ها هي طلائع الاحتلال الاميركي وقد بدات بمغادرة العراق بعد ان وصلت الى قناعة ان البقاء فيه غير مجدي وان دافع الضرائب الاميركي لم يعد يطيق سماع اخبار الفشل في العراق وافغانستان وعليه لا بد من المغادرة وترك العراق لابناءه الاخوة الاعداء ليديروا البلاد ويقيموا دولة المؤسسات والقانون التي ما زالت دولة بلا قانون وفوضى لا نعلم متى تنتهي وكيف ستنتهي على سلام ام بداية لصفحة جديدة من القتال ومزيدا من انهار الدم التي اعتاد ان ينزفها شباب العراق واعتادت امهاتهم على اطلاق الزغاريد حزنا على وداعهم الى مثواهم الاخير حيث الراحة الابدية.
عملية سياسية هزيلة واحزاب تكذب ليل نهار وساسة مراهقين يعدون بالليل ويخلفون بالنهار وبلد منهار ومشتت لا يعرف الى اين وجهته هذا ما خلفه لنا الاحتلال الاميركي البائس بعد اسقاط نظام صدام ولكن نحن هنا لم يفاجئنا التوجه الاميركي بالانسحاب فدائما ما تركت اميركا البلدان التي احتلتها اسيرة المجهول ورحلت وهي تجر اذيال الخيبة وعار التاريخ ففي فيتنام والصومال تركت اميركا كل شيء واستولت الميليشيات المسلحة على البلاد وعمت الفوضى والخراب الذي احتاج الى سنين طويلة كما هي في حالة فيتنام لتقيم دولة القانون واما الصومال فما زال اسير النزاع والحرب الاهلية.
كانت امنيات المواطن العراقي البسيط ان ينهض بلده من جديد بعد الاحتلال الاميركي للعراق اسوة باليابان والمانيا وان تصلح اميركا ما افسده صدام وحاشيته تلك البطانة الجاهلة والتي طالما صفقت لرعونة صدام الجاهل سياسيا والذي قدم مصالح الاخرين من الدول العربية على مصلحة بلده وشعبه ناسيا ان النظام القوي انما يستمد قوته من ابناءه وشعبه الملتف حوله ولكنه اساء فهم الشعب العراقي ولم يعرف كيفية التعامل معه وحوله من شعب عزيز يفرض احترامه على الاخرين الى شعب مهاجر في المنافي واصقاع الكرة الارضية واصبح شعب نكرة ليس له اي قيمة امام الاخرين الذين لا يحترمون سوى من كان ندا لهم.
ولكن اميركا فشلت في اصلاح العراق والنهوض به مجددا وتركت لنا احزاب وسياسيين على درجة عالية من الفساد وانعدام الضمير واتوا على ما تبقى من امل لدى العراقيين في بلد حر عزيز يحتضن ابنائه والسبب جشعهم وحبهم للاموال وللسلطة ولم يكونوا قدر المسؤولية بل كانوا مثار جدل وفتنة اصابت العراق في الصميم حيث تقاتل ابناءه في حرب طائفية لم يشهد تاريخ العراق لها مثيلا ذهب الابرياء من شباب العراق ضحية لنزاعات هؤلاء واختلافاتهم وبالتالي كان الثمن كبيرا ومؤلما في نفس الوقت.
ايها العراقيين ندائي لكم ان لا تنجرفوا الى اي صراع قادم بين تلك الاحزاب السياسية اللعينة ندائي لكم ان تدعوهم يتقاتلون دعوهم يمزق بعضهم البعض فهؤلاء لا يساوي احدهم شسع نعل شاب عراقي بريء له طموحات واحلام فلا يغرونكم بشعاراتهم الكاذبة ومحاولاتهم لاستغفالكم من جديد اتركوهم الى صراعاتهم فلقد جربنا الفريقين ولم نجد فيهم الخير والحرص على بلدنا العراق قدر حرصهم على امتيازاتهم واموالهم السحت الحرام وكراسيهم ومناصبهم التي استولوا عليها عن طريق الكذب والاحتيال وامل ان يسمع ندائي هذا كل شباب العراق الصابر المحتسب عند الله قفوا متفرجين فالمواجهة قادمة بين هؤلاء الدجالين قفوا متفرجين حتى يعرف هؤلاء النكرات حجمهم وحجم ما اقترفوه بحقكم لا تاخذكم الحمية وتشتركوا في قتل بعضكم البعض فكلهم لا يسعون سوى خلف مصالحهم وليذهب العراق والعراقيين الى الجحيم.