23 ديسمبر، 2024 2:21 م

ايهما أشرف القواد أم الطائفي

ايهما أشرف القواد أم الطائفي

 Guide القواد تعني القائد او الدليل..وجاءت هذه التسمية من خلال مهنته فهو يقودك او يدلك الى اماكن العهر غير السياسي …. وهو على هذه الحال قد يقود او يدل الف شابا وأحيانا (شايب) كلهم جا ئوه بأرادتهم الحرة ليدلهم على مبتغاهم مقابل اجر معلوم وهو في كل الاحوال لم يكن له دور في اغوائهم اوتشجيعهم على الزنا
ولكي لاندافع عنه كثيرا نقول ان ابشع مخرجاته الدنيوية هي انه قد يصاب واحد بالمائة من زبائنه بامراض جلدية او زهرية وكلها يمكن معالجتها بوقت قصير قياسا بأبدز الطائفية والمحاصصة الذي دخل الدستور اللبناني في ثلاثينات القرن الماضي وما زال يدمر اللبنانيين اجيالا  اجيالا ..وتأسست عليه العملية السياسية في العراق وحصل المعلوم
غزت ذهني وأنا أكتب السطور اعلاه قصة قصيرة للكاتب الكبير نجيب محفوظ تقول ان رجلا جاء بعاهر الى شقته وكان يسأ لها عن سبب انحرافها وكيف تتحمل هذه المهنة المنحرفة ,وسقوطها ,وخلال ذلك ارتفع صوت المؤذن من المسجد القريب ,وارتفع بعده مباشرة دعاء المؤذن للملك فاروق فأجابت  ( ان سقوط هذا المؤذن اقوى من سقوطي لانه زنا بفكره ومبادئه) وهكذا زنا الكثير منا كتجار المقاومة ،وتجار المظاهرة، وتجار كل موجة ، وقبل اسبوع سمعت بقصة الملياردير الاول بالعالم روتشيلد فبحثت عن سر غناه المفرط واكتشفت ان السر يكمن في مقولة اطلقها وهي ان ((كل شيء يمكن السمسرة فيه))
اما الطائفي , وخصوصاً عندما يكون ( قائدا ً) فهو يقود بلدانا الى الخراب واقول بلدانا لأن الدين لا حدود له فالمسيحي في كل مكان وكذلك المسلم , ولذلك نجد الطائفيين في كل مكان ايضاً فالطائفية  مشروع دولي واقليمي لتخريب الاوطان والاقوام ولم يكن محلياً يوماً ، لأن الطائفية تخبوا وتموت ان لم تتسع وتتمدد لتتكيء على هذا وتتعكز على ذاك، ولذلك فهي لاتحترم الحدود السياسية المرسومة بين البلدان بل تحترم الحدود بين الطوائف ذلك لان خرائطها مصممة هكذا فتجد مثلا قنواتا طائفية عراقية لايمكنك ان تميز  بينها وبين اية قناة ايرانية وتجدها تبكي على شعبنا في البحرين ، وتلطم على الشيخ النمر وتنسى شعب العراق وهكذا، الامر مع القنوات العراقية الطائفية السنية حيث انها اوهمتنا ان السفير السعودي ثامر السبهان ينبغي ان ينصب له تمثالا في العراق ، طبعا بعد تمثال اردوغان
ولأستكمال المقارنة بين الطائفي والقواد نقول ان الطائفي  يستهدف انتزاع المواطن المسلم مثلاً من وطنه ومن قومه ومن دينه الواحد ليزجه في مشروع يدمر كل ذلك فالفقيه والسياسي الطائفي لا تقف بوجهه ووجه مشروعه الوارد في اعلاه الا المواطنة ( الأنتماء للوطن ) ولا يعوق مشروعه الا الحدود الوطنية والرموز الوطنية والمشتركات الوطنية ولا يدمره الا القيم الدينية الحقيقية ولذلك يعمدون الى تغييب كل عوامل الوحدة فيه فيغيبوا مثلاً دور النبي محمد ( ص ) ويعظموا  دور من يليه في القدسية والذين كلهم استمدوا قدسيتهم عن طريق قربهم منه آل بيت كانوا ام خلفاء ام صحابة يضاف اليها اعمالهم التي ميزتهم ، وقد يصل الامر الى تسقيط معظم الرموز المحيطة بالنبي الموحد لتعظيم رمز معين مما يجعلنا نتساءل : اليس هذا نبي اصطفاه الله لكي يحمل رسالة للعالمين فكيف بالمصطفى لا يعرف كيف يصطفي صحبه وأزواجه؟؟ بعدها يجري التركيز على رمزين فقط ،مثلا الخليفتان(علي وعمر) ويبدأون برسم صورة مأساوية بينهما ويتناسون ان الخليفة عمر قال خلال خلافته (لولا عليا لهلك عمر) وأنه اراد القرب من آل بيت النبوة بزواجه من ابنة الامام علي السيدة ام كلثوم….ولكي تشتد الفرقة لا بد من من ان ينسب للخليفة عمر انه جاء الى بيت الزهراء وكسر ضلعها فاستشهدت ، وذو الفقار وداحي باب خيبر ساكت يخشى الخليفة عمر؟؟  وبالتالي على هؤلاء الطائفيين ان يدخلوا بدعا كثيرة على هذا الدين لبث الفرقة.. فالكعبة موحدة وعليهم ان يجدوا كعبات اخرى.. والصوم موحد فعلينا ان لا نصوم سوية.. والعيد موحد فعلينا ان لا نعيد في يوم واحد.. والآذان موحد فعليه ينبغي التفنن في آذانين.. والصلاة موحدة فعلينا ان نجعل بعضهم يسبل يده والآخر يضمها والمساجد موحدة وعلينا ان نغير في تسمياتها.. ، واركان الاسلام واحدة فعلينا.. ان ننساها ونضيف اليها اركاناً اخرى ونجعلها اكثر حضوراً من الاولى فنأتي بالدرباشة والقامة وغيرها..انظروا كم تعبوا فالعملية ليست سهلة على الاطلاق
هذا لم يكف الطائفيين فاهل السنة نواصب ناصبوا الامام علي العداء وهم تكفيريون والشيعة رافضة وفرس ، والسنة اولاد جهاد النكاح ، والشيعة  اولاد المتعة ، والسنة اتباع المصطفى والشيعة شيعة علي ومعلوماتي المتواضعة انه لايوجد سني في العالم لا يقدس الامام علي، او سني يمكن ان يقبل المقارنة بين علي ومعاوية، وأن وجد فليعرفني الطائفيين عليه
تكلمنا عن توصيف القواد بالكامل وتبيان مضاره بأسطر معدودات ولن نتمكن من تحديد ضرر الطائفي وما فعله ويفعله بالعراق فقط  بمجلدات كاملة فكل ما اصابنا هومخرجات طبيعية للطائفية والطائفيين بدءاً بالقتل الطائفي والحرب الاهلية وغياب ثقافة المواطنة والانتماء للأمة وانتهاءاً باحزاب طائفية وانتخابات طائفية وكتل طائفية وبرلمان طائفي وحكومة شراكة طائفية وتوافقات طائفية
هذه الطائفية اسست للفساد وحمته لان الطائفيين يحمي بعظهم البعض لأنهم ملة واحدة فهم ليسوا شيعة ولا سنة كما يوهمون الناخب البسيط بل هم طائفة ثالثة اسمها (الطائفيين) و لأنها هي الفساد بحد ذاته واسست لتبخر الميزانيات الهائلة وغياب الخدمات وضياع البلد ووو
حارب الطائفية اولاً ….. هذا ما نقوله لكل من يريد ان يغير نحو الاحسن وأولها ان نحاربها داخل النفس .. ولكل من يجد في ذلك مبالغة نطالبه بأن يتخيل لو ان زلزال الاحتلال حصل والعراق كله مسلم  من طائفة واحدة فهل كان الزلزال سيأتي اولا وهل كان سيفعل كل هذا الفعل المدمر،فكثيرة هي البلدان التي احتلت ولم يحصل لها 1% مما حصل لنا والسبب يكمن في الطائفية ،وفي وجود قوادي السياسة الذين يشرفهم القواد الاصلي
اخيراً علينا ان نمتدح دستورنا ( العائم ) وليس الدائم حيث انه في المادة ( 7 / اولاً ) منه يقول (( يحظر كل كيان او نهج  يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير او التطهير الطائفي  او يحرض او يمهد او يمجد او يروج او يبرر له و بخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه …. وينظم ذلك بقانون ))
لكي لا نتشعب نسأل : لماذا  ( العنصرية ) حضرت برمتها ولم يجر حضر الطائفية برمتها ؟! واكتفى الدستور ( بالتطهير الطائفي ) ولم يذكر( التحريض الطائفي) الذي هو اصل البلاء مثلاً
 الجواب سهل وبسيط وهو لأن عنصرية الاحزاب الكردية اتت أ كلها قبل الدستور ومن خلاله ايضاً، واصبحت في حصن حصين يحميه حقهم بنقض اي تعديل دستوري وبقت عروبة  العراق والتي يعدها الطائفيين ( عنصرية ) فحرموها بالكامل لكي ينسى 80% من العراقيين انتمائهم القومي  …….
أما الطائفية  فلم يجر حضرها رغم انها ام الجرائم لان  واضعي الدستور(الاميركان) ومنقحوه (المنفيون الكسالى ) كما اسماهم بريمر يعلمون بأن مشروعهم واجنداته وغير ذلك سينتهي بأنتهاء الطائفية … وهذا ما يشمل( التحريض  الطائفي ) لأنهم يمارسونه وبشكل علني ورسمي ولا يريدون ان تحددهم هذه المادة ولذلك اكتفوا (بالتطهير الطائفي) والذي هو مفهوم فضفاض جرى تحقيق اجزاءا لا بأس بها منه قبل ان يصدر الدستور ، وللذي نسي ذلك نذكره برموز طائفية سنية وشيعية فعلت ذلك في بغداد وغيرها قبل الدستور.. واليوم يحثون الخطى في هذا الاتجاه وبأقذر الوسائل
صدر هذا الدستور قبل دورتين انتخابيتين ولم يسن القانون الذي يحرم أي من الحالات المذكورة فيها عدا قانون اجتثاث البعث وبعدها المساءلة والعدالة وبعدها تحريم البعث…لماذا ؟؟لأن البعث بما له وما عليه هو الحزب الوحيد الذي يظم الشيعة والسنة وليس للاسباب المعلنة , والغريب في الامر ان هناك جهات حكومية  ونيابية طالبت او هددت بملاحقة الطائفيين او الذين حرضوا على الطائفية في ساحات الاعتصام في الانبارمثلا، ولا ادري اذا ما نفذوا فعلا  فعلى وفق اي مادة قانونية ستتم احالتهم، والقاعدة القانونية الآمرة تقول (لا عقوبة الا بنص) والتحريض الطائفي غير محرم في الدستورولا في القانون .
القواد المسكين لديه عقوبة وتلاحقه الشرطة ..والسياسي الطائفي القذر تحميه الشرطة ولا عقوبة تطاله بل قد يتحول الى بطل اسطوري تصفق له صناديق الاقتراع وساحات الاعتصام  وتدعمه الدول التي تريد تخريب بلده ..
 
انها دعوة لسن قانون ينهي دور القواد السياسي (الطائفي) ليس الا …فلا اصلاح يرتجى وقواويد السياسة (الطائفيون سنة وشيعة ) يتصدرون المشهد ، وهي دعوة ايضا لالغاء مصطلح الطائفي وتبديله بمصطلح القواد، أن قبل القوادين ذلك ولم يزعلوا
 
 
والاحترام : هل قناة كتابات تعود لموقعنا المبارك كي نرفدها؟؟