لاتخلوا الحياة من مشاكل كثيره ولايمكن الانسان ان يفر الى كوكب اخر ويعيش بأمان من تلك المشاكل ولو قرر الناس هربا من المشاكل لاصبحت الارض كوكبا مهجورا , تتوقف ثقافات الشعوب على مدى حبها وتشجيعها للعلم كما ان العلم يحصل عن طريق التعليم والذي ترتقي به الشعوب وتسود فيها حالة العدالة وتكافىء الفرص والدين الاسلامي اوصى بالعلم وهنالك الكثير من الايات في القرآن الكريم حثت على العلم , ومنذ بزوغ الدعوة الاسلامية شجع الرسول الكريم صل الله عليه واله على التعلم و اطلاق سراح المشركين مقابل تعليم صبيان المسلمين فبناء الشعوب وسمو رفعتها وتقدمها وانتقالها الى مستوى افضل يتم عن طريق التعليم , فالتعليم يستقيم ويصلح عقول البشر ويجعلها في بحث وفكر ويحتم على ارادة الانسان التمييز بين الحق والباطل والنور والظلمة وسبل المعرفة تقيك عن مشاكل وآفات العصر , الاغريق الذين اشتهروا بالحضارة من آثار وفلسفة وفنون وهندسة قالوا ( أن المشاكل الأجتماعية هي مشاكل عقلية بالدرجة الاولى ولادخل للظروف والقيم الأجتماعية بها , فاذا صلحت العقول صلحت اخلاق الناس واستقامة امورهم الاجتماعية ) ما اريد ان انوه عنه هي كثرة الاعتداءات المتكررة على الهيئات التدريسية وهم يبذلون عصار جهدهم ويمارسون اعظم مهنة في الوجود الانساني والتي لا يخلوا بيت من بيوت العراقيين الا وله قاسم مشترك في هذا الحقل التربوي من مدرس او معلم او مربي او تلاميذ يتعلمون على ايدي كوادر تريد ان تضع مفهوم العلم في عقول الناس وترتقي بثقافتهم وترسم لهم سبل تنجيهم وتحصنهم بل يستطيعون بذلك ان يكونوا رجالا لهم مواقع ومكانه مهمة في بلدهم بعد ان تعلموا في المدارس ونجحوا في اختباراتها ,يعجبني هنا قول الرسام والمهندس الكبير وعالم النبات ليونارد دافنشي حينما قال ( الفرق بين المدرسة والحياة أننا في المدرسة نتعلم الدرس اولا ثم نمتحن , لكن في الحياة نمتحن اولا ثم نتعلم الدرس) ,يؤسفني أن الاعتداءات على الهيئات التدريسية اصبحت متكررة ومن الظواهر الغريبة على مجتمعنا ومع شديد الأسف ان بعض شيوخ العشائر تساير المعتدي وتقف بجانبه حينما تذهب معه للفصل العشائري ولايختلف الأمر ان الاجهزة الامنية لازالت ضعيفة والقانون لايحمي المدرس ولايعطيه اي ضمانه وهو يؤدي عملا مقدسا وانسانياً وماتردد في الفترة الاخيرة حول تشريع قانون حماية المعلمين والمدرسين كان موضوع نقاش مستمر في أروقة مجلس النواب ولم يظهر الى النور بشكله الكامل ليحمي المعلمين والمدرسين من الاعتداءات والقانون يهدف الى حماية المعلمين والمدرسين من الاعتداءات والمطالبات العشائرية والابتزاز جراء قيامهم باعمال الوظيفة الرسمية مع رفع المستوى العلمي والمعيشي والصحي للمعلمين والمدرسين , جاء هذا القانون نتيجة الأعتداءات بالاسلحة الجارحة والقتل المتعمد على بعض المدراء والمدرسين فقد تم الاعتداء في محافظة بغداد على المعلم صالح مهدي من كسر بالجمجمة والاضلاع بسبب رسوب احد الطلاب اما في مدينة البصرة وفي مدرسة عقيل المالكي الابتدائية للبنات فقد تعرضت معاونة المديرة الى المشاجرة والضرب والاعتداء داخل المدرسة من قبل احدى افراد أسرة احد التلميذات, كما طعن عدة طعنات بألة جارحة مدير مركز امتحاني الأستاذ نعمة عباس من قبل احد الطلاب المتلبسين بالغش وعلى اثر الحادثة نقل المدير الى احدى المراكز الطبية ليتلقى العلاج , مع العلم ان ظاهرة الغش قد استفحلت بالفترة الاخيرة واخذت تنتشر بشكل كبيرة وادخلت اجهزة جديد لتساعد الطالب على الغش الالكتروني وقد كتبت مقال في عام2012 عن تلك الظاهرة وخطورتها وعدم السيطرة عليها لضعف امكانية وزارة التربية من استيراد اجهزة متطورة تساعد على حالات كشف الغش , وقد تعرض الكثير من المدرسين المراقبين الى الاعتداء والضرب في المراكز الامتحانية وخارجها دون رادع او صدار قانون يجرم تلك الاعتداءات كما تساعد الطالب في الحصول على معدل عالي يؤهله ان يدخل الكليات الطبية والهندسية مما يضطر البلد ان يخرج دفعات من الاطباء الفاشلين والمهندسين غير كفؤين لايتمتعون بأي مؤهل علمي وبنفس الوقت ان الغش يسرق جهود الطلبة المتميزين وربما يبث حالة اليأس والحزن في قلوبهم لما يرونه من عدم قانون رادع ليقف هذه الظاهرة المسيئة والخطيرة بحق التعليم ومن الجدير بالذكر ان اعداد الطلبة الذين يقدمون على الامتحانات الخارجية والدراسة في المدارس المسائية في تزايد كبيرليس حبا بالتعليم والحصول على شهادة من عرق الجبين والمثابرة وانما حالة الغش الالكتروني وبعض الاساليب الحديثة شجعت الطلبة على اداء الامتحانات الخارجية , وهذه معاناة المدرسين في كل عام لم يضع لها اي مسؤول في الدولة سيما الوزارة صاحبة المسؤولية الاولى اي رادع وتقف الى جانب الهيئات التدريسية في تلك المرحلة رغم تحسن الوضع الامني وتحقيق قواتنا وحشدنا الشعبي انجازات كبيرة في ميادين القتال, نتمنى ان ننجح في انهاء هذه الظاهرة والحفاظ على التعليم والمعلم كثروة عظيمة لايفرط بها أسوة ببقية الدول المحيطة بنا