انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي خبر مفاده ان العتبتين الحسينية والعباسية تنويان تنظيم كرنفال او مهرجان في كربلاء لتغيير اسم محافظة بابل الى مدينة الحسن المجتبى وهذه طبعا ليست المرة الاولى التي يروجون لهذا الامر فقد انتشرت لافتات على واجهة السيطرات التي تربط كربلاء بمحافظة بابل وقد كتب عليها مدينة الحسن المجتبى في اشارة الى مدينة بابل وهي الى الان معلقة على واجهة تلك السيطرات ومنذ اكثر من ثلاث سنوات تقريبا واليوم يعاود هؤلاء الكهنة الترويج لهذه القضية ولكن هذه المرة اعلنوا انهم سيقومون بتغيير اسم المدينة علنا وفي مهرجان واحتفال يقام على هذا الاساس ولنا عدة ملاحظات وتنبيهات مهمة على هذه القضية ..ولكن ..
اعتقد ان تغيير اسماء المدن العربية هي سنة فارسية ورثها هؤلاء من اخوالهم الفرس فهناك مدينة المحمرة اصبحت خرام شهر والخفاجية الى دزفول والقادسية الى الديوانية وذي قار الى الناصرية . ان مدينة بابل تمثل حضارة العراق العريقة ففيها مهد الحضارات الانسانية واول من علمت الانسانية القراءة والكتابة واول عملية ديمقراطية في التاريخ وليس كما كان يعرف بان الديموقراطية ولدت في اثينا كما اكد ذلك المؤرّخ الايطالي مؤخرا ماريو ليفِراني في كتابه “تخيّل بابل” / ترجمة عزالدين عناية , حتى ان البعض من علماء الاثار الاوربيين ادعوا ان حضارة وادي الرافدين هي من صنع الالهة او مخلوقات من كواكب اخرى نظرا لطراز الاثار والحضارة التي عثر عليها في التنقيبات والتي ابهرتهم يقول احد العلماء الامريكيين في تصريح له لاحدى الصحف ما نصه
(ـ بنفس الوقت، فأننا نجهد بكل امكانياتنا للتعمق في معرفة تواريخ وتفاصيل وخفايا هذه الحضارة من خلال النبش والتنقيب والدراسات السرية، على امل فك اسرارها والسيطرة عليها والاستعداد لمواجهة كل مفاجأتها الغير منتظرة.( في اشارة الى المنقذ العالمي ) أننا نؤمن ان هنالك اسرار كبرى تحت الارض تركتها القوى الجبارة المؤسسة لها والمتحكمة بالكون. بل ربما هنالك ادوارا مفترضة لقوى معينة قادمة من كواكب اخرى قد ساهمت بتأسيس الحضارة في سومر وبابل. لهذا فأن من اهم غايات اجتياحنا العراق والسيطرة عليه، ان نستحوذ على آثاره المهمة وننقب بصورة سرية عن بعض الآثار الخاصة التي تقودنا الى تلك الاسرار المخفية الخطيرة. ليس صدفة ان اولى خطواتنا في اول يوم لسيطرتنا على العراق، اننا هيئنا لسرقة المتحف العراقي وتدميره من اجل التعتيم على استيلائنا على بعض الآثار المهمة. كذلك قمنا بالسيطرة على الموقعين الاثريين لمدينتي (بابل) و(اور)، وحولناهما الى معسكرين خلال عدة سنوات من اجل التغطية على عمليات التنقيب السرية بحثا عن بعض الآثار الهامة التي ستساعدنا
على فك اسرار هذه الحضارة الجبارة والسيطرة عليها.) كما من المعروف ان الملك الاشوري شلمنصر الثالث 824-858 قام بتدمير التحالف الساساني الفارسي واليهودي قبل الميلاد وهو يعد اول تحالف دولي في ذلك العهد ضد العراق واستطاعت بابل انهاء وتدمير هذا التحالف حتى ارغم الملك الاشوري شلمنصر الثالث ملك اسرائيل الى الركوع له ودفع الجزية عن يد وهم صاغرون ومن هنا فان هذه الحركة التي قام بها كهنة المعبد من اتباع الفرس في كربلاء تروم في ما تروم اليه القضاء نهائيا على اي رمز يشير الى الحضارة العراقية او الهوية الوطنية او الحضارية لاهل العراق وقطع اي صلة او ارتباط بهذه الحضارة ..والامر الاخر من تغيير اسم بابل هو محاولة طمس هذا الاسم الذي يقلق دهاقنة اليهود والفرس بسبب ووجود بعض الصحائف القديمة في التوراة تشير الى ان نهاية اسرائيل ومعها ايران الفارسية على يد بابل حيث جاء في رؤيا القديس بولس ما ياتي حول بابل ومحاولة تدميرها والقضاء عليها (ثم سمعت صوتًا آخر يُنادي من السماء: اخرجوا منها يا شعبي؛ لئلا تشتركوا في خطاياها، فتصابوا ببلاياها، فقد تراكمت خطاياها حتى بلغت السماء، وتذكر الله ما ارتكبته من آثام، افعلوا بها كما فعلتْ بكم، وضاعفوا لها جزاءَ ما اقترفت في الكأس التي مزجت فيها للآخرين، امزجوا لها ضعفًا، أنزلوا بها من العذاب والشقاء على قدر ما عظَّمت نفسها وترفهت”.)
ومن هنا يحاول الكهنة القضاء على اي رمز ممكن يشير الى بابل ووجودها حتى ولو كان اسمها او ما تبقى منها والاغرب من ذلك هوالسؤال ما علاقة الكهنة في العتبيتين المقدستين ببابل لماذا لايتركونها وشأنها هل كربلاء لا تكفيهم ام ان المخطط القادم للاقاليم سوف يضم كربلاء والنجف وبابل فيكون حصة السيستاني وكهنته ثلاث مدن الاولى مدينة الحسين والثانية مدينة الحسن الاضافة الى النجف ولاغراض توظيف اسم الامام الحسن عليه السلام لانهم يدركون حب الناس لاهل البيت وحتى لايثيروا سخط الناس وقطع الطريق على الرافضين لهذه التسمية من اكاديميين واساتذة واثارييين ومثقفين وغيرهم ومن هنا اطلقت التسمية لانهم يعتقدون ان هذا الاسم الجديد سوف يزيل اسم بابل والى الابد وما دروا ان حفيد الامام الحسن عليه السلام ( المنقذ والمخلص والانسان ) سوف يخرج من بابل ليقضي على كل الوحوش البشرية ويهدم الاصنام المقدسة ويحيلها الى ركام وهباء منثورا كأن لم تغن بالامس ..اننا ومن هنا ندعوا جميع المثقفين والاساتذة والاكاديميين والمهتمين بالحضارات ومنظمات الامم المتحدة المهتمة بالاثار والحضارة وخصوصا منظمة اليونسكو الى الوقوف بوجه داعش الثاني الذي يمثله كهنة السيستاني والاستفادة من الدرس السابق عندما هدم داعش الاول الاثار والتماثيل في مدينة الموصل ..