17 نوفمبر، 2024 11:23 م
Search
Close this search box.

بأسم الدين قتلوا الدين !!!

بأسم الدين قتلوا الدين !!!

كم كان شيئا جميلا ونحن نسمع الخطيب يترنح بكلمات تصافح الروح ، وتعانق جدار القلب ، ويمسكنا بيد العبارات الناعمة والطرية التي ملأت تسامح وحنان وحب من قبل الخالق العظيم ، الخالق الذي بيده كل شيء نعم كل شيء  !
حسب قول الخطيب ، الذي نصغي له كأننا صورا أمامه لا تتحرك ، مندهشين بذلك الأسلام  الطارق باب الجزيرة العربية وهي القرية الواقعة تحت ظلال السيوف وهتك الأعراض والسبي ، والقتل والربى وقذف المحصنات !
وكيف يمزج لنا الحديث تلو الحديث بطريقة تسد ثغرات الريب في قلب المستمع لها !

معرفا به – الأسلام – وبالنبي العظيم الذي حمل الرسالة العظيمة للبشرية ، ليقول القرآن الكريم به ( وما أرسلناك ألا رحمة للعالمين ) !
ويغدق في وصفه ( وأنك لعلى خلق عظيم ) !
هذه الصفات التي هي سلاح خاتم الرسل والأنبياء عليهم السلام ، يوم وطأة قدماه الجزيرة العربية ، بشهادة الصدق بأعتراف  أكابر قريش ومعارضيها لرسالة النبي ، الذي في البدأ جاهد سنوات طويلة ليصل مرتبة أقناع قريش والناس عبر أفعاله العملية والسلوك ، هو وتعاملاته اليومية أصل التديين الذي سيقوله يوما ما ، بل أراد بسلوكه أن تراه العامة وهو يحمل المعجزة قبل طرحها نظريا !
والتي هي زاد كل من أراد الدخول لحريم النظرية المحمدية الأصيلة والتصدي لخدمة وقيادة الناس بأي نحو يصدق عليه سياسي أو أجتماعي أو ديني وغيره  !
الصدق الذي أصبح سمة القائد ، فلا قائد قل أو كثر بلا صدق !
الرحمة والحنان ، ولا مربي بلا رحمة أو حنان !
العفيف والطاهر ، ولا داعية أو متصدي للدين بلا طهر أو عفاف !
والتسامح وحمل الخير للأخرين ، وهي ملكات من أثر والتأثر بالدين ، لا الذين حملوه وصفا فارغا للأصتياد به من يقع ضحية سهلة يوم يرى المتنسكين والعباد وأن كانوا منافقين !
كان الخطيب يقول الأسلام قرة العيون ، وشرف الأنسان الواقعي الأسلام ، يوم يوزع الحب وينثره عبقا على بني البشر!
مرددا عبارة ((  يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. )) !
العبارة التي منحتني بالتفكير بأن لا أضر غيري من باقي الملل والنحل مسلمين وغيرهم !
وكانت العبارات كالمطر وهي تعطي لنا خريطة الأيمان معرفة بواجبنا الدنيوية (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ )) !

عبارات صريحة وواضحة بالنص لا بالوصف لتؤول فيما بعد !
كان ساحرا الخطيب وهو يرغب بنا ويمنحنا القوة في الأقدام بالقناعة لدخول للأسلام عملا ، وأن كنا مسلمين أصلا !
حتى كنا بعد ذا نحمل ذات المنطق في الحوار وينبهر ويستأنس من يسمع كلامنا ونحن نغرد بدين كله رحمة وتعاطف وشجن وحنان وتعاون !
وعلى هذا فطرنا وتعلمنا وتربينا !!!
لنصل اليوم ، لأسلاميين قلبوا كل شيء لضده !
بالمطلق وكأنهم برسالة مخالفة وبنبي مختلف عن نبي الرحمة بدلوا الآيات والروايات مئة بالمئة!!!
فبدل لا تقتلوا النفس التي حرم الله ألا بالحق !!!
أزهقت أرواح الآلاف بدون عذر فقد حبا بالقتل والتنكيل وشهوة الأجرام وتحت ظلال الفتاوى !!!
وبدلوا آيات العفو لأيات العذاب والثائر الذي خلف الجراح !
وبدلوا ولا أكراه في الدين ، لأكراه غبي تؤمن به الأجساد خوفا دون قناعة القلوب والأرواح !!!
ونسخوا وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، لتكون شعوبا وقبائل لتعاركوا ولتغدروا ببعض ، وتخونوا بعض ولتتحزبوا عميا دون تفكير أو تحقيقي !!!
وكل جميل القرآن فقدناه ، ليتسيد المشهد زناة ، بغاة ، ماكرين ، سراق ، شهوانيين ، مستغلين بأسم الدين فقراء الناس ، ركبوا جواد الطائفية والدفاع عن العقيدة بالدم المحرم ، وصنعوا قوانين ونظم خالفت روح القرآن الكريم ، لتشرع السرقة ، ويباح الثراء الفاحش والناس لا تجد الضروري من الطعام !
بأسم الدين هدموا الدين وضيعوه ، وهذا مطلب ألح عليه الشيطان القادر على التافهين والمرائين ، والمتخمين بالذنوب والمعاصي !!!
ليكره الناس الدين ، ويفروا منه فرار الأنسان من مخيف الأشياء!!!
حتى بات تصدق الآية أذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يخرجون بالمعنى والحكاية حتى لا يكفرني أصحاب محمد وعلي الجدد الذي لم يعرفه كتاب الله تعالى ولا نبيه !!!
كله من أجل نزوة عابرة ، وشهوة لن تستقر غير تبعاتها !!!
أشهد أن لا ألا دكاني الذي به أرتزق ومنه أعتاش !!!

أحدث المقالات