19 ديسمبر، 2024 12:27 ص

النزعة القمعية والعنف المفرط و المبالغ به وطمس معالم الدولة وبناء دولة جديدة على حطام الدولة القديمة هي سمة الثورات والانقلابات في العراق حيث تذهب الايجابيات حالها حال السلبيات بمعنى يحترق الاخضر واليابس .
كل نظام جديد يقلع النظام الذي قبله من الجذور ، ابادة جماعية واجتثاث قسري وتبديل اسم المدن والشوارع وتغيير العلم والنشيد الوطني وتحطيم الاصنام المتوزعة بالبلاد وخلق اصنام جديدة ، حتى الشهداء يتغير حالهم ، الشهداء الشيوعيون لايعاملون كما يعامل الشيهد البعثي وهذا الاخير ليس مثل الشهيد الاسلامي وكذلك هم السجناء سجناء الرأي والعقيدة جميعهم عراقيون ولكن التمييز واضح للعيان .

هذه ابرز التغييرات التي ترافق اي ثورة او اي انقلاب حدث في البلاد ، والشواهد كثيرة وابسطها مثال قريب وواضح هو تغيير اسم مدينة أَسماها عبدالكريم قاسم بمدينة (الثورة) واسماها صدام حسين مدينة (صدام )اما النظام مابعد ٢٠٠٣ اسماها مدينة (الصدر) ، تغييرت الاسماء ولكن حال اهلها بقى نفس الحال ،مدينة تتحكم بها العشائر والمذهب ويسيطر عليها الفقر والحرمان .

مافائدة التغيير اذا لم يكن لصالح الطبقة الفقيرة والمسحوقة ، مافائدة التغيير اذا لم يحقق العدالة والمساواة وكأن التغيير جاء لتبديل اقلية ارستقراطية باخرى اكثر استقراطية منها ، او لتبديل مجموعة من العسكر باخرى اشد سطوة منها .لذلك عشنا الخراب لان كل فئة جديدة تذبح التي قبلها وتبدا من الصفر وها نحن منذ اكثر من سبعين عام نعيش من سيء لأسوء نعيش من صفر لأخر ، نتنقل بين خانات الاصفار .

هذه الايام ماعادت الحوارت التلفزيونية نهتم بها ولا نعير اهمية لما يسمى بالمحلل ( السياسي) مللنا من الاستماع لاحاديث مكررة تُبتلع وتجتر ، لقد قيل كل شيء من خلال الانتفاضة وتمت الاجابة على اسئلة المحاورين في سوح التحرير ، تحريراً وشفهياً ، وانتهت فترة الامتحانات وجاءت فترة النتائج ، هذه النتائج يجب ان يتم الاعلان عنها ، انتهى الدور الاول والدور الثاني والثالث انتهت كل الادوار الامتحانية ماعاد لدفاتر الامتحانات الوطنية متسع بالكتابة ويجب الانتقال والعبور الى مرحلة متقدمة ، يجب اعلان النتائج ، الانتفاضة تطالب بالنتائج ولاتقبل بالتأجيل طالما مصطفى الكاظمي تعهد بالتغيير الجذري ، النتائج ستحدد سقوط احزاب السلطة ونجاح الأنتفاضة التشرينية ، النجاح لايلغي الاخر ولايجتثه بل يحقق التقدم ويضع الامور بنصابها .