الهدنة ” الأمريكية ” المفترضة بين حماس واسرائيل , والتي يجري طبخها وكأنّه على نارٍ خافتة تعاني من نقص الوقود البطيء الإشتعال , وعلى يد أمهر الطبّاخين الدوليين من رؤساء مخابرات CIA واجهزة السافاك والشاباك الإسرائيلية , بجانب رئيس المخابرات المصرية , ومن دون حضور او مشاركة أيّ من وزراء خارجية الدول المعنيّة بهذا الشأن , ولا بتمثيلٍ من أيّ دبلوماسييّ تلكم الدول < وهذا أمرٌ له دلالاته وأبعاده التي لا تتطرّق لها وسائل الإعلام العالمية والعربية .! > , ومع الإقرار بأنّ الأمريكان على عجالةٍ في تنفيذ وتطبيق هذه الهدنة ( مع افتقادهم لآليّات الضغط على نتنياهو بعدم التشبّث بإبقاء قواته على محوري فيلادلفيا ونتساريم – اذا ما صحّت النوايا الأمريكية وبعيداً عن اضواء الإعلام ) , والذي كأنّ ذلك الشريط الحدودي الضيّق المساحة والضيّق الأفق , هو وحده ما يحول دون اعلان وقف اطلاق النار , ولا تبادل رهائن صهاينة ومعتقلين فلسطينيين …
لقد ” صارَ وباتَ واضحى وامسى ” مكشوفاً ومفضوحاً ومجرّداً من إرتداءِ أيٍّ ممّا يغطّيه .! بأنّ هذا الإندفاع والإنهماك الأمريكي ” النوعي والكمي ” لمحاولة توليد وإنجاب هذه الهدنة ” قبل العُمر الأفتراضي لمدّة الولادات ” , فإنّما لمحاولةٍ عابثة لإنجازها ” وتنزيلها ! ” قبل موعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية في شهر نوفمبر – تشرين 2 لهذه السنة , كيما تكون في رصيد ادارة الحزب الديمقراطي وتحديداً في رصيد المرشحة ” كامالا هاريس ” .!
للمسألة هذه أبعادٌ أبعدُ بُعداً , فكم ستكون صلاحية مفعول هذه الهدنة شبه المفترضة , وبأي عددٍ من الأيام والأسابيع اللواتي ستستغرقها ( قبل انتهاء مفعولها – Expiry Date ) اذا لم تكن منتهية المفعول قبل تأريخ الإنتاج .! , ثُمّ وبإفتراضٍ مفترضٍ آخرٍ بأنّ كلّ شيءٍ على ما يُرام ” وَ وِفقَ المرام ” وكأنّ الحرب غدت تلامس الحافّات الأخيرة لنهايتها القريبة ضمن المدى المنظور ( ودونما عدسات ونظارات ) , ففي الأيام القلائل السابقة , اعلنت هيأة البثّ الإسرائيلية وبصدقيّة وبصراحة , أنَّ شركة الطيران الأمريكية ” اميركان ايرلاينز ” قد اوقفت جميع رحلاتها من اسرائيل واليها حتى او الى شهر نيسان لعام 2025 .! على الرغم من أنّ شركة American Airlines لم تعلن ذلك علناً أمامَ الملأ ” اوسرّاً ابلغته لتل ابيب ” .!
كما قامت كلتا شركتي طيران ( إيزي جت و كاثاي ) العالميتين الى الى تعليق رحلاتهما الى السنة القادمة ” 2025 ” وفي شهر آذار المقبل .! , وكأنّ معظم شركات الطيران الدولية على دراية ” ادراكية ” ومسبقة , بأنٍ لا سقفٍ زمنيٍ لسفك الدماء في هذه السنة , مهما بلغت اعداد العوائل والنساء والأطفال , وصولاً الى ما مجهولٍ أشدّ وأعنف , واقذر .!
التأريخ العربي – الإنساني كأنّه يُعاد الى ما قبل العصر الحجري .!