الحزب الإسلامي العرقي مثالا ؟ نقول بداية أنه لا يمكن لأي غيور إلا أن يتألم لأي انشقاق يقع في حزبه، لكن الموقف لا يكون بهذه الرؤية العاطفية وبهذه العجالة من الحكم والإدانة، علينا بداية أن نعمّـق النظرة في المسألة لفهمها واستيعابها، والوقوف إلى أسباب الخلافات في الأحزاب، ومعرفة شكل العلاقات بين الأعضاء، وبالتالي الخلوص إلى إصدار حكم ما، حتى يأتي الحكم برؤية أكثر صوابا ومنصفا، وأقرب إلى الحقيقة..!
علينا أن نعلم ونتساءل أولا: هل الحزب الذي جرى فيه الانشقاق، كان ذلك لأسباب فكرية، أم لأسباب تنظيمية، أم ثمّة أسباب أخرى..وما هي تلك الأسباب.؟ وهل كان بالإمكان تلافي الانقسام أو الانشقاق..
إن الحزب الذي يعيش ممارسة طبيعية في حياته الداخلية يمكن أن يتجاوز الانقسام إذا ما حسنت النوايا، ولم يضمر القادر المتنفذ في نفسه خفايا أخرى، كضرب بعض المواقع حفاظا على موقعه، وتكريسا لمنصبه (السامي) ثمّة متنفذون قادرون على التجاوزات ولي عنق التنظيم كيفما شاؤوا..؟
ما نلمسه اليوم هو غياب الانتقاد الداخلي ، إلا اللهمّ إذا جاء الانتقاد من عضو جريء ينتمي لهذا الحزب أو ذاك ؟؟
اليوم تسريبات من داخل الحزب الاسلامي العراقي تشير الى بوادر انشقاق سيحصل في المستقبل القريب ؛ نتيجة الطريقة التي يدار بها الحزب خصوصا بعد الانتخابات الداخلية التي شهدها الحزب في نهاية 2015 ؟
التسريبات اكدت ان اياد السامرائي بعد تجديد الولاية له عمل على استبعاد شخصيات لم ترغب بان يكون على هرم الحزب مرة ثانية نتيجة عدم حظيه بمقبولية محلية او اقليمية فضلا انه لا يمتلك الكارزمة المقنعة التي يرغبها الجمهور السني ؟
إن هيمنة الثقافة الحزبية لدى قيادات الحزب الاسلامي خصوصا التي كانت في المشهد منذ 2003 والى يومنا الحالي جعلت الحزب يفتقر إلى المشروعية «الديمقراطية»، وغياب الديمقراطية الحزبية هو أحد تجليات هذه الثقافة، كما أن البناء التنظيمي للأحزاب يترجم في العمق سيادة ثقافة «إقصائية» تستخدم بشكل سيئ مبدأ المركزية الديمقراطية.
فباسم هذا المبدأ، مورست «مركزية مطلقة» لم تسمح بأي اختلاف، وحولت الحزب إلى تنظيم «مغلق» يعيد إنتاج سلوكات الولاء والخضوع.
في نهاية المطاف ؛ هل سنشهد انشقاق يقسم الحزب الى شطرين ؛ خصوصا ان الحزب شهد قبل سنوات خروج امينه العام السابق ومعه 3 من صقور الحزب !!!!
هذا ما ستخبرنا به الايام القادمة .