22 ديسمبر، 2024 11:34 م

ايهما الافضل ان نعلمه علمه ام معاجزه؟

ايهما الافضل ان نعلمه علمه ام معاجزه؟

الاكثر بل الكل من الشيعة لو سالتهم عن معجزة رد الشمس او قصة الطائر المشوي او خلع باب خيبر لاجابوك وبسرعة فائقة مع تفاصيل وحيثيات الرواية ، وهنا ماهي الاستدلالات التي نستفادها من هذه الروايات والتي على شاكلتها ؟ كلها تؤكد على منزلة علي عليه السلام عند الله عز وجل ، ولكن كيف تكون منزلة الامام علي عليه السلام عند المسلمين ؟ اي ماذا يمكننا ان نقدم عليه من افعال واقوال حتى نظهر منزلة الامام علي عليه السلام للعالم ؟ فالكرامة اصلا عندما حدثت امام اعين الناس في وقتها هنالك من كابر ولم يؤمن بها واعتبرها سحر ، فاذا ما تحدثنا عنها بعد الف واربعمائة سنة فهل سيؤمن من يسمعها قصة ولم يراها ؟ من المؤكد لا يؤمن بل يتهمنا بالتخريف والتخلف ، والسؤال المهم من اين للامام علي عليه السلام هذه المنزلة ؟ هل بسبب المعجزات ام بسبب ما يحمل من علم وحكمة واخلاق وشجاعة ؟ من المؤكد السبب الثاني ، هنا ماهو دورنا في هذه المرحلة التاكيد على المعجزات ام على علوم الامام ؟

اشارة مهمة حول كيفية ترسيخ المعجزات في عقول اتباع اهل البيت عليهم السلام ؟ وهنا نشير الى بعض النقاط المهمة واهمها ان الانسان في طبيعته يحب الانفعال والتفاعل مع القوة وفق خوارق تتفق وما يامله الانسان ـ للتوضيح انه يرغب للافلام الاكشن ـ وهذه الفطرة المهمة عند الانسان استغلتها مراكز انتاج الافلام السينمائية للترويج لما توجهها الدوائر الخفية في التلاعب بعقول الناس .

المنبر الحسيني له اهمية خاصة عند اتباع اهل البيت بل مقدس ، لذا كل من يرتقي المنبر تكون رقابهم مشرابة نحوه والاستماع له بعناية وتركيز ، ولان الخطيب فطرته لا تختلف عن فطرة الاخرين من حيث الاثارة اولا والتفاف الناس حول مجلسه ثانيا لذا نجد ان كثرة ترديدها اي المعاجز والخوارق من على المنابر وفي كل المناسبات ساعدت على ترسيخها في عقول الناس .

الامر الاخر المؤلفات وانتشار الكتب الخاصة عن هكذا روايات ولست بصدد التنقيح والتاكيد على الدس ولكن بالاجمال هنالك من شغله الشاغل طبع وترويج هكذا كتب تحمل هذه الروايات التي يراد لها ان تنتشر .

وبالنتيجة من يتاثر بها من يريد ان يمتاز بها فتجده اما يدخل عالم التصوف او يحاول بشتى الوسائل ان يثبت للاخرين بان له كرامات وعن طريقها قد يشتهر او يعيش على ما يحصل عليه من اموال من البسطاء والمخدوعين

وهنا ياتي دور العقول الناضجة والمتفتحة في استخدام نفس اسلوب ترويج الكرامات الى ترويج المعارف التي يكون اثرها على اخلاقيات وعقول المجتمع والابتعاد عن كل ماهو خارج النواميس لكسب العقول الواعية وفي نفس الوقت دحر العقول الخاوية التي تصطاد في الماء العكر .

الدراما تلعب دور مؤثر في ترسيخ المفاهيم الاسلامية بدلا من سردها كلاميا فقط لان التمثيل والفعل يكون وقعهما اكثر من الكلام فقط ، ولان الامة الاسلامية مستهدفة من قبل اعداء الاسلام وكل اسلحة الاعداء تجد مضاداتها في التراث الاسلامي ولكن للاسف اننا وضعناها مع الخردة بالعموم نعم هنالك عقول متفتحة وواعية لها تاثير في استنهاض عقول الناس لاسيما الشباب وهذه حقيقة ليست بمستوى قوة الهجمة المعادية ضدنا .

كفانا نتغنى بالتاريخ ونتباهى به على بقية الامم ونحن نحتفظ به في المكتبات وعلى الرفوف وليس في عقولنا وتصرفاتنا حتى نكون الصورة الحقيقية للامة التي يتمناها نبي الاسلام محمد صلى الله عليه واله .

هنالك تصوف من نوع اخر يثير الانتقاد ويسمح للاخرين بالاستهجان وهذا التصوف الذي يعتبر نفسه علمي وهو بتاويل شتى الايات لاي اكتشاف علمي من قبل الغرب والادعاء انه في القران قبل ان يكتشفه الغرب ، فلو كان كذلك فلماذا لم تكتشفوه قبل الغرب؟! ، فالعبرة بالذي يتعلم ويحصل على نتيجة ، هذا ناهيكم عن خطا بعض التاويلات التي يطلقها المتصوفون فيكون لها رد عكسي سلبي على القران .

القران معجزة وفيه قواعد ونظريات العلوم اي الاساسيات وعلينا اعتمادها في البحث والتطوير والاكتشاف حتى يكون لعقولنا دور مهم ونؤدي الواجب المطلوب منا في استخدام ما منحنا اياه الله عز وجل وهو العقل .

القران يترسخ في القلوب والعقول ويكون منطلق التفكير والقوة الايمانية نحو الافضل مع الاستعانة باصحاب الاختصاص في فهم مفردات القران ولا تحاول ان تفسر القران برايك