في الثالث عشر من شهر رجب اﻷصب ولد اﻹمام علي عليه السلام في البيت الحرام وتلك فضيلة وكرامة لم ينلها مخلوق من قبله وﻻ من بعده،نشأ في البيت الهاشمي الذي كان اشرف بيت واطهر بيت في الحجاز،في كنف أبوين مؤمنين موحدين،تحت ظلال شيبة الحمد عبد المطلب بن هاشم سلام الله و رضوانه عليهم اجمعين.
لم يسجد لصنم قط،بل كان موحدا منذ وﻻدته،وهذه فضيلة لم ينلها مسلم آخر، بإستثناء البيت الهاشمي.
اﻹمام علي على لسان الرسول اﻷعظم صلى لله عليه وآله:
1-أنت اخي ووصيي ووارثي.
2-قام اﻹسلام بسيف علي واموال خديجة.
3-انت مني بمنزلة هارون من موسى إﻻ أنه ﻻنبي بعدي.
4-ضربة علي يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين.
5-علي مع الحق والحق مع علي.
6-من أحب عليا فقد أحبني،ومن أبغضه فقد أبغضني.
7-من كنت موﻻه فهذا علي موﻻه،اللهم وال من واﻻه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.
ولم يرد تأكيد على أي صحابي آخر بمثل التأكيد الذي أكده الرسول اﻷعظم صلى الله عليه وآله على اﻹمام علي عليه السلام،مع التأكيد على هذه الحقيقة وهي ان الرسول الكريم(وما ينطق عن الهوى إن هو إﻻ وحي يوحى).
المعارض النبيل
من المسلم به عقلا وشرعا،ان امير المؤمنين علي عليه السلام هو افضل واصلح المسلمين من المهاجرين واﻷنصار من بعد الرسول اﻷعظم صلى الله عليه وآله، ومن أنكر ذلك فهذا شأنه ﻻندخل معه في سجاﻻت عقيمة.
ماجرى في سقيفة بني ساعدة وماترتب عليه من نتائج كان عكس مايجب ان تكون عليه الخلافة بعد رحيل الرسول اﻷعظم صلى الله عليه وآله،ولكن كيف عارض اﻹمام علي عليه السلام ذلك؟.
عارضه بنبل و مسؤولية كما جاء في قوله:(ﻷسالمن ما سلمت امور المسلمين وﻻيكون فيها جور إﻻ علي خاصة).
فقد وجه كبار القادة العسكريين من امثال:حذيفة بن اليمان،وخالد بن سعيد، وعمار بن ياسر،وسلمان الفارسي،والمثنى بن حارثة الشيباني،والنعمان بن مقرن ،وابن التيهان،وغيرهم من شيعته ومواليه،للإشتراك في الفتوحات وكان لهم دور الريادة وحققوا انتصارات عظيمة،ولكن السلطات سجلتها ﻵخرين من ذوي اﻷدوار الثانوية.
كان عليه السلام ناصحا ومسددا بإخلاص ومحبة للخلفاء الثلاث الذين سبقوه، حتى قال عمربن الخطاب:(لوﻻ علي لهلك عمر….ﻻأبقاني الله لمعضلة ليس لها أبا الحسن علي)،فكان سلام الله عليه معارضا نبيلا ناصحا مشفقا،فأين المتنافسون والمعارضون منه في واقعنا السياسي؟!.
ونفر المسلمون إليه بعد مقتل عثمان بن عفان على أيدي المحتجين على سياسته،لبيعته،فقال عليه السلام:(دعوني وإلتمسوا غيري،فإن اكون لكم وزيرا خير من ان اكون عليكم اميرا)،فأجابوه:(إن لم تمدد يدك للبيعة فتق في اﻹسلام فتق ﻻيمكن رتقه)،وفي الخطبة:131:يحدد اﻷسباب التي دفعته لقبول البيعة:( اللهم انك تعلم انه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان،وﻻ آلتماس شيء من فضول الحطام،ولكن لنرد المعالم من دينك،ونظهر اﻹصلاح في بلادك،فيأمن المظلومون من عبادك،وتقام المعطلة من حدودك).
وعندما تولى الحكم المباشر بعد البيعة،رسم عمليا سيرة الحاكم الزاهد،الذي ساوى نفسه مع ابسط المسلمين،فقد قال سلام الله عليه:(لقد رقعت مدرعتي حتى إستحييت من راقعها)واليوم في واقعنا يفرض التقشف على المواطن البسيط،وكبار المسؤولين واﻷعضاء يعيشون ترفا يتنافى مع كل القيم اﻹسلامية واﻷعراف اﻹنسانية!.
وفي مقطع آخر يقول عليه السلام:(أأقنع ان يقال هذا امير المؤمنين وﻻ أشاركهم في جشوبة العيش ومكاره الدهر).
هذا هو النموذج الكامل للحاكم العادل الزاهد الذي وضع النار في يد أخيه عقيل عندما طلب زيادة عطائه لكثرة عياله.
نحن ﻻنريد ممن يحكم العراق ان يلبس ملابس مرقعة او يأكل خبز شعير!بل نريد ان يشعروا بمشاكل الشعب الذي اوصلهم للحكم بتضحياته ومعاناته.