في ظل الاحداث والازمات والاختناقات التي تشهدها محافظات المنطقة الغربية من العراق والتي جوبهت بتصريحات نارية واخرى غير واقعية واخرى ترويجية للطائفية ولكن هنالك تصريح لفت انتباهي لرئيس الوزراء نوري المالكي الذي خرج ليترجم لنا ويقرا ما بين السطور معللا خروج تلك المظاهرات لتردي الوضع الخدمي، مبينا ان ذلك التردي جاء بسبب كثرة التظاهرات التي تشهدها تلك المحافظات (وفسر الماء بعد الجهد بالماء) وكانما هذا الشحن الطائفي واساليب الدولة التي نراها احيانا تتعامل بشكل طائفي مقيت واحيانا اخرى بشكل تحزبي جائر لاوجود له وليس له علاقة بتلك الاحتقانات او التصعيدات .
وهنا اود الوقوف عند نقطة مهمة واوجه كلامي للسيد المالكي واقول له اذا كانت المنطقة الغربية تشهد توترا طائفيا ادى الى حدوث احتقانات داخلية ومظاهرات متكررة عطلت الدوائر الحكومية ومنعت من تقديم الخدمات للمواطنين، فها هي محافظتك كربلاء المقدسة التي دائما توصف بانها عبارة عن (حمامة سلام) اذ لم تشهد احتقانا طائفيا ولا تقاتلا حزبيا ولا عصيانا مدنيا طيلة الفترات السابقة، اضافة الى انها رزحت تحت نفوذ حزبكم الحاكم طيلة الثمان اعوام السابقة اذ كان محافظ المدينة للحقبة السابقة (عقيل الخزعلي) الذي يعد من ابرز قيادات حزب الدعوة والمحافظ الحالي (امال الهر) من القيادات البارزة كذلك، وتمتعت المحافظة في تلك الفترتين بميزانيات انفجارية لكنها للاسف لم ترى تطبيقا واقعيا مقابل تلك الميزانيات الهائلة، بل ان المدينة في بعض جوانبها هدمت من جديد ولم تلمس بصيص الاعمار سوى تصريحات واغاريد خارج السرب، فمعظم مشاريع كربلاء متلكئة منها غير منجزة ومنها مخالفة للشروط الهندسية ومنها فاسدة اداريا وماليا واخرى معطلة بسبب مقاوليها الذين تعكرت مزاجاتهم وقرروا ان لا ينجزوها واخرى تسير بشكل سلحفاتي.