25 نوفمبر، 2024 12:13 م
Search
Close this search box.

باب الساعات واحزان آل محمد عليهم السلام

باب الساعات واحزان آل محمد عليهم السلام

بوابة الساعات، هي أحدى أبواب دمشق، او الجامع الأموي، ولكن اي باب هذا؟! باب الشؤم والأحزان، وباب المصائب ألزينبية، الباب الذي دخلت منه سبايا كربلاء، فلكل باب مصاب و ساعات، وأي ساعات حلت على سبايا آل محمد، عليه وآله أفضل الصلاة والسلام؟!

الناس يرثون من الاهل او الام مالاً وذهباً، الا مولاتنا زينب عليها السلام، ورثت الباب الذي ظلم مولاتنا الزهراء(عليها السلام) المقتولة المهضومة المكسور ضلعها، الباب الذي اسقط جنينها، باب العسر الزينبي، وهو أحدى بوابات الشام المشؤومة، بسبب باب الظلم والاحزان الذي ظلم فاطمة الزهراء (عليها السلام) وامتد الظلم الى باب الساعات، حيث دخل سبايا كربلاء من تلك البوابة الملعونة، حيث تهيء الكفر والجهل فيها، لجمع الحجارة لكي يضربوا سبايا كربلاء، ورأس ابن بنت نبيهم، ويدعون انهم من الخوارج والكافرين، يا اهل الشام أيها الكافرون مالكم تجهلون الحق؟ ما ذلك الضباب على عقولكم؟ مالكم تدعون الاسلام! وانتم تجهزتم لضرب راساً بلا جسد، ما لكم ألا تعلمون من هو صاحب الرأس الشريف؟ هذا رأس الحسين ابن علي ابن ابي طالب، وابن بنت نبيكم عليه وعلى آل بيته السلام.

مظلومية باب الدار الذي أحرق على مولاتنا الزهراء (عليها السلام) امتد لبوابة الساعات الظالمة، التي دخل منها سبايا العز والكرم، آل بيت النبي المطهرون، من باب الكفر الأموي، الذي أهان الدين والاسلام بجهلهم، وبغضهم للنبي محمد واله الاشراف عليه وعليهم أفضل واطهر الصلاة والسلام، كان الشاميون يستعدون لأستقبال السبايا، وهم يحتفلون ومعهم الطبول والدفوف، راقصين على جراح الأطهار، ومنهم من يطلب إحدى بنات آل محمد عليه السلام لكي تصبح جاريته، وهنا نذكر قصة سهل بن سعد الساعدي عندما قال: «خرجت إلى بيت المقدس، حتى توسطت الشام، فإذا أنا بمدينة مطردة الأنهار، كثيرة الأشجار قد علقوا الستور والحجب والديباج، وهم فرحون مستبشرون، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول فقلت ـ في نفسي: لا نرى لأهل الشام عيداً لا نعرفه نحن، فرأيت قوماً يتحدثون فقلت: يا قوم ألكم بالشام عيد لا نعرفه نحن؟! قالوا: يا شيخ نراك أعرابياً غريباً! فقلت: أنا سهل بن سعد، قد رأيت محمداً (صل الله علیه و آله و سلم)
قالوا: يا سهل، ما أعجب السماء لا تمطر دماً، والأرض لا تنخسف بأهلها! قلت: ولم ذاك؟ قالو: هذا رأس الحسين عترة محمد صل الله عليه وعلى آله يهدى من أرض العراق! فقلت: واعجباه . . يهدى رأس الحسين والناس يفرحون؟! ثم قلت: من أي باب يدخل؟ فأشاروا إلى باب يقال له: «باب الساعات» فبينا أنا كذلك إذ رأيت الرايات يتلو بعضها بعضاً، فإذا نحن بفارس بيده لواء منزوع السنان عليه رأس من أشبه الناس وجهاً برسول الله (صل الله عليه وعلى آله) .
فإذا أنا من ورائه رأيت نسوةً على جمال بغير وطاء، فدنوت من أولاهن فقلت: يا جارية: من أنت؟
فقالت: أنا سكينة بنت الحسين، فقلت لها: الك حاجة إلي؟ فأنا سهل بن سعد ممن رأى جدك وسمعت حديثه، قالت: يا سهل: قل لصاحب هذا الرأس أن يقدم الرأس أمامنا، حتى يشتغل الناس بالنظر إليه ولا ينظروا إلى حرم رسول الله، قال سهل: فدنوت من صاحب الرأس فقلت له: هل لك أن تقضي حاجتي وتأخذ مني أربعمائة ديناراً؟ قال: ما هي؟ قلت: تقدم الرأس أمام الحرم، ففعل ذلك، فدفعت إليه ما وعدته . . . .»

رغم كل ما جرى في كربلاء، على الامام الحسين (عليه السلام) وعلى عياله وسبايا كربلاء، من قتل وحرق، وسلبهم ما يملكون وقطع الماء و الاكل عنهم، في صحراء نينوى الا ان الاسى قد لاحقهم الى شام، وبواباته الحاقدة واستقبالهم بالحجارة، ورميها على الرؤوس المقطعة، يا له من عار لحقكم، أيها الأمويون ولعنة الله على من اتبعكم.

وقف سبايا آل محمد عدة ساعات، في تلك الباب الملعونة، بأمر من الملعون يزيد، لكي يهزأوا بهم ويرقصون على جراحات آل النبي الأكرم، وبعدها جاء أمّرَ يزيد أللعين بنُ أللعين، بإنزال السبايا من آلِ مُحَمّد صلى الله عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام، في خَرِبَة تصهرهم فيها حرارة الشمس، وقد ذكر أنّ الإمام زين العابدين عليه السلام كان يخرج منها ليروّح عن نفسه، فرآه المنهال بنَ عمرو يوماً في حالة يُرثى لها فقال له: سيّدي ما الذي أخرجك مع ما أرى بك من الضعف؟ فقال: يا منهال إنّ الخربة التي نحن فيها لا تقينا من الحرّ، لقد تقشّرت وجوه عمّاتي من حرارة الشمس، بأي دين تدينون أيها الأمويون؟ أتدًعون أنكم مسلمون؟! فإن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، كان يعطف على الاسرى ولا يعذبهم فأي نهج انتهجتموه؟! وما الذي جعلكم تقتلون ابن بنت نبيكم عليه السلام، وتعذبون عياله؟ اي ذنب فعلوه؟ وما هو ذنبهم ألأنهم ارادوا رفع كلمة الحق، واستمرار دين محمد صل الله عليه وعلى آله وسلم؟!

أحدث المقالات

أحدث المقالات