يخرج خارج الدار يجب عليه لبس الدشداشة ويمسكها من وسطها بأصابعه بحيث يبعدها من الالتصاق بمكان الاجراء كي لا يؤلمه ( يلجمه ) بعد اسبوع او اكثر يذهب به المطهرجي الى الحمام وبعد الغسل يعود الولد الى طبيعته إلأ بعض الحالات