يسير المشهد العراقي العام الى مفترق طرق خطير لم يصله العراق من قبل ,فمن المعاناة من غباء المتصدين للعملية السياسية والذين لاياخذون بنصيحة العارفين ويعملون على هواهم الى ضياع نصف ارض العراق وذهابها برحابة صدر ليد الارهاب اللعين الذي يقف بانتظار اي هفوة ليجهز على ماتبقى من العراق ,ثم الى المؤامرة الدولية والتي اتضحت بشكل سافر اخيرا حيث سمحت الدول الهرمة للشباب العراقي بالهجرة اليها وباعداد كبيرة لتجد فيهم ضالتها الغائبة عنها وهي وجود ايدي عاملة تحيي لها مااوشك ان يموت منها من جسدها الخاوي وبابخس الاسعار ,وهذه الهجرة اسهم فيها بشكل كبير ظلم اهل الدار الذين لايملكون من الغيرة والروح الوطنية شيء فعاثوا في الارض فسادا وظلما وجورا حتى اصبح الموت المحتم ارحم لدى البعض من البقاء في العراق (ولو اني هنا لست بموقف المدافع عن المهاجرين )وهذا الامر لفت انتباه العالم الى العراق من ناحية النظرة الى حقوق الانسان وكيف ان العراق ينتهك هذه الحقوق على حد ادعاءهم وضياع حقوق الناس ,ثم دعوة الاتحاد الاوربي اللعينة اخيرا بفتح حدود كل الدول المنضية فيه للمهاجرين بغض النظر الى الاعداد .
هذا كله جرى ويجري على مراى ومسمع من حكومتنا ودولتنا وهما لم يحركا ساكنا وباي شكل كان لايقاف هذا المسلسل المحرج وايجاد الحلول للناس الذين هاجروا ويهاجرون يوميا ,بل ان القادة السياسيين مشغولين بالخلافات فيما بينهم على تشريع قوانين بعيدة عن اصل المشكلة الحياتية اليومية ويسهمون في تكريس الطائفية والعرقية ودمار البلد ,فهذا قانون الحرس الوطني سيء الصيت الذي هو العنوان الاكبر لتكريس المناطقية والطائفية والعرقية ياخذ حيزا كبيرا من وقت العراق واهله ويعترض فلان ويؤيد فلان وبالنتيجة تمدد الارهاب وزيادة فقدان الشباب المضحي المقاتل وضياع الثروات ,وكذا المشكلة الكبرى التي حدثت اخيرا واحتار العقل السياسي بحلها وهي مؤتمر الدوحة الطنبوري للمعارضة وكآن السماء اطبقت على الارض فكيف حضر فلان وفلان ويجب ويجب وغيرها من الاشتراطات الهوجاء على العقل ولاياخذوا الامر بصورة مبسطة فكل نظام على الارض له معارض ولاباس بهكذا مؤتمر لنتعرف على مايريده المعارض ونسعى جاهدين لنصل معه الى طريق وسط لعل المشاكل تحل اما من حضر من سياسيي اليوم فاحملوهم على محمل الحسن (ولو فيه احراج )ولكن لنصل جميعا لانقاذ العراق مما يصيبه نتيجة غباء موجة اغلب سياسيي اليوم وهذا الانقاذ لابد له في النهاية ان يكون عراقي خالص ولايمكن فرضه علينا فلنصل الى مشتركات واذا نجحنا فخير على خير واذا فشلنا لنبحث عن البديل لعل فيه النجاة ,اما استمرار الوضع على هذا الحال فهو الظلم الاكبر بعينه ودمار الشعب المسكين حتى ان فرعون كان ارحم على ناسه فهو كان يقول امام الناس انه ربهم وفي داخله يعرف انه اجوف فارغ وعندما اتى نبي الله موسى عليه السلام فتح فرعون افاقا لمساعدة الناس محاولا كسبهم الى صفه رغم اختلافهم معه بشكل كبير ولم يعادي الا من ذهب مع موسى عليه السلام والبقية عاملهم بالحسنى عكس مانراه اليوم من قادة العراق اليوم فالذي يختلف معهم يحارب ويقتل والذي معهم يحارب ويطرد وكل من يبدي رايا يكمم فمه كي لايسلبوا مصالحهم ,هم جاروا على البلاد والعباد وكنا نامل بالمظاهرات خيرا لتغير ولكن هو الكذب والنفاق نفسه لم يتغير ولم يكن هناك اصلاح فقط تخدير كما حصل عام 2011 في عهد سيء الصيت المالكي وجوقته المهرجة ,اذن هي مؤامرة متعددة الاطراف على العراق وشعبه اشترك فيها كل ظلمة الارض واهمه سياسيي الغفلة الموجودين على راس الهرم السياسي اليوم (مع استثاء قليل جدا )وهذه المؤامرة بحاجة الى تصدي حقيقي لااعلامي خطابي فقط بل عملي يشحذ الهمم ويوظفها بصورة صحيحة كيما تنجح الغاية من الطاقات الوفيرة وان تبتعد الناس عن مفهوم عقلية الضغط الجمعي الفارغة وان لاتنساق الناس وراء الشعارات الرنانة وتاخذ العبرة مما جرى لعلها تنجح في مسعاها .
ضربة الغرب عندي على المها شفاء……وقسوة القرب علي اشد من النار.