17 نوفمبر، 2024 11:45 م
Search
Close this search box.

بئر ألم علي ..خيرٌ من الحديث مع السفهاء

بئر ألم علي ..خيرٌ من الحديث مع السفهاء

إن سيد اﻷلم اﻹمام علي (ع) كان يتألم وجرحه ينزف دون توقف جرحٌ تجرعه جراء سلوك شذاذ الآفاق وهم يتسيدون زمام الأمور ومقاليدها ،ويُقضي ليله باكياً ودموعه تخط طريقها كنهرٍ جارٍ على خديه … يبكي ﻷمرين أولهما ﻷنه أمتحن كعلي المعطاء الذي أفاض بعطائه علما للإنسانية في بيئةٌ لا تعرف معنى العالم والمصلح والمنقذ لهم وهو يريد انتشالهم من وسط ركام الجهل والتخلف ،وثانيهما أنه كعلي مدرسة الشجاعة التي تعلم منها الفرسان البطولة واﻹيثار يقتله دعيٌ شقي لا يعرف له نسبٌ وحسب في مفارقة للدنيا أن عمرو بن ود العامري قتله اﻹمام ..وقتل اﻹمام عبد الرحمن الذي لم يخض حرباً أو معركة وإنما خاض حربه ملبيا ما أرادته منه قطام رأس علي مهراً لها .تُعساً لك أيتها الدنيا الدنيئة ,وأنت تفتحين ذراعيك لمن باع نفسه وقيمه لواء الشيطان وكانت قيمته ما تخرج من بطنه..أي حال يعيشه علي وهو يخرج في وسن الليل وحده ماشياً ليأتي لبئر الماء ثم يمكث عنده ويضع رأسه به ويتحدث أليه عن همومه وأحزانه وأشجانه وألم ومعاناته وهو يُمتحن في اليوم ألف مرة مابين حاقداً وحاسد ومبغض ,ومخطط لمشروع العبودية ليعيده الى الأذهان بمظهر جديد ليقنع الناس به وينتهجوه, ليلحق به كميل النخعي وهو يرى دموع أميره تتساقط كالشلال في البئر ,وأقول لكميل : لا الزمان زمان علي ولا المكان مكانه .

إن أية أمة أذا أرادت الإصلاح فأنها تحتاج لمصلح مستعد للتضحية بنفسه ,والمصلح لديه مشروع أصلاحي يريد من خلاله نقل الأمة من حال لحال آخر هو الأحسن بلا شك ,لكن مشكلة مشروع الإصلاح يكمن في وعي الجماهير على احترام القائد والمضي وراؤه لا التشكيك والتنكيل به ,فهنالك مشكلتين في تلكؤ هذا المشروع الأولى :هو غياب وفقدان الوعي الجماهيري بمعرفة مالها وما عليها من حقوق وواجبات وبالتالي هي تركن للفوضى وللعقل الجمعي بأن يسيرها لما يشاء ,ونوع أخر من الجماهير تنظر نظرة العقد الذاتية باتجاه مصلحها وتسعى لتسقيطه وتشويه خطه لأنهم يريدون قائد إمعة على شاكلتهم يقودهم .

الثانية : هو وجود حاجز بين النخب النخبوية المثقفة المؤمنة بمشروعها الرسالي مع الجماهير فهي تنظر إليهم بنظرة الاستعلاء والفوقية باعتبارهم أفهم من غيرهم في قيادة الأمة ,ثم أنهم يريدون من الجماهير أن تصعد إليهم وليس هم من ينزلون لمستوى جراحهم وآلامهم.

أحدث المقالات