22 ديسمبر، 2024 5:30 م

ايها المسؤول احذر الحاشية

ايها المسؤول احذر الحاشية

اكثر مايثيرني ويثير اشمئزازي تكالب الحاشية ” اللوكية ” حول كرسي المسؤول لسلب ارادته وجعله متسمر في كرسيه اسير نزواتهم ورغباتهم للحصول على المكاسب والمغانم على حساب القيم الشريفة ٠٠ ولو تتبعناالتاريخ وسير القادة العظام نجد ان اغلب المسؤولين سقطوا كما يسقط المتاعمن الجمل نتيجة اعتمادهم على هذه الحاشية ” اللوكية ” الجاهلة في كلشيء واعطاء المسؤول المشورة الخاطئة التي غالبا ماتوقعه في مأزق الفشل ٠٠ والحاشية المقربة ليس بالضرورة ان تكون من ابناء واقارب المسؤول فقدتكون من الاصدقاء المقربين ٠٠ واكثر ما يؤلمني ان هؤلاء الاشخاص الذيننسميهم الحاشية او باللهجة الدارجة ” اللوكية ” يستخدمون مختلفالوسائل من كذب واحتيال ومراوغة ومسح الاكتاف لتحريف الحقائق بطرقشيطانية تقربا من المسؤول بما عرف عنهم من مكر ومخادعة وهذه الاساليبالشيطانية قد تسهم في انحراف او تجريف القرارات الصادرة وخروجها عنالسياقات المتعارف عليها خاصة اذا كان هذا المسؤول يحمل صفة بلازما الاناوحب الذات اي التفرد باصدار القرارات العشوائية ٠٠ فكم من مسؤول انتهىواصبح في خبر كان واخواتها او وضع نفسه تحت طائلة علامات الاستفهام وعدم الفهم وهي دوامة مظلمة لها اول وليس لها اخر وخير مثال على ذلك ماوقعفيه الرئيس صدام حسين فقد فتح صدام صدره و اذنيه للمقربين منه لسماعاستشاراتهم واغلبها لاتعتمد الموضوعية لجهالة الحاشية ومع الاسف الشديدان هذه الحاشية كانت السباقة وفي الخط الاول من عمليات التظليل والامعانفي الانحراف والخيانة والامثلة كثيره على ما فعلته هذه الطغمة الجاهلة وقدشخص رجل السياسة الروسية بريماكوف هذه المسألة في لقاء متلفز عرضته احدى القنوات الفضائية العربية بعد احتلال العراق عام ٢٠٠٣ وسقوط صداموقال بريماكوف ” ان صدام حسين رغم امتلاكه الحنكه السياسية كان ضحيةالحاشية المحيطة به وان هذه الحاشية اوقعته في شرك المواجهة مع الولاياتالمتحدة وحلفائها دون تقدير للموقف العسكري وحجم وقوة الحرب الحديثةالتي تتطلب امكانيات تقنية كانت غائبة عن ذهن صدام ووضعت الحاشيةحول صدام ضبابية في معرفة اسرارها وهي في كل الاحوال غير متوفرة بين الفريقين ” وقال بريماكوف ” ان صدام حسين اعتمد على نصائح مستشاريهالتي كانت غالبيتها خاطئة ” وخير مثال على ذلك يوم التقى صدام حسين باعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية في لقاء عرضته محطاتالتلفزة وقال ان الولايات المتحدة تهددنا بطائرات الشبح ( اف ١٦ ) وان هذهالطائرة رغم التقنية التي تملكها بامكان فلاح عراقي من اسقاطها ببندقيته ( البرنو ) ولم يواجه صدام في حينها اعتراض من اعضاء القيادة العامةللقوات المسلحة لرفض هذا الكلام واستهجانه واخباره ان ما يقوله غيرصحيح وهو ضربا من الخيال لا بل ان قائد الدفاع الجوي العراقي الشخصية المفروض ان تكون اكثر دراية بمسائل الدفاع الجوي ايد ما قاله الرئيس صدام٠٠ وقال السياسي الروسي بريماكوف عن ذلك اللقاء ” ان الحكمة والحقيقةكانت تفترض ان يقول له ذلك القائد العسكري العراقي ان هذه الطائرة متطورةوان الاتحاد السوفيتي بما يملكه من قوة وامكانيات تقنية فشل في معرفةاسرارها ” وقال ” ان اسباب تجنب القادة العراقيين اخبار الرئيس صدامحسين بالحقيقة كان بسبب الخوف من بطشه لانهم يعرفون مسبقا ان هذاالكلام لن ينال رضا صدام وقد يتهمهم بالجبن ويعرضهم لمصير مجهول قدتكون نتائجه فقدان المنصب كاقل تقدير او تعرضهم الى مصير مجهول ” وقدكشفت نتائج الحرب ان طائرات الشبح كان لها دور كبير في تدمير العراق ولمتستطع كل المقاومات الجوية العراقية الحديثة من اسقاط ولو طائرة واحدةعلى اقل تقدير ٠٠ وفي ضوء ذلك وفي محاولة لرفع الروح المعنوية ومصادقةاقوال الرئيس مع الفعل الملموس تجسيدا لكلامه اختلقت وسائل الاعلامالعراقية الخاضعة لمسار الدولة قصة ذلك الفلاح الجنوبي ” منكاش ” الذيقالت انه اسقط طائرة سمتية نوع اباتشي ببندقيته البرنو ٠٠ وكشفت خفاياالحرب ان ماروج حول قيام فلاح عراقي في منطقة طويريج من اسقاط طائرةامريكية نوع اباتشي ببندقية كان كذبا على ذقون العباد حيث بينت الايامالتي اعقبت الحرب ان الطائرة سقطت بسبب خلل فني ولادخل للفلاح ” منكاش ” باسقاطها ببندقيته المتهاوية وان المسؤول الحزبي في المنطقة طلبمن الفلاح ترويج هذه الكذبة للحصول على هدية الرئيس صدام المالية التيكانت تمنح لكل مواطن يتمكن من اسقاط طائرة امريكية و تم تمرير هذه الكذبهوتوزيع المكرمة بعد استلامها مناصفة بين الفلاح العراقي ” منكاش ” وبينالمسؤول الحزبي سرا حسب مانشرته الصحف المحلية بعد انتهاء الحرب ٠٠اذن القرارات الخاطئة التي تعتمد على ما تروجه الحاشية الجاهلة هي سببسقوط اي مسؤول او قائد سياسي ٠٠ من جانب اخر فان نتائج اي خطأ فياتخاذ القرار سيعرض المسؤول الى المساءلة والحساب امام التاريخ ومنالقصص التي تروى حول ذلك قصة ذلك الضابط الذي ظهر فجأة على مسرحالاحداث خلال حركة ١٤ تموز عام ١٩٥٨ عندما ثار العسكر لاسقاط النظامالملكي في العراق وتقول الرواية ان ضابطا برتبة نقيب كان يتواجد ساعةتنفيذ الحركة خارج محيط موقع تواجد العائلة الملكية الساكنه في قصرالرحاب مهمته تدريب جنود مشاة في معسكر الوشاش استطاع هذا الضابطالتحايل على قيادة الحركة وفرض نفسه والدخول دون اذن مسبق مع الضباط المشاركين في الحركة حال سماعه نبأ محاصرة قصر الرحاب طمعافي الحصول على منصب او غنيمة او دور في الحركة بعد نجاحها ٠٠ وقامهذا الضابط دون اوامر عليا من القيادة وبتصرف انفرادي بقتل افراد العائلةالملكية بعد استسلامهم ومن ضمنهم ملك العراق فيصل الثاني وخاله عبد الالهالوصي السابق على العرش وعدد من نساء العائلة في مجزرة بشعة مازالتتداعياتها ماثلة للعيان تحكي قصة وحشية هذا الانسان وصورة من صور الاجرام التي هي بعيدة كل البعد عن اخلاق العراقيين الذين عرفوا بالانسانيةوالطيبة وكانت نتيجة هذه الجريمة التي لاحقته لعنتها طيلة فترة حياته الموتمنتحرا

في غرفته بعد ان راودته على مدى سني عمره كوابيس حطمت حياته ٠٠ونصيحتي لكل مسؤول ان لايتخذ من الحاشية الجاهلة ” اللوكية ” ملاذا لهفي ترسيخ علاقته بالمجتمع المحيط به وان يتصرف بما يمليه عليه واجبهالوطني والانساني