23 ديسمبر، 2024 3:43 م

اين يكمن الخلل في العملية السياسية وماهو الحل ؟

اين يكمن الخلل في العملية السياسية وماهو الحل ؟

ان العملية السياسية التي يمر بها العراق الان هي عملية معقدة جدا والاتفاق عليها اكثر صعوبة لان الواقع الاجتماعي العراقي واقع متنوع يحتاج لقانون معتدل يستطيع الجميع هضمه والعمل والتكيف معه ,وها نحن اليوم امام معادلة معقدة فهاهي الصراعات السياسية المبنية على اتجاهات عديدة تظهر وتاتي بنتائج سلبية على الشعب باكمله ,وكذلك تظهر سمة المصالح الخاصة والفئوية مع الاسف لتاخذ ايضا دورها الهدام وتكثر كل الاتجاهات المتصارعة في واحدة من اغرب قصص التاريخ العديدة وليصبح العراق المثال السيء في تعدد الصراعات والانقسامات .
ان السبب الرئيسي في المشكلة الراهنة هو في عدم الشعور بالمواطنة والعمل على اساسه بل اعتماد الجزئية العرقية والمذهبية والطائفية في التعامل السياسي وهذا لم ياتي من فراغ بل ساهمت به كل الانظمة السابقة التي مرت بالعراق وحكمته بمختلف الطرق والوسائط فبالقوة بالحديد والنار وبالتفرقة الغربية تمت السيطرة على العراق واستغلاله المعروف تاريخيا فولد هذا الامر مجتمعاحالة من عدم الثقة بين مكونات النسيج العراقي فجعل كل جهة تعتقد بانها ستاكل من الجهة الاخرى اذن عليها الحصول على المكاسب ماامكن وباي شكل وهذا هو الخطا بعينه لان العراق بلد الجميع فيجب النظر والعمل على هذا الاساس .
كذلك هنالك الجهل المقصود زرعه لدى المواطن العراقي البسيط الذي لم ينل حظه الكامل من التعليم والفهم مما جعله عرضه لكل التيارات والاتجاهات الفكرية التي تعبث به يمينا وشمالا وتشوه ذاته وتبعده عن واجباته تجاه وطنه بل وتجعله اداة طيعة لضرب بلده وتخريبه .
واليوم والحال يعيد نفسه رغم محاولتنا اضافة صبغة التغيير على الدولة العراقية الجديدة فالمشهد السياسي ومع وجود سياسي اليوم لايضم عمليا احتواء كل الاطياف متساوية بل يقرب جهة على حساب جهة ولايضع العدل مكانه الصحيح ويحاسب من اوصل العراق الى هذا المستوى من الدمار والقتل والفساد وهذا مما جعل الثقة التي تحدثنا عنها تزداد سوءا وبعدا بين مكونات الشعب ,وهو الهدف الذي يريده المتربصين بالعراق والعاملين على تعطيل دوره الانساني في البناء ,اذن هنا اصبح التغيير شكلي لاعملي فما الحل ياترى ؟
الحل هنا يكمن في عدة عوامل مشتركة يجب النظر لها وتحليلها ثم العمل بها لنصل الى الحد الادنى من المعالجة والانطلاق للبناء .
العامل الاول هو تركيبة المجتمع العراقي وطريقة التعامل معها بالشكل الذي لايوحي بالتفرقة والتفضيل بل بصورة المواطنة وماتفرضه هذه الصورة على كل مواطن من واجبات وماتعطيه من حقوق ,اي ان الجميع متساوون بالحقوق والواجبات ,وبهذا يعود الجزء الكبير من الثقة بين المكونات كلها .
العامل الثاني اشراك الجميع في عملية البناء الحديث للدولة العراقية وعدم اقتصار ذلك على جهة او جهتين دون البقية .
العامل الثالث وهو الاهم هو توفر النية الصالحة للتعاون بين الجميع ولدى جميع المشاركين اليوم في العملية السياسية  ,فان وجدت هذه النية وتمت محاسبة كل المسيئين وان انتموا لهذه الكتلة او تلك عندها ستصبح ارادة تطبيق القانون فوق الجميع وسيخشى الكل من التقصير لانه عندها سوف لايكون هناك من يحميه من الحساب والعقاب ,وبهذا العامل ستتوحد الاراء والافكار وسنرى الابداع في اروع صوره .
العامل الاخير بنظري هو عدم الجري وراء الغير من دول الاقليم وجعل العراقية هي الهدف والمحور ,لان تجاربنا بهذا المجال غنية فكل دول الجوار والحمد لله اثبتت وبالادلة العديدة انها تضمر للعراق كل الشر والدمار ولايمكن لها ان ترتاح والعراق بخير فكل القتل والتدمير هم سببه وتاريخنا مليء باهلنا ومفكرينا الذين بنوا العالم فعلينا اذن هنا الرجوع لانفسنا ولاهلنا من الصالحين الذين سبقونا عندها فقط نقول اننا نستطيع النهوض والبناء .
ان الحضارات والدول تبنى وتقوى بالتضحيات ونكران الذات والعمل الجمعي الصالح فكم من تجربة ذكرها التريخ وكم من رجال خلدهم التاريخ فقط لانهم انتموا الى اوطانهم ولم يبيعوها امام اغراء المال والجاه والنفس الامارة بالسوء .
نحن نقول اننا مسلمون ونبينا وهادينا محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) وندعي الايمان والوفاء اذن لماذا لانعزز هذا الامر بالعمل الجاد والمخلص ونكون فعلا اخلاف لاولئك الاسلاف الخالدين .
تحية لكل المخلصين العاملين للبناء والاخوة العراقية الحقيقية والدعاء الى اللع تعالى لنا جميعا بالحفظ والخير .