23 ديسمبر، 2024 2:43 م

اين يقف السيد السيستاني في توصياته الاخيرة ؟

اين يقف السيد السيستاني في توصياته الاخيرة ؟

سؤال تردد في ذهني وانا استمع لتوصيات المرجعية الدينية في خطبة الجمعة الماضية. خصوصا وانها جاءت بعد نزيف كبير للدم العراقي في المناطق ذات الكثافة الشيعية بوجه خاص,  ولمدة شهرين تقريبا,  وبشكل يكاد يكون يوميا وليس باخرها التفجير المزدوج في سرادق العزاء في مدينة الصدر.
وبعد الاستماع الى الشيخ عبد المهدي الكربلائي وهو يقول:: (( بان توصيات صدرت صباح يوم الجمعة من المرجعية الدينية العليا تضمنت التحذير من ظاهرة الاستهداف والاستهداف المتبادل بين الطوائف العراقية,  واشار بانه امر خطيرعلى مستقبل العراق وعلى وحدة النسيج الاجتماعي والوطني فيه ويهدِّد وحدة البلاد.
 واشار الى: (( ان هناك في شمال العراق استهدافا للشبك في الموصل وعمليات اغتيال وتهجير مستمرة ، وهناك استهداف للتركمان في مدينة طوزخورماتو ما اضطر الكثير من العوائل الى الهجرة من هذه المدينة الى كركوك او الى كربلاء ، وهناك استهداف لائمة الجوامع من الاخوة السنة في البصرة وتهجير لعوائل من عشيرة السعدون الذين يتعايشون مع ابناء اهل البصرة منذ امد طويل بسلام ومحبة ، وهذه الاستهدافات المتبادلة والطائفية خطيرة)) 
 والسؤال هو اين يقف السيد السيستاني في توصياته هذه؟
هل وقف السيد قريبا من الحالة السنية في توصياته  كما يرى الكثيرين ؟
ام انه موقفه يضعه اقرب الى الحالة الشيعية ؟
ام انه يقف في الوسط؟
ولو نظرنا بتمعن الى توصيات السيد المرجع لوجدنا التالي :
 اولا :- انه حذر من حالة الاستهداف المتبادل ولم يشر لا من قريب ولا من بعيد الى من بدأ حالة الاستهداف – وان اهماله لذلك ليس لانه يتهاون في مبدأ العدالة التي ذكرت في التوصيات حيث اشار الى مبدأ القسط والعدل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)  – سورة المائدة . ومن ابسط مقومات القسط والعدل ان يحدد من الذي ابتدأ بالاستهداف واعتدى ولكن السيد المرجع ولانه يريد ان يوجد الحل والمخرج لهذا نجد بانه لم يشر الى من ابتدأ بالاستهداف متعمدا من اجل الاعانة على ذلك لخطورة الوضع والمرحلة.
 ثاينا: ان التوصيات اشارت الى ذكر استهداف الشبك في الموصل واستهداف التركمان في مدينة طوزخورماتو واستهداف السنة في مدينة البصرة ووصف هذه الاستهدافات المتبادلة والطائفية بالخطيرة. 
ثالثا : نجد ان السيد المرجع الاعلى للشيعة لم ياتي على ذكر استهداف الشيعة اطلاقا,  ولم يركز كثيرا على المفخخات التي تستهدفهم, فما هو السبب ياترى؟
لماذا لم تتطرق التوصيات للمفخخات التي تستهدف الاكثرية الشيعية ؟؟؟
فرغم ان القاصي والداني يعلم بان اغلب المفخخات خلال الشهور الماضية تستهدف بشكل كبير حالة مدنية بعينها , ومناطق ذات كثافة سكانية للمكون الشيعي تحديدا,  ابتداءا من مدينة الصدر, والشعلة,  وجميلة,  والكرادة, والكسرة, وغيرها – وما حدث من تفجير في سامراء قبل ايام قليلة كان حالة مؤلمة وغريبة وطارئة حصلت بعد صدور التوصيات – وحتى في حال حدوث تفجيرات مفخخة في المناطق الغربية فانها لاتستهدف حالة مدنية وانما تستهدف شخصيات عشائرية او سياسية بعينها,  ورغم ان السيد المرجع لاتغيب عنه كل هذه الحقائق فانه لم يتطرق الى تلك المفخخات التي تحصد ارواح المئات بل الالاف من الشيعة ووقف بتوصياته حسب ما يرى الكثيرين قريبا من السنة , فما هو السبب؟
نحن نعتقد بان السيد المرجع بتحليله الدقيق والعميق يفهم بشكل تفصيلي  كل ما سبق من الامور ومع هذا تعمد التغاضي عن ذكره , نعم لقد تغاضى عن ذكر استهداف الشيعة في توصياته لانه استهداف للاغلبية وهو امر خطير ذكره والتطرق اليه  باعتبار ان  اي استهداف هو فبح وظلم وعدوان فكيف باستهداف الاغلبية والعدوان عليها؟
 نعم رغم كل الحقائق التي يعلمها السيد المرجع قبل غيره ورغم ادراكه لخلفياتها , ولكنه باعتقادنا قد غض الطرف و اكتفى بذكر استهداف الاقليات من الشبك والتركمان واستهداف السنة في البصرة , لرؤيته الثاقبة  بان المصلحة تستوجب منه هكذا موقف يتناسب مع ما  يهدف اليه من  التهدئة ويتجه نحو ايجاد الحل, لذا  فانه تغاضى بشكل ملفت للنظر, وسكت متعمدا عن الاشارة الى ما يعتقد بخطورة الاشارة اليه.
 لله درك سيدي ومولاي ترى هل سيعي ويدرك الاخرون حكمتك ؟؟
 هل  سيقرأون مابين السطور في مواقفك ؟؟